شهدت مدينة ساقية سيدي يوسف الحدودية مساء الخميس الفارط حدثا غير عادي تمثل في ظهور قرد من فصيلة «المكاك» عند المدخل الجنوبي للمدينة. ولئن تداول عدد كبير من الاهالي الخبر على سبيل التندّر فإن عددا قليلا صدّق في البداية خبر وجود قرد يتجول بمدخل المدينة بعدما تصدعت آذانهم طويلا بأخبار الارهابيين ومداهماتهم . و بما أن أهالي ولاية الكاف معروفون عموما بحياكة الطرائف وابتداع النكت فقد أطلق البعض العنان لخياله وبادر بسرد حكايات من وحي الخاطر كان بطلها قرد «المكاك» وشخصيات معروفة في مدينة الساقية أدمجت دمجا في هذه القصص. وبعيدا عن الحكايات التي نسجت احداثها سريعا حول هذا القرد فإن عددا من المارة تفطنوا لوجود هذا الزائر الغريب بالطريق العام حيث اكد «س.ك» أحد سكان الساقية ان القرد كان يتنقل بسرعة ويقوم بحركات بهلوانية وهستيرية تدل على تفاجئه بعالمه الجديد وبكثرة الفضوليين الذين تجمهروا لمشاهدته: فتعالى صياح الاطفال وقهقهات الكبار مع كل قفزة وحركة يأتيها الضيف غير المنتظر. وخوفا من ان يكون القرد حاملا لمرض معد ما بادرت وحدات الامن وفرق الغابات بساقية سيدي يوسف بمطاردته للقضاء عليه لكنه نجح ليلا في الفرار نحو الغابة المجاورة وتحصن بها لساعات. وتجدد فجر الجمعة البحث عنه ليتم القضاء عليه صباحا وفق ما اكده الشاذلي الغزواني المندوب الجهوي للفلاحة بالكاف ل«التونسية» الذي توقع ان يكون القرد قد قدم من احدى الغابات الجزائرية التي تعيش بها مثل هذه النوعية النادرة من القردة، لكن احد المتساكنين أسرّ لنا بأن أحد المواطنين بالساقية يقوم بتربية القردة وربما يكون هذا القرد قد فر من احد الاقفاص وهو ما لم يتم تأكيده من قبل الجهات الامنية هناك. يذكر ان هذه الواقعة خلفت ضجة اعلامية كبيرة بمختلف المواقع الاخبارية التي تناقلت الخبر بسرعة ونشره الآلاف على صفحات التواصل الاجتماعي على سبيل التندر. كما نقل بعض الاهالي بساقية سيدي يوسف ل«التونسية» فحوى عديد الاتصالات التي جمعتهم بأصدقاء لهم من جهات مختلفة من الجمهورية وحتى من خارج الوطن ومن العبارات التي تكررت كثيرا في حوارات المتصلين نجد : «شدوه القرد؟» ، «وعلاش قتلوه زعما قرد ارهابي؟ زعما هرب من ورغة ؟»، «هالقرد ولد حرام ليلة كاملة وماشديتوشي؟» وغيرها من التعاليق الطريفة التي جعلت من قرد «المكاك»محل سؤال السائلين وحديث الجالسين في المقاهي والحانات وبطلا في قصص الفكاهيين و«النبّارة»، قصص لازالت حتى الحين تشد السامعين رغم مرور ثلاثة ايام على الواقعة...