التونسية (تونس) مثل أمس أمام أنظار الدائرة الجنائية الثالثة بالمحكمة الابتدائية بالعاصمة كهل في ال54 من العمر بتهمة نقل مواد متفجّرة من القطر الليبي. وجاء في أوراق القضيّة أنّ فرقة مكافحة الإرهاب بميناء «كتف» ببن قردان ألقت القبض على بحّار ومرافقه بعد حجز زورقه الذي ضُبط بداخله 7 صناديق تحتوي على مواد متفجّرة. وبالتحرير على البحّار أكّد أنّه لم يكن على علم بمحتوى الصّناديق وأنّها غير تابعة له بل تعود لمرافقه الذي أفرد بدوره بالتتبّع. وباستنطاق المتهم أكّد أنّ رئيس مركز الأمن بميناء «بُوكمّاش» بليبيا طلب منه أن ينقل له على زورقه صناديق تحتوي على قطع غيار وأنّه لم يستطع رفض طلبه نظرا لنفوذه بالميناء الذي يعمل به، وأضاف المتهم أنّ رئيس المركز غادر ليعود في وقت متأخر من الليل وبرفقته شخص تونسي وقامت بتحميل صناديق قطع الغيار على متن الزّورق ثم أمره رئيس مركز الأمن المذكور بأن يصطحب معه التونسي لحراسة الصناديق فامتثل لأمره مضيفا أنّهما قصدا ميناء «كتف» ببن قردان وأنّه همّ خلال الرّحلة بإشعال سيجارة فصاح فيه مرافقه «طفّي السّيقارو راك هازز متفجّرات» مضيفا أنّ الفزع انتابه لحظتها وأنّه أراد العودة إلى الميناء الليبي لكن مرافقه وضع له سكّينا في جنبه مجبرا إيّاه على مواصلة الإبحار ففعل تحت طائلة التّهديد إلى أن وصلا إلى ميناء «كتف» ببن قردان أين تمّ القبض عليهما وحجز المواد المتفجّرة. وبملاحظة هيئة المحكمة له بأنّ الصناديق كانت تحمل كتابات بالفرنسية تفيد بأنها تحتوي على مواد متفجّرة إضافة إلى وجود شعار لجمجمة بشرية عليها أكّد المتهم أنّ مستواه التعليمي لا يتعدّى السنة الثانية ابتدائي وأنّه يجهل القراءة باللغة الفرنسية. أمّا الدفاع فقد تدخّل مؤكّدا أنّ منوّبه لم يكن على علم بوجود مواد متفجّرة داخل زورقه وأنّه عندما علم بذلك أراد العدول عن الإبحار إلا أنّه أجبر على المواصلة. وأضاف الدّفاع أنّ الفصل الذي ينص على تهمة حمل مواد متفجّرة بالمجلّة الجزائية ذكر عنصر التعمّد بالقول «تعمّد نقل مواد متفجّرة» قائلا إنّ هذا العنصر مفقود في الواقعة بما أنّ منوّبه لم يكن متعمّدا في نقل صناديق المتفجّرات وأنّه كان يظنّ أنّها صناديق تحتوي على قطع غيار وأنّ الركن القصدي للجريمة منعدم وطالب بعدم سماع الدعوى في شأن منوّبه خاصة أنه العائل الوحيد لابن قاصر يتيم الأم. وقد رأت هيئة المحكمة حجز القضية للتصريح بالحكم يوم 17 مارس الجاري.