كشفت دراسة حديثة، حول ما يسمى «تنظيم الدولة الإسلامية في سورياوالعراق»، أن عدد المقاتلين الأجانب في التنظيم يبلغ نحو 30 ألف مقاتل، انضموا إليه قادمين من 86 دولة عربية وأجنبية. وأوضحت الدراسة، التي أعدها عدد من المراكز البحثية العربية والأوروبيّة، أن التونسيين حلوا في صدارة العرب المنضمين ل «داعش»، بنحو 6000 مقاتل، يليهم المصريون بما يفوق 1000 مقاتل، ثم سعوديين بنحو 2500، فلبنانيين ب1000 مقاتل. وأشارت الدراسة، التي تحمل عنوان: «التهديدات الإرهابية في المنطقة الأورومتوسطية»، والتي ناقشها «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية»، إلى أن المقاتلين الفرنسيين المنضمين للتنظيم جاؤوا في مقدمة الأوروبيين، بنحو 1700 مقاتل، بينما حل البريطانيون في المرتبة الثانية، بنحو 760 مقاتلا. وفي الوقت الذي تؤكد الدراسة أن مجموع المنضمين ل»داعش» من أوروبا الغربية يقدرون بخمسة آلاف، بلغ عدد الملتحقين من أوروبا الشرقية وجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة نحو 4700 مقاتل، موضحة أنه إلى جانب وجود عدد من العوامل التي تجذب الشباب العربي والغربي للانضمام للتنظيم، توجد محفزات أخرى على ذلك؛ حيث أشارت إلى أن الجيل الثاني من المهاجرين في أوروبا هم أكثر عرضة للانضمام، بسبب ما يواجهونه من تمييز في المجتمعات الأوروبية. وشدد القائمون على الدراسة على أنهم ساقوا الكثير من المعلومات نقلا عن أفراد كانت لهم علاقة بالتنظيم، سواء كانوا من النازحين من المناطق التي سيطر عليها، بحثا عن مناطق أكثر أمنا، أو من الأوروبيين العائدين بعد مرورهم بتجربة الانضمام ل «داعش». من جانبه، أوضح الباحث المغربي بمجموعة الدراسات والبحوث المتوسطية، الدكتور فؤاد عمور، أن «لمعظم القوى الإقليمية الفاعلة في الساحة مصالح في وجود التنظيم في الوقت الراهن»، موضحا أن إيران تتخذ تنظيم «داعش» ذريعة لتشرعن وجودها في المنطقة بزعم مكافحة الإرهاب، و«كذلك النظام السوري يستخدمه كفزاعة ليضمن استمراره في موقعه، في حين تسعى امريكا إلى بقائه بهذا الشكل لرغبتها في أن تظل المنطقة العربية في حالة صراع دائم، في وقتٍ هي لا تريد فيه التدخل في أيّة حرب أو قوات على الأرض في المنطقة، وتحديدا بعد غزو العراق». ومن بين المراكز البحثية المشاركة في إنجاز الدراسة «مركز الاتجاهات السياسية العالمية بتركيا»، و«مركز الأهرام للدراسات» بمصر، و«معهد الاتحاد الأوروبي لدراسات الأمن»، و«معهد الشؤون الخارجية والتجارة» بالمجر، و«مركز كارنيغي للشرق الأوسط»، و«المعهد البولندي للشؤون الدولية».