الملعب الأولمبي بسوسة طقس جميل وأرضية ميدان ممتازة حضور جماهيري غفير تشكيلتا الفريقين: النجم الساحلي: أيمن البلبولي (زياد الجبالي) حمدي النقاز غازي عبد الرزاق عمار الجمل زياد بوغطّاس فرانك كوم حمزة لحمر (العمراني) محمد أمين بن عمر علية البريقي مروان تاج أحمد العكايشي (رامي البدوي). الترجي الرياضي: معز بن شريفية إيهاب المباركي خليل شمام شمس الدين الذوّادي علي المشاني حسين الراقد فوسيني كوليبالي (شاكر الرقيعي) برنار بولبوا (إدريس المحيرصي) إلياس الجلاصي (هيثم الجويني) فخر الدين بن يوسف طه ياسين الخنيسي. تحكيم: محمد سعيد الكردي الأهداف: حمزة لحمر (ض.ج دق28) ودق33 وأحمد العكايشي (دق54) الانذارات: عمار الجمل مروان تاج فرانك كوم وأحمد العكايشي (النجم الساحلي) شمس الدين الذوّادي وفوسيني كوليبالي وحسين الراقد (الترجي الرياضي)
«إلّي بعدو...» بهذا الشعار استقبل النجم الرياضي الساحلي أمس الترجي الرياضي التونسي في قمّة تحبس الأنفاس وعنوانها كرسي الصدارة الذي يرغب النجم في افتكاكه من فريق باب سويقة بعد ثلاثة أيام من إهدائه له إثر انتصاره على النادي الصفاقسي يوم الأحد الفارط، ولئن تأخر دخول الفريقين في صميم الموضوع فإن دراسة كلّ طرف للثاني كانت واضحة بما أن النجم والترجي هما بمثابة الكتاب المفتوح لبعضهما البعض وما اشتغل عليه فوزي البنزرتي وعمار السويح جاءت نتائجه بتغييرات التضييق والتقليل من المساحات والتقليص من حجم التحركات قبل أن يلعب كلّ طرف على أخطاء الثاني ولم تكد تمرّ أكثر من 12 دقيقة حتى كان حمدي النقاز على موعد مع أوّل تسرّب على الجهة اليسرى للترجي وبإمداد ذكي وضع علية البريقي في موقع مناسب لافتتاح النتيجة ولكنّ صاحب هدف افتتاح النتيجة أمام النادي الصفاقسي أساء استقبال الكرة وفي المقابل لاح الترجي بانتشار جيّد وبصعود منظّم بالكرة التي يكون البحث فيها عن طه ياسين الخنيسي. هدف من صنع «البلبولي» أبرز عملية للترجي الرياضي كانت في الدقيقة 25 من هجوم تنقّلت خلاله الكرة جيّدا بين لاعبي المكشخة لتصل إلى الإيفواري فوسيني كوليبالي الذي صوّب بقوة ولكن الامتياز كان لحارس النجم الساحلي أيمن البلبولي الذي أحكم التصدّي وأنقذ مرماه من هدف محقّق لتتحوّل الكرة بسرعة قياسية إلى مناطق الترجي الرياضي بإمداد من غازي عبد الرزاق الذي حاول التوغّل ولكن تدخل بولبوا منعه من ذلك ليعلن الحكم محمد سعيد الكردي دون تردّد عن ضربة جزاء احتجّ على شرعيتها لاعبو الترجي قبل أن يتمكّن حمزة لحمر من تحويلها إلى هدف زاد في تحفيز المحليين ورفع في نسق المباراة بين عملية من هذا الجانب وأخرى من ذاك وتشويق ارتقى إلى أعلى مراتبه بين العملاقين. «حمزة لحمر» «يتسلطن» مطلع الدقيقة 33 وبمجرّد أن أعلن الحكم الكردي عن ضربة مخالفة في نفس الموقع الذي سجّل منه حمزة لحمر في مرمى رامي الجريدي يوم الأحد الفارط جاءت صيحة جماهير النجم على وتيرة من تحصّل على ضربة جزاء ليقينهم بأنّ مثل هذه المخالفات وفي ذلك الموقع مرادفة لضربة جزاء