يبدو أن قطاع السياحة يسير نحو الإنفراج الجزئي بداية من الأشهر القادمة بعد أن أظهرت شركات سياحية أجنبية تجاوبا مع تحسن الوضع الأمني في تونس. وقد أعلنت شركة «أم أس سي كروز» الناشطة في مجال الرحلات البحرية بالبحر الأبيض المتوسط عودتها الرسمية إلى تونس بداية من شهر جويلية القادم . ومن المنتظر أن ترسو أول سفينة للشركة الإيطالية بميناء حلق الوادي بضواحي العاصمة يوم 5 جويلية تليها سفينة ثانية يوم 6 من الشهر ذاته. ويأتي قرار الشركة التي قاطعت المواني التونسي منذ شهر مارس 2015 عقب تحسن الوضع الأمني والاستقرار النسبي الذي تعيشه البلاد وفق البيان الذي أصدرته الشركة التي أكدت رغبتها في المساهمة في دفع الإقتصاد التونسي. وكانت «أم أس سي كروز» الإيطالية قد فقدت تسعة ركاب كانوا على متن إحدى سفنها عقب العملية الإرهابية التي استهدفت متحف باردو في مارس الماضي والتي أدت إلى وفاة أكثر من 20 سائحا . ويتوقع مهنيو السياحة أن تبعث الرحلات البحرية الحياة من جديد في القرى السياحية المتاخمة للميناء على غرار سيدي بوسعيد وقرطاج خاصة بعد أن أجبر تراجع القطاع السياحي أغلب التجار على اقفال محلاتهم وتغيير الوجهة نحو أنشطة أخرى أكثر إستقرارا. واعتبر كاتب عام جامعة وكالات الأسفار ظافر لطيف أن عودة الرحلات البحرية مؤشر إيجابي على إمكانية تعافي السياحة لافتا إلى أن دخول السياح إلى ميناء حلق الوادي سيخلق حركية تجارية في محيطه زيادة على استعادة العديد من الأنشطة المرتبطة بهذه الرحلات على غرار النقل والأدلاء السياحيين وغيرهم . ولفت لطيف إلى أن حجم المعاناة لدى الناشطين في السياحة كبير جدا مؤكدا أن هناك وعيا شبه جماعي بأن العودة الحقيقية للسياحة التونسية لن تتحقق قبل سنة 2018 مطالبا بالإسراع في الإصلاحات التي يحتاجها القطاع لاسترجاع حصة تونس من الأسواق الأجنبية ولا سيما منها الأوروبية . بدوره توقع رئيس المجمع المهني للسياحة بكنفدرالية مؤسسات المواطنة التونسية «كوناكت» حسام بن عزوز أن تتواصل أزمة النشاط السياحي في تونس خلال الأشهر الأربعة الأولى من 2016 مبينا أن العديد من وكالات الأسفار العالمية على غرار البريطانية «لم تبرمج الوجهة التونسية في سنة 2016». وأوضح بن عزوز، في تصريح لوكالة الأنباء «وات» ، أن الأزمة، التي عاشتها السياحة التونسية في سنة 2015 تعد «الأهم في تاريخها» موضحا أن نحو 270 من بين 570 وحدة سياحية مصنفة أغلقت إلى حد الآن أي ما يمثل 48 بالمائة من الوحدات الفندقية المصنفة. وتجتهد وزارة السياحة في دفع الحجوزات استعدادا للموسم الجديد متوقعة دخول 6 ملايين سائح هذا العام. وقد تراجعت إيرادات السياحة في تونس في عام 2015 وفق بيانات البنك المركزي بأكثر من 35 في المائة وعدد السياح بأكثر من 30 في المائة، مقارنة بسنة 2014 جراء الوضع الأمني الذي شهدته البلاد. وبلغت المداخيل السياحية في 2015 حوالي 355.2 مليار دينار .