حقق المنتخب الوطني الأولمبي المهم في أول مبارياته ضمن منافسات كأس أمم إفريقيا لأقل من 23 سنة والمقامة على الأراضي السينغالية، بعد أن تغلب بصعوبة كبيرة على المنتخب الزمبي بهدفين لهدف حملا توقيع مهاجم الترجي هيثم الجويني. وعلى الرغم من الأداء العام لأبناء الكنزاري لم يكن في القمة خصوصا في الشوط الثاني فإن واقعية عناصرنا الوطنية مكنتهم من خطف انتصار ثمين سيسهل مهمتهم في ضمان التأهل إلى الدور الثاني ومواصلة المنافسة بقوة على التاج الإفريقي أولا وعلى أحد البطاقات الثلاث المؤهلة إلى أولمبياد ريودي جانيرو ثانيا. شوط بشوط ما يهم في بداية كل مسابقة بهذا الحجم هوتحقيق الفوز وهذا ما حققه أبناء ماهر الكنزاري وبالتالي فإننا لم نهتم كثيرا بالأداء العام للمجموعة والذي لم يبلغ المستوى المطلوب كما سبق وأشرنا في مطلع المقال، ولكننا لن نغفل كذلك على الإشارة إلى بعض الهفوات التي يجب تداركها قبل مواجهة السينغال البلد المستضيف الثلاثاء القادم في ثاني وأهم مباريات المجموعة الأولى. مباراة السبت قدم فيها المنتخب الوطني شوطا أولا مثاليا حيث مارس ضغطا عاليا على المنتخب الزمبي وحاصره في مناطقه ليكون هيثم الجويني على موعد مع افتتاح النتيجة منذ الدقيقة الرابعة بتسديدة رأسية جميلة إثر ركنية أحكم تنفيذها زميله في الفريق إلياس الجلاصي، هدف كان بالإمكان تدعيمه ولكن النجاعة غابت عن صاحب الهدف الأول والرجايبي والجلاصي الذي أطنب كثيرا في احتكار الكرة وكان أنانيا أكثر من اللزوم وهو ما مكن منتخب الرصاصات النحاسية من تعديل النتيجة في الدقيقة 15 بعد تسديدة مخادعة من رونالد كامبامبا لم يقدر صبري بن حسن عن إيقافها بما أنه كان متقدما أكثر من اللزوم. في الشوط الثاني تراجع أداء زملاء سعد بقير وتباعدت خطوطهم بشكل مكن المنافس من تسيد المواجهة وخلق عديد الفرص الخطيرة مستغلين في ذلك الهفوات العديدة للخط الخلفي الذي تحسن أداؤه نسبيا بعودة ياسين مرياح إلى المحور إلى جانب علي المشاني الذي قدم مباراة كبيرة للأمانة. وفي الوقت الذي كانت المواجهة تسير نحوالتعادل عاد هيثم الجويني ليخطف هدف الفوز الثمين برأسية جميلة إثر توزيعة أكثر من رائعة من صانع ألعاب الترجي سعد بقير ليكسب المنتخب فوزا مهما سيسهل المهمة في قادم المباريات. «بن حسن» وضرورة التركيز قلنا إننا لن نطنب في انتقاد اللاعبين في أول مباراة لهم في المسابقة ولكن لابد من سرد بعض الملاحظات حتى يقع تداركها في قادم المواجهات وأولها تخص أداء الحارس صبري بن حسن الذي لم يكن أمس في يومه وارتكب هفوات قاتلة كلفتنا الأولى هدف التعادل وكادت أن تفقدنا الأولى نقاط المباراة لولا يقظة بقية عناصر الدفاع وسذاجة مهاجمي المنتخب الخصم. حارس ال«css» عليه بمزيد التركيز والحذر أكثر وعدم التسرع حتى يكون ثابتا في جل تدخلاته وحتى لا يخسر مكانه في التشكيلة بما أن وراءه حارسين لهما من الإمكانيات الشيء الكثير ونعني حارس الإفريقي سيف الدين الشرفي وحارس الترجي وسيم القروي. «مرياح» الجوكير شهادة شكر لا بد أن نوجهها للاعب النادي الصفاقسي ياسين مرياح الذي أثبت مجددا بأنه أحد المواهب الصاعدة في الكرة التونسية وأنه لاعب يتمنى أن يمتلكه أي مدرب بما أنه يجيد اللعب في جل المراكز الدفاعية، فبعد أن بدأ اللقاء في مركز لاعب ارتكاز اضطر المدرب ماهر الكنزاري إلى تحوير موقعه إلى قلب دفاع بعد خروج زميله صديق الماجري فكان