لحمزة الذي غيّر الزّاوية هذه المرّة وبتصويبة مختلفة عن التي سجل بها في شباك النادي الصفاقسي حيث نجح لحمر في مباغتة بن شريفية الذي استعان بمهارته ولكنّه فشل في صدّ هدف عالمي لحمزة لحمر والأكيد أنّ ثنائية أمس لصانع ألعاب النجم لها أكثر من معنى بعد أن تراوحت مشاركته بين الشك واليقين جرّاء الإصابة العضلية التي يشكو منها وليس كلّ لاعب مصاب بإمكانه أن يحقّق ثنائية في قمّة بحجم مباراة الأمس. «العكايشي» يرفض الهدف الثالث وفي الوقت الذي انطلق خلاله الترجي في ما تبقى من عمر الشوط الأوّل لإدراك شباك البلبولي يواصل النجم استغلال المساحات بالاعتماد على تسرّبات حمدي النقاز الذي مهّد بل صنع هدفا ثالثا لأحمد العكايشي في الدقيقة 40 ولكن قلب هجوم النجم غير المتعوّد على إهدار مثل تلك الفرص مرّ بجانب الهدف الثالث. الاضطراري يفرض نفسه على غرار مباراة النادي الصفاقسي لم يتمكن الحارس أيمن البلبولي من انهاء المقابلة أمس ضد الترجي حيث فرضت الأوجاع أن يغادر بعد مضي ستّ دقائق من الشّوط الثاني تاركا مكانه لأحسن خلف زياد الجبالي الذي استطاع أن يبلي البلاء الحسن ويحافظ على نظافة شباكه أمام هجوم قويّ فيه فخر الدين بن يوسف وطه ياسين الخنيسي وإلياس الجلاصي وقد كان هذا الأخير من كرة ثابتة (دق53) قريبا من مباغتة الجبالي الذي أبدع في إنقاذ شباكه من الاهتزاز بما أدخله صميم الموضوع ليقدّم مباراة جيّدة مؤكدا مرة أخرى بأنّ النجم لا ينهزم وزياد في المرمى بما يقيم الدليل على أنّ من انتدب الجبالي قد استقدم أفضل من يعوّض الحارس الأوّل البلبولي. «العكايشي» يسجّل ويضيع قميصه في كلّ مرّة يكون فيها الترجي الرياضي قريبا من مرمى النجم إلاّ ويأتي الردّ السريع من المحليين فبعد الهدف الأوّل من ضربة جزاء نجح غازي عبد الرزاق في الحصول عليها بعد أن كان كوليبالي قريبا من افتتاح النتيجة لولا تألق البلبولي حمل امتياز زياد الجبالي أمام كرة إلياس الجلاصي الثابتة هدفا ثالثا للنجم إثر تنقل سريع للكرة وبإمداد «صنايعية» يضع حمزة لحمر زميله أحمد العكايشي في وضعية سانحة لمغالطة معز بن شريفية بهدف ثالث (دق54) هو الأوّل للعكايشي مع النجم وقد بلغت الفرحة به حدّ إضاعة قميصه ليجد المعوّض بسرعة قبل عودة الكرة إلى اللعب.. العكايشي فقد قميصه وتحصّل على إنذار وقد يكون ذلك نابعا من ثقل مسؤولية ارتداء القميص رقم 9 الذي كان يرتديه الهدّاف التاريخي بغداد بونجاح. «السويح» يلعب كامل أوراقه بعد حصول نتيجة (3 - 0) لعب مدرّب الترجي الرياضي عمّار السويح كلّ أوراقه بإقحامه لإدريس المحيرصي وهيثم الجويني وشاكر الرقيعي وعلى إثر إمداد من فخر الدين بن يوسف يضيع المحيرصي (دق61) فرصة تذليل الفارق مثلما نسج على منواله فوسيني كوليبالي ورغم اتساع الفارق واصل الترجي عملياته مسابقا الزمن للوصول إلى شباك زياد الجبالي ولكن غياب التركيز من ناحية على المحيرصي والخنيسي وتركيز دفاع النجم بقيادة عمّار الجمل ووقو فه سدّا أمام كلّ العمليات عطّل «ماكينة المكشّخة». «العمراني» يضيع