تمكن النادي الرياضي الصفاقسي وكما هو معلوم من حسم كلاسيكو الجولة الثالثة عشر من منافسات الرابطة المحترفة الاولى لكرة القدم امام ضيفه النادي الافريقي لصالحه بعد مباراة مثيرة جدا بين الفريقين الذين قدما عرضا كرويا رائقا أنسى المشاهدين مآسي ومهازل كرة القدم التونسية حيث لعب الفريقان كرة القدم دون حسابات او مشاحنات وقد كان بإمكان الاثنين الخروج بنقاط الفوز الا ان الواقعية هي التي فرضت نفسها حيث تمكن فريق عاصمة الجنوب من الاطاحة بالافريقي بالثلاثة رغم ان هذا الاخير قد شكل خطورة بالغة على مرمى الجريدي وتحصل على عدة فرص تهديفية واضحة وخلاصة القول هنا بالنسبة للنادي الرياضي الصفاقسي انه عرف من أين تأكل الكتف وأضاف ثلاث نقاط مهمة من شأنها ان تعزز رصيده في البطولة كما قضى على فترة الشك التي رافقته مؤخرا والتي كادت تعصف به خاصة اثر الهزيمتين امام كل من الترجي الرياضي والنجم الساحلي قبله واما بالنسبة للنادي الافريقي فيجب على جماهيره ان لا تخجل من فريقها الذي قدم واحدة من اقوى مبارياته من مدة ليست بالقصيرة وما على المحيطين به الا البناء على ايجابيات المباراة لينهض العملاق الافريقي من جديد . «عصفورين بحجر واحد» يمكن اعتبار أبرز مستفيد من الانتصار الاخير للنادي الرياضي الصفاقسي اضافة الى الفريق ككل الممرن شهاب الليلي الذي استطاع ان يضرب عصفورين بحجر واحد فمن جهة قاد فريقه الى انتصار جديد في سباق البطولة ومن الجهة الثانية تمكن للمرة الاولى منذ مسكه بمقاليد الامور الفنية في الفريق من الاطاحة بأحد الكبار حيث علق البعض اثر الهزيمتين امام النجم والترجي بأن الليلي لن يستطيع فرض نفسه امام الفرق الكبيرة وهو ما دحضته مباراة الافريقي التي يمكن القول فيها بأن الليلي قد تعلم من اخطائه السابقة التي سبق وان اشرنا اليها مثل اعتماده على ثلاثة لاعبي وسط ميدان دفاعي وثلاثة مهاجمين دون وجود لاعب يربط بينهما مثلما حصل في مباراة الترجي او الاعتماد على مرياح والعواضي كلاعبي ارتكاز في مباراة النجم وهو ما افقد خط الوسط فاعليته وإجمالا يمكن القول بان الامور عادت الى نصابها مع الليلي خاصة في ظل التغييرات التي احدثها والتي احدثت الفارق في المباراة في الحين خاصة بالنسبة لمجدي المصراطي ومصعب ساسي . مباراة «الجريدي» و«المصراطي» عانى وكما هو معلوم حارس النادي الصفاقسي رامي الجريدي من بعض الانتقادات اثر الهزيمتين امام النجم والترجي التي حمله فيها البعض المسؤولية عن بعض الاهداف ولكن شئنا ام ابينا يبقى رامي الجريدي الحارس الافضل والاحسن في تونس فالرجل يقوم أحيانا ببعض التصديات التي تشبه الخيال مثلما حدث في مباراة الافريقي امام الصرارفي في مناسبتين في الشوط الاول والجزيري في الشوط الثاني مما اعطى الافضلية في النتيجة لفريقه وحتى هدف الافريقي فقد جاء نتيجة اصابة في يده تعرض لها قبل دقائق وايضا اثر ارتداد كرة وسام يحيى على الارض امامه ومن جهة اخرى لعب مجدي المصراطي افضل مباراة له مع فريقه منذ الانضمام اليه في الصائفة الفارطة حيث تحكم في نسق المباراة كما اراد كما ساهم في الفوز بحذفه لهدف محقق للافريقي في الشوط الثاني على الخط النهائي للمرمى وايضا بتمهيده للهدف الثاني اثر تمريرة محكمة في العمق لمصعب ساسي الذي مهد بدوره لأجايي ليطمئن بالتالي شهاب الليلي على مشكل صناعة اللعب الذي طالما سبب له المشاكل وليكسر المصراطي امام فريق بعراقة النادي الافريقي حاجز الهشاشة النفسية التي حالت دون تألقه في المباريات السابقة . قمّة الروح الرياضية يمكن اعتبار مباريات النادي الرياضي الصفاقسي والنادي الافريقي الافضل والاقوى في تونس على مر التاريخ وذلك يعود اولا وبالاساس للعلاقة الاخوية بين الفريقين الضاربة في القدم مما يجعل اللاعبين يلعبون الكرة للكرة وليس لاستفزاز المنافس او لترك وصمة عار على جبين الكرة التونسية ببعض اللقطات التي تسيء للعبة قبل اي شيء آخر مثلما حصل في معظم المباريات الاخرى اول امس وبالعودة الى اللقاء الاخير تم السماح لكل احباء النادي الافريقي الموجودين بالدخول الى الملعب من قبل مسؤولي النادي الصفاقسي كما قامت جماهير عاصمة الجنوب بتحية لاعبي الافريقي اثر المباراة التي كانت قوية وشهدت لعبا رجوليا ونسقا جنونيا وانتهى الامر بالعناق بين لاعبي الفريقين مثلما حصل بين هشام بلقروي ومصعب ساسي خاصة وانه قد جمعهما التحام قوي في الشوط الثاني كما لا بد من التنويه بالروح االرياضية العالية بين جماهير الفريقين خاصة على مواقع التواصل الاجتماعية التي هنأ فيها «شعب» الافريقي النادي الصفاقسي بالفوز ورفع فيها أسود «قلعة الأجداد» القبعة لفريق النادي الافريقي على مردوده الكبير في المباراة وهو ما يعطي صورة ناصعة البياض لكرة القدم التونسية التي تسودها المشاكل والمشاحنات والحسابات الضيقة . «اللواتي» يلتحق بالقائمة لن نتحدث هنا عن قائمة اللاعبين المدعوين لمباراة جرجيس ولكن وبكل أسف نتحدث عن ظاهرة أقلقت جماهير النادي الرياضي الصفاقسي في السنوات القليلة الفارطة وخاصة سنة 2015 والقائمة التي نقصدها هنا تمثل اللاعبين الذين أصيبوا على مستوى الرباط الصليبي للركبة والذين أصبح عددهم خمسة فبعد حاتم لسود ووجدي السعيداني وأيوب جرتيلة هاهو سوء الحظ يرافق حسام اللواتي الذي انضم الى القائمة في مباراة النادي الافريقي لسوء حظه هذا وسوف ينتظر اللواتي عشرة أيام قبل القيام بالعملية تحت إشراف الجرّاح جلال دحمان بسوسة.