فشل المجلس النقابي الوطني للأيمة المنظوي تحت المنظمة التونسية للشغل في مقابلة وزير الشؤون الدينية من أجل التوصل إلى حلول والتفاوض حول المطالب التي كان قد تقدم بها المجلس للوزير منذ شهرين. وقال محمد العفاس عضو المكتب النقابي الجهوي بصفاقس وعضو المكتب الوطني للمنظمة التونسية للشغل وإمام جامع بصفاقس في تصريح ل«التونسية» إن كل النقاط التي أمضاها وزير الشؤون الدينية وتعهّد بتحقيقها مع النقابة لم يطبق منها أي نقطة وأنهم كذلك جاؤوا من أجل مقابلة الوزير. وأشار إلى أن المطالب تتمثل أساسا في تشريك ممثل نقابي في لجان الاختبار و لجان التأديب ,والالتزام بعدم غلق المساجد في صورة إشكال و اللجوء إلى حلها عن طريق الحكماء في المسجد والإمام الخطيب ,و الالتزام بأداء صلاة العيد في المصلى وفق التراتيب الجاري بها العمل ,والالتزام بالمحافظة على الاعتكاف في رمضان وإحياء هذه السنّة التي قال إنه تم التضييق عليها في شهر رمضان المنقضي. وتابع أن بقية المطالب تتمثل أيضا في الالتزام بإعادة الأيمة الذين تم طردهم رغم نجاحهم في جميع الاختبارات تحت ذريعة عدم الاختصاص مضيفا أنه تم رفض مطالبهم ولم يتم تعيينهم وان بعضهم استجوب أمنيّا على حد قوله إلى جانب التهجّم على الأئمة وتدخل النواب من أجل إمضاء عريضة لعزل إمام والمتمثل في الشيخ «أحمد خرّاط» داعيا إلى ضرورة نبذ مثل هذه التصرفات. استياء وذكر العفاس أن سبر آراء صدر أول أمس يتعلق بمنسوب الثقة لدى الشعب كشف أن 52 بالمائة من الشعب التونسي يثقون في الأيمة و20 بالمائة فقط يثقون في الأحزاب مشيرا إلى أنه رغم ثقة الشعب التونسي فيهم العالية فإنهم اليوم يهانون على حد تعبيره. وأكد محمد العفاس أنه رغم تأكيدهم الوقوف في صفوف الأمن و الدولة من أجل شن حرب على الإرهاب فإنهم وجدوا صدا وصعوبات. وأفاد عفاس أنه في صورة عدم التوصل إلى اتفاق مع وزارة الشؤون الدينية فإنهم سيواصلون الاحتجاج بطرق سلمية وحضارية مشدّدا على أنهم لن يتراجعوا عن مطالبهم ولن يعودوا إلى عهد «الخطب الممضاة» . من جانبه عبر شهاب الدين تليش كاتب عام المجلس النقابي الوطني للأيمة و إطارات المساجد عن امتعاضهم واستيائهم من الوضع الديني الذي قال إنه بدأ يشهد حدا في الحريات الدينية وبدأ ينأى عن المسار الصحيح معتبرا ان أجندات حزبية تقف وراء ذلك على حد تعبيره مشيرا إلى أن كل الجهود متضافرة من أجل ترسيخ الأيمة و الدعاة الوسطيين. وأكد أنه رغم الصعوبات التي يتعرض إليها المشهد الديني في تونس فإن أيديهم لا تزال ممدودة للحوار من أجل التوصل إلى اتفاقيات. الوزارة توضّح من جهته قال سليم بالشيخ مكلف بمهمة لدى وزير الشؤون الدينية إن الأيمة حددوا موعد المقابلة بمفردهم دون موافقة الوزارة مبينا أنهم أرسلوا طلب المقابلة في وقت متأخر في حين أن وزير الشؤون الدينية كان قد خرج في زيارة إلى ولاية جندوبة في إطار الشباك الموحّد للحجيج وأن الوزارة منشغلة جدا بالأنشطة المتعلقة بموسم الحج وأضاف أنه ليس لديهم أي علم بمطالب الأيمة . وأكد بالشيخ أن الوزارة في تواصل مع جميع الوعاظ والأيمة و الإدارات الجهوية قائلا «ليس لدينا أية إشكاليات في الشؤون الدينية والوزارة حارصة شديد الحرص على الاعتناء بالشؤون الدينية و شؤون الأيمة والوعاظ لكن في حدود الطلبات المعقولة» ملاحظا أنّ هناك طلبات غير قانونية وغير شرعية.