كأفضل ما يكون استهل الملعب التونسي حملة الانقاذ، بعد أن تغلب أداء ونتيجة على ضيفه النادي الإفريقي في المباراة التي جمعتهما عشية الأربعاء لحساب الجولة الافتتاحية من مرحلة الإياب والتي استقرت نتيجتها النهائية على فوز أصحاب الأرض بأربعة أهداف لهدفين، فوز تضاعف حجمه بتزامنه مع عودة الفريق إلى معقله وتدشين نهائي لملعب مركب الهادي النيفر وهو ما ساهم في تقديم أبناء الكنزاري لأداء رائع مع روح قتالية عالية كان نتاجها فوز كبير على الإفريقي من شأنه أن يسهل الطريق نحو ضمان مقعد ضمن الكبار. «الكنزاري» يحذّر صحيح أن الإطاحة بالإفريقي تُعدّ أمرا هاما خاصة مع حاجة الفريق إلى النقاط، ولكن على اللاعبين أن يعوا جيدا أن الفوز ما هو إلا خطوة أولى على درب طريق طويلة لضمان البقاء، لا يجب أن يحجب عديد النقائص التي يجب تداركها سريعا حتى تواصل سفينة باردو الزحف بثبات نحو الهدف المنشود. الإطار الفني بقيادة المدرب ماهر الكنزاري سارع إلى إعادة أبنائه إلى الأرض محذرا إياهم من مغبة التعالي والغرور ومنبها إياهم بأنهم حققوا أمرا مهما بتغلبهم على الإفريقي ولكن يبقى الأهم تأكيد ذلك في مواجهة الغد ضد مستقبل القصرين الذي يصارع بدوره من أجل البقاء. زملاء حمدي رويد تقبلوا رسالة مدربهم وأظهروا تركيزا كبيرا في تمارين الأمس ورغبة أكبر في العودة من القصرين بنقاط الفوز. عودة «عباس» في مباراة الغد ضد مستقبل القصرين لن يكون بإمكان الكنزاري التعويل على خدمات مدافعه حمدي رويد الذي تحصل في مباراة الاربعاء على البطاقة الصفراء الثالثة، ولتعويضه سيختار المدرب هاشم عباس الذي استعاد كامل لياقته البدنية بعد غياب اضطراري عن التمارين بعد وفاة والده. راحة ل«العوني» نبقى مع الغيابات التي ستشهدها تشكيلة الفريق في مباراة الغد لنشير إلى عدم إمكانية التعويل على خدمات شهاب العوني الذي تعرّض في مباراة الإفريقي إلى إصابة على مستوى الركبة أثبتت الفحوصات انها بمثابة تمطط في الرباط الداخلي يتطلب عشرة أيام من الراحة على الأقل. حصة في باردو وحصة في سبيطلة أنهى عشية أمس الملعب التونسي الجزء الأول من تحضيراته لمباراة الغد بحصة مسائية على الأرضية الاصطناعية لمركب باردو وذلك حتى يتعوّد اللاعبون على تلك الأرضية بما أنهم سيواجهون مستقبل القصرين على أرضية ملعب فريانة المعشب إصطناعيا. هذا وسيتحول الفريق صبيحة اليوم إلى القصرين ليجري في سبيطلة آخر حصة تدريبية له قبل المباراة. «بن شعبان» رجل كألف كنا في أعداد سابقة قد أثنينا على المجهودات التي بذلتها كل الأطراف من أجل تأهيل الملعب ولكننا تناسينا عمدا جلال بن شعبان المكلف بالبنية التحتية في الفريق وذلك إيمانا بأن تمرير اسمه مع الجماعة قد لا يوفيه حقه بما أن الفضل الأول في عودة الفريق إلى قواعده وظهور عشب الملعب بتلك الجودة يعود فيهما الفضل إلى التحركات الكثيرة لبن شعبان الذي أشرف منذ مشاركته في هيئة كمال السنوسي على هذا الموضوع وضغط كثيرا من أجل تسريع الأشغال، ولم يثنه عدم انتمائه إلى هيئتي أنور الحداد وغازي بن تونس عن مواصلة عمله شعاره في ذلك حبه ل«البقلاوة». بن شعبان لم يتخلف يوما عن مباراة كان فريقه طرفا فيها وكان حاضرا في كل الظروف وهو ما جعله محل إشادة من الجميع في باردو وفي محيط الفريق الذي يعد محظوظا بامتلاك مثل هذا الشخص.