الحكم أمير لوصيف غير محظوظ بالمرّة... وفي كلّ مرّة تعهد له مهمّة إدارة مباراة من الوزن الثقيل يفشل في الاختبار ويتسّبب بصفّارته المهزوزة في سرقة النقاط لهذا الفريق أو ذاك. نفس الحكم أدار الموسم قبل الفارط مباراة بين النادي الافريقي والنادي الصفاقسي ويومها ظلم الصفاقسية ثمّ أدار نهائي الكأس الذي جمع النجم الساحلي بالملعب القابسي و حرم «القوابسية» من فرصة دخول التاريخ بهفوات كلفته تجميد النشاط لثلاثة أشهر... ثمّ عاد أوّل أمس ليدير مباراة القوافل الرياضية بقفصة والنادي الافريقي وألغى هدفا شرعيا في الوقت البديل للإفريقي أحيى به من جديد نظرية المؤامرة التي يرّددها جمهور الافريقي في الآونة الاخيرة. هذا الحكم لم يكن أميرا بالمرّة وهفواته كانت دائما كارثيّة ولاح جليا أنّه ليس رجل المواعيد الكبرى والخوف كلّ الخوف أن تكون هذه الصفّارة مجرّد أداة يستخدمها «رجل الظلّ» في لجنة التحكيم لتصفية حساباته مع الفرق المحسوبة على جبهة المعارضة. على كلّ الوصيف في حاجة الى راحة مطولة نوعا ما حتى يستعيد عافيته الذهنية والمعنوية وحتى تستعيد صفّارته شخصيتها المسلوبة. 2 – فاتكم القطار الجولة الثامنة للبطولة لعبت على غير العادة يوم الجمعة وذلك مفهوم بحكم التزام المنتخب بالتصفيات الافريقية المؤهلة الى المونديال. والجولة على أهميتها لم تلق رواجا لدى القائمين على شؤون التلفزة الوطنية الذين لم يكلفوا أنفسهم مشّقة تخصيص حلقة استثنائية من «الأحد الرياضي» تكون على غير العادة يوم الجمعة خاصة وأنّ النجم الساحلي خاض أمس ذهاب نهائي كأس الكاف وكانت الفرصة سانحة لمواكبة تحضيرات الفريق مباشرة من جوهانزبورغ والإطّلاع على كل مستجداته لكن كل هذا لم يحصل ونام جماعة التلفزة الوطنية على أمل ان يستفيقوا يوم الأحد في نفس الزمان والمكان ل«تجمير البايت» ونفض الغبار عن مادة إعلامية رياضية تجاوزتها الأحداث وفات الجماعة هناك في هضبة «الشيراتون» أنّ الطريق لم تعد سالكة و أنّ هناك من يجتهد ويلاحق الفرصة لنيل السبق وهو ما كان فعلا حيث بثّت قناة «التاسعة» المولود الإعلامي الجديد حلقة مباشرة من تقديم مهدي كتو وخالد حسني بعنوان «بعد الماتش» أتت فيها على نتائج الجولة و أجواء المباريات ونقلت الصورة كما هي وكما يجب ان تكون للجماهير من خلال تقديم مادة إعلامية دسمة خالية من «دهون» التحليل والتنظير. السبق لا يعترف بقانون المواقيت وجماعة التلفزة حتما سيفوتهم القطار لأنهمّ أسرى لعقليّة «المسمار في حيط»... 3 - «قعباجي» مدرّب المنتخب الاولمبي ماهر الكنزاري وجّه الدعوة إلى 21 لاعبا لتعزيز صفوف المنتخب في النهائيات الافريقية المرتقبة. والقائمة الاسمية ضمّت 4 لاعبين من النادي الافريقي الذي تنتظره بدوره مباراة مؤجلة لحساب الجولة الرابعة ضدّ النجم الساحلي واستنادا الى التنقيحات الاخيرة يحقّ للافريقي المطالبة بتأجيل المباراة بما أن لديه أكثر من 3 لاعبين على ذمة المنتخب وهذه النقطة لم يتفطّن لها جماعة المكتب الجامعي الذين يدرسون الآن ايجاد مخرج قانوني لعدم تأجيل المباراة المقرّرة يوم 3 ديسمبر القادم بحكم ضغط الروزنامة. الحلّ الوحيد الذي تبادر الى الاذهان هو التخلّي عن لاعب من الافارقة الاربعة الموجودين على ذمة المنتخب وقد استقّر القرار داخل أسوار الجامعة على تسريح «سيف الدين الشرفي» والاحتفاظ بالثالوث المتبقي لكن ماهر الكنزاري رفض على ما يبدو مسايرة الركب واختار التشبّث بحارسه ممّا يعني التأجيل من جديد لمباراة النجم والإفريقي. ظاهريا من حقّ الجامعة معالجة هذه الاشكاليات العرضية بهذه الشاكلة ولكن هل فكّر هؤلاء في الصدمة التي قد يتلقاها الحارس الشاب للافريقي وهو الذي يجهّز نفسه وأمتعته لتحدّ رياضي ينتظره كل لاعب على أحرّ من الجمر؟ هل فكّر هؤلاء في أنّ قرارا كهذا من شأنه ان ينهي مسيرة أيّ لاعب قبل أن تبدأ؟ مثل هذا «القعباجي» وهذه القرارات المرتجلة هي التي تجرّ كرتنا سنوات ضوئية الى الخلف وبمثل هذا الصنف من المسؤولين تخلفّنا عن الركب وصرنا في آخر الصفّ...