في المستوى وشكل إلى جانب علي المشاني ثنائيا متجانسا أوقف هجمات المنتخب الزمبي ومكن المنتخب من إنهاء المباراة بأريحة. «جوكير» ال«css» يعد مكسبا حقيقا لفريقه وللمنتخب الأول والأولمبي والأكيد أنه أداءه سيتحسن أكثر بمزيد كسب الخبرة والمشاركة في مثل هذه المواعيد الهامة. «الجويني بو وجهين» مرة أخرى يكون هيثم الجويني حاسما ويمكن المنتخب من ثلاث نقاط مهمة بعد أن نال من مرمى الزمبيين في مناسبتين مع أداء محترم من المهاجم الشاب وهوما دفع الجماهير الرياضية إلى مقارنة ما يقدمه مع المنتخب ومع فريقه الأصلي الترجي الرياضي التونسي أين يعيش ظروفا صعبة بما أن الحظ أدار له ظهره في أكثر من مناسبة وحرمه من التواجد باستمرار في تركيبة عمار السويح رغم إجماع الفنيين عن الإمكانيات الكبيرة التي يمتلكها اللاعب. الجويني يلعب بأريحية كبيرة مع النسور وهوما يجعله حاسما وناجعا في جل اللقاءات ولكن الأمر يتغير مع فريقه بما أن الضغوط المسلطة عليه كبيرة ومنسوب معنوياته تراجع كثيرا بحكم الحملات التي تعرض لها والتي قلّت حدتها في الفترة الأخيرة وهوما قد يسهل عودته إلى مستواه الحقيقي قريبا. قليلا من الجدية لا يختلف عاقلان حول الإمكانيات الكبيرة التي يمتلكها كل من الياس الجلاصي وادم الرجايبي ولكن هذا الثنائي لم يسجل حضوره في مباراة أمس حيث أطنبا في احتكار الكرة وفي الأنانية وهوما أفقد المنتخب فرصا عديدة لقتل المواجهة مبكرا، الجلاصي والرجايبي مطالبان بالتعامل أكثر بجدية في قادم المباريات حتى يضمن المنتخب حلولا كبيرة في الخط الأمامي الذي تؤثثه عناصر مهمة على غرار بقير والجزيري والجويني. لا خوف على «خليل» متوسط ميدان الإفريقي أحمد خليل لم يستطع إنهاء المواجهة وترك مكانه في منتصف الشوط الثاني لزميله نادر الغندري بعد إصابة عضلية أثارت مخاوف الإطار الفني وجماهير المنتخب وفريقه، المعلومات التي تحصلنا عليها تفيد بأن الإصابة ليست بالخطيرة وقد خضع اللاعب إلى الفحوصات ليلة السبت والتي أثبتت سلامته وبالتالي فإنه سيكون جاهزا لمواجهة السينغال. «كاسبارجاك» يساند ويتابع مدرب المنتخب الوطني هنري كاسبارجاك يتواجد منذ يوم الجمعة في داكار وذلك قصد مساندة المنتخب الأولمبي ومدربه ماهرة الكنزاري من جهة ومتابعة بعض اللاعبين الذين يشكلون النواة الأساسية للمنتخبات التي سنواجهها في «شان» رواندا. البولوني تابع عشية السبت مباراتي السينغال وجنوب إفريقيا وتونس وزمبيا وتابع أمس مباراتي الجزائر ومصر ومالي ونيجيريا التي ستكون إلى جانب منتخبنا في المجموعة الثالثة في ال«شان». ... والآن إلى السينغال بعد تحقيق المهم في المباراة الافتتاحية، انطلقت عناصرنا الوطنية إلى التحضير للمواجهة الثانية ضد البلد المستضيف السينغال الذي تغلب بدوره على منتخب جنوب إفريقيا بثلاثة أهداف لهدف. برنامج تحضيرات النسور لهذه المواجهة يتضمن حصتين تدريبيتين، الأولى عشية أمس والثانية والأخيرة غدا والتي ستتحدد على إثرها اختيارات ماهر الكنزاري التي قد تشهد بعض التحويرات مقارنة باللقاء الأول خاصة وأن التوجهات في لقاء الثلاثاء ستكون دفاعية بالأساس لكسب نقطة على الأقل تعني التأهل إلى قادم الأدوار. نتائج وترتيب المجموعة الأولى بعد الجولة الاولى: السينغال – جنوب إفريقيا ( 3 – 1 ) تونس – زمبيا ( 2 – 1 ) الترتيب 1) السينغال 3 ( + 2) -) تونس 3 ( + 1) 3) زمبيا 0 ( 1-) -) جنوب إفريقيا 0 ( - 2)