الرّابع في الوقت البديل وتحديدا في الدقيقة 90 + 1 وضمن مسعى المحليين لاستغلال المساحات الشاغرة في مناطق الترجي الرياضي «تنازل» علية البريقي عن الهدف الرابع لفائدة أمير العمراني الذي أضاع الفرصة بطريقة غريبة وقبل ذلك كان المساعد الثاني للحكم قد ألغى هدفا رابعا للنجم الساحلي بداعي التسلّل. أفضل لاعب شهادة الاستحسان في مباراة الأمس كانت للظهير الأيمن للنجم الساحلي حمدي النقاز الذي مارس طقوسه المفضّلة بالتسرّبات من الجهة اليسرى للترجي وبعطاء غزير. من جانب الترجي تميّز فوسيني كوليبالي بنجاعة عالية واستطاع أن يحدّ كثيرا من فاعلية وسط ميدان النجم الساحلي. «عبد النّور» نجم فوق العادة مدافع نادي فالنس أيمن عبد النور كان أمس نجما فوق العادة فبمجرّد أن أخذ موقعه في المنصة الشرفية حتى خصّته جماهير الملعب الأولمبي بسوسة بتحية استثنائية قبل أن تحتفل معه بفوز النجم بثلاثية نظيفة. «شرف الدين»: العلاقات قبل النتائج حظي أمس الترجي باستقبال جيّد من النجم الساحلي وبعد نهاية المباراة لم يتأخر رئيس النجم الدكتور رضا شرف الدين في الذهاب أمام حجرات ملابس الترجي أين صافح حمدي المدّب وفي تعليقه على هذا المشهد قال شرف الدين: «العلاقات تبقى فوق كلّ اعتبار ونحن حريصون على حسن استقبال ضيوفنا حرصا منّا على أن تكون المودّة هي أكبر منتصر في مثل هذه المقابلات وهي الرسالة الإيجابية التي نعبّر من خلالها على ما نوليه من أهمية قصوى لجودة العلاقات مع كلّ الأندية». حضور مكثّف للجنس اللطيف أمام حجرات الملابس كان الحضور لافتا للعنصر النسائي فإلى جانب الزميلات الإعلاميات لاحظنا وجود متميّز للجنس اللطيف في أجواء رائعة واستثنائية. تنظيم محكم كلمة حقّ يتعيّن قولها في مردود لجنة التنظيم بالملعب الأولمبي بسوسة برئاسة النشيط قيس عاشور حيث كان التنظيم في غاية الإحكام وحضر الانسجام والتكامل بين مختلف الأطراف المتدخلة لتدور مباراة القمّة في أجواء ممتازة. مردود الحكم كان باستطاعة الحكم الدولي محمد سعيد الكردي أن يقدّم أفضل ممّا قدّمه أمس لو عرف كيفية المسك بزمام السيطرة على المقابلة منذ بدايتها لوضع حدّ لحالات الخروج عن النصّ في بعض المواقف ولئن تضاربت الآراء حول ضربة الجزاء التي أعلن عنها فإن ما يشفع للكردي في صواب قراره أنه كان قريبا جدّا من موقع العملية. أبو داليا قالا «فوزي البنزرتي» «مباراة صعبة مثلما توقعنا ولكن بأسلوبنا استطعنا أن نفرض السيطرة وهو ذات الأسلوب الذي اعتمدناه في معظم المباريات الهامّة ونحن نستمدّ قوتنا من لعبنا الجماعي من جهته المنافس قدّم مباراة كبيرة ولكنّنا عرفنا كيف نفرض لوننا ونفوز عن جدارة والمهم أن لا نغترّ وأن نواصل على نفس هذه الوتيرة». «عمار السويح» «بدايتنا في المباراة كانت جيّدة مثلما خطّطنا لذلك ولكن قبولنا لهدفين من كرات ثابتة في أواخر الشوط الأول أثّر على معنويات اللاعبين وقمنا في الشوط الثاني بما يلزم من تغييرات ولكن المنافس كان يقظا بما عسّر المهمّة بالنسبة إلينا».
