أبرزت نتائج المرحلة الأولى من الدراسة الخاصة بتثمين وتهيئة سبخة السيجومي ضرورة تحسين الوضع البيئي ومصالحة المناطق المجاورة مع محيطها مع إحداث فضاءات جديدة للتوسع العمراني المستقبلي مع إمكانية خلق مسطح مائي دائم لإضفاء جمالية على المنطقة . وبحثت الدراسة سبل إيجاد حل دائم لاستعادة التوازن البيئي للسبخة باتخاذ تدابير وقائية مع تهيئة وتثمين المنطقة وإحداث فضاءات ترفيهية وسكانية وتجارية ومناطق صناعية غير ملوثة تستجيب لحاجات متساكني المنطقة وتحسين ظروف العيش وتوفير فرص عمل لسكّان الأحياء المجاورة والمساهمة في توسيع وتطوير مدينة تونس العاصمة . وكشف رفيق بن شرادة مدير مكتب الدراسات (هندسة المياه والتجهيز والبيئة) المشرف على المشروع أن الدراسات الميدانية أثبتت ضرورة تحديد مواقع التدخل وطرح أهم الإشكاليات المتمثلة في الحالة البيئية المتدهورة التي تعود لأسباب عديدة في المنظومة الايكولوجية إضافة إلى النفايات المتعددة الملقاة على ضفاف السبخة وتقديم الأهداف الإستراتيجية من بينها تحسين قدرة السبخة على امتصاص وتخفيف وطأة الفيضانات الكبرى وتطهيرها من مصادر التلوث وتنميتها من أجل حياة أفضل.وقد تم خلال هذه الدراسة تشخيص حوالي 49 مصبا يمكن تقسيمها إلى أربع مناطق أساسية وهي المنطقة العمرانية لسيدي حسين والمنطقة العمرانية حي الزهور-وادي قريانة والمنطقة العمرانية السيجومي والمنطقة العمرانية المروج-المغيرة .يذكر أن مشاريع عديدة في مجالي البنية الأساسية والسكن بصدد الانجاز في المنطقة الغربية لتونس الكبرى على غرار محولي الزهور والزهروني ومشروع الشبكة الحديدة السريعة لتونس وحماية تونس الغربية من الفيضانات والمشروع السكني الاجتماعي عمر المختار بالسيجومي .ويشار إلى أن اللجنة العليا للصفقات يوم 31 أوت 2015 كلفت مكتب دراسات هندسة المياه والتجهيز والبيئة، للقيام بهذه الدراسة بعد فوزه بطلب العروض، الذي أطلقته وزارة التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية في جوان 2015. ويكتسي مشروع تهيئة سبخة السيجومي أهمية كبرى نظرا لتأثيراته الايجابية على الوضع البيئي والاجتماعي والاقتصادي والترفيهي بالمنطقة الغربية لمدينة تونس باعتبار أن سبخة السيجومي التي تمسح حوالي 2970 هكتارا تمثل المصب الطبيعي لعديد الأودية على غرار وادي قريانة ووادي المالح.ويشهد الوضع البيئي للسبخة تدهورا بسبب تصريف المياه لمستعملة غير المعالجة بها رغم انها مصنفة ضمن قائمة المواقع الخاضعة لاتفاقية «رامسار» للمناطق الرطبة. ويرجى من اعداد هذه الدراسة، التي سيستغرق انجازها 12 شهرا وستشمل ثلاث مراحل تهم التشخيص واقتراح فرضيات التهيئة واعداد ملف طلب العروض الخاص بالأشغال، تقديم الفرضيات الممكنة لتثمين وتهيئة سبخة السيجومي من خلال تهيئة جزء من ضفاف السبخة لتثمينها وتحسين الظروف البيئية للمناطق المجاورة لها من خلال خلق فضاءات سكنية وخدماتية وبيئية متميزة تتماشى مع خصائصها الطبيعية والايكولوجية.كما ستحدد الدراسة تأثير المشروع على المحيط والأجزاء الممكن تهيئتها من ضفاف السبخة وامكانية توفير مسطح مائي دائم فضلا عن إيقاف صرف المياه الملوثة في السبخة وستقيم ايضا كلفة الأشغال وتقدم مخططا للإنجاز مع اقتراح تركيبة تمويل المشروع.