قال حمادي الجبالي رئيس الحكومة الأسبق والامين العام السابق لحزب حركة «النهضة» ل «التونسية» ان ما وقع للراعي مبروك السلطاني في جبل مغيلة لا يقل خطورة عن التفجيرات الارهابية بفرنسا داعيا الىفهم الظاهرة فهما عميقا وعدم تبسيطها لأنها اصبحت تهّدد الكون بأكمله. وأكد الجبالي ان حادثة فرنسا كشفت ان العنف أعمى وأنه أصبح يضرب في كل مكان وبلا هوادة مشيرا الى ان تداعيات التفجيرات ستكون كبيرة على المنطقة وأولها، حسب تعبيره، إمطار الشعب السوري بمزيد من أطنان القنابل وسقوط آلاف المدنيين بتعلة استهداف معاقل «داعش». وتوقع الجبالي مزيدا من المعاناة للجاليات العربية والمسلمة في الدول الغربية مؤكدا ان الصرامة الامنية ضرورية لكن ليس بمزيد الحرب والقتل مشيرا الى انه يتعاطف مع الشعب الفرنسي لكنه متعاطف ايضا مع الشعبين السوري والفلسطيني اللذين يتعرضان يوميا للقتل والتدمير والترويع. وقال الجبالي إنّ الارهاب ظاهرة مركبة ومعقدة داعيا المسؤولين الى ضرورة البحث عن الاسباب الحقيقة موضحا ان المعالجة الامنية غير كافية وانها قد تزيد من توسع الظاهرة مشيرا الى ان الفقر والبطالة والتهميش والجهوية وغياب التنمية وضياع المشروع وضياع الامل اسباب قد تدفع ببعض الشباب الى التعاطف مع هؤلاء الارهابيين أو الانضمام اليهم داعيا الحكومة الى معالجة هذه الظاهرة معالجة شاملة وعميقة. واستنكر الجبالي توظيف النخب السياسية حادثة قطع رأس الراعي الارهابية قائلا « شيء مؤسف ما تقوم به الاحزاب من توظيف سياسي وحزبي لهذه الفاجعة قصد تلميع صورتها في حملة انتخابية سابقة لأوانها مرددا القول الشهير «هلاكنا في نخبتنا» مشيرا الى انه مصدوم الى درجة اليأس من هذه النخب السياسية التي قال ان همّها الوحيد التسابق نحو الكراسي والاستحواذ على نصيب من الكعكة وليس مصلحة البلاد. وقال الجبالي انه استغرب ردود الافعال حول تصريحاته الاخيرة وما قاله الجنرال رشيد عمار الى درجة ان البعض وصفه ب «الارهابي» و«المتطرف» معتبرا ان ذلك يدخل في باب المزايدات الرخيصة التي لا تنهض بالبلاد ولا تقاوم الارهاب. وكان حمادي الجبالي قد أكد في حوار مع «أم.تي.في» ان تونس بموقعها وواقعها لا يمكن أن تُحكم بانقلاب وأن لا أحد بها اليوم قادر على القيام بانقلاب مشيرا في حوار مع قناة «أم تي في»، الى أن رئيس أركان القوات المسلحة سابقاً الجنرال رشيد عمار قال له أن الجيش الوطني شاهد سلطة تسقط في مناسبتين وأنه مع ذلك لم يستغل الفرصتين لتولي الحكم. وأضاف رئيس الحكومة الأسبق انه سأل عندها الجنرال رشيد عمار عما إذا كان سبب ذلك القرار عدم قدرة الجيش أم عدم رغبته وان هذا الأخير اجابه ضاحكا: «ربما للاحتمالين معا». وبيّن انه ردّ على عمار بالقول ان الاحتمال الأقرب هو عدم قدرة الجيش على ذلك لذكائه مشيراً إلى ان تونس المعروفة باقتصادها واجتماعها وموقعها لا يمكن ان تعود الآن إلى الانقلاب وان الجيش لا يريد ذلك ولا يقدر على ذلك. وقال الجبالي إنه يؤكد تصريحات رشيد عمار الأخيرة معتبراً ان من تهجّموا على عمار هم المخطئون. وكشف الجبالي ان الجنرال عمار قال له بعد انتخابات أكتوبر 2011 بثلاث ساعات ان هاتفه لم يتوقف عن الرنين من أشخاص يخبرونه بفوز حركة «النهضة» في الانتخابات في حين انه لم يتمّ الإعلان عن نتائج الانتخابات إلا بعد أيام من إجرائها. وأضاف ان الذين يدعون الديمقراطية يخافون نتائج الانتخابات مشدداً على ان تونس لن تحكم لا بانقلاب عسكري ولا أمني ولا غيرهما وانها تحكم بأبنائها.