ملعب الوحدة المغربية جماهير غفيرة (20 ألف) تشكيلتا الفريقين: مولودية بجاية: الرحماني – خبير – بوكرية – المسعودي – ميباراكو – مرقان (لخذاري) – بعوالي – الصالحي (العثماني) – زرداب – حمزاوي(بنقاسمي) – ندوي النادي الإفريقي: الدخيلي – العيفة – تقا – الوسلاتي – الحدادي – الوذرفي – يحيى (الجزيري) – الشنيحي – المنياوي (الهذلي) – الصرارفي (كوليبالي) – خليفة تحكيم: المغربي رضوان جياد الإنذارات: بوكرية - القاسمي (بجاية) المنياوي (الافريقي) الأهداف: ندوي دق 60 (ض.ج) ميباراكو دق65 كلّ المؤشرات التي سبقت مباراة العودة بين مولودية بجاية والنادي الافريقي كانت توحي بأنّ فريق باب الجديد قادر على العودة بورقة الترشح من الجزائر بالذات خاصة بعد الهبّة الجماهيرية التي رافقت الفريق في رحلته الى بجاية لكن المباراة أتت بسيناريو مغاير ساهم فيه الحكم المغربي رضوان جياد الذي قلب المباراة رأسا على عقب في الشوط الثاني بعد اعلانه عن ضربة جزاء غريبة فتحت أبواب الترشّح على مصراعيها للفريق الجزائري وأنهت حلم الافريقي ببلوغ دور مجموعات رابطة ابطال افريقيا في مباراة انتهت بنتيجة هدفين لصفر يتحمّل فيها لاعبو الافريقي مسؤولية الانسحاب بصفة كبيرة بما انهم ركنوا الى الدفاع في غالب ردهات المباراة وهو ما سهّل الأمر على الفريق المنافس وعلى الحكم لاتمام المهمة والعبور بالمولودية الى الدور القادم. بداية المباراة ومثلما كان متوقعا شهدت سيطرة من الفريق المحلّي الذي حاول المسك بزمام الامور منذ البداية على أمل مغالطة فريق باب الجديد ودون جسّ نبض شرع زملاء عكاشة في حبك هجماتهم على الاروقة وخاصة على الجهة اليمنى لدفاع الافريقي في المقابل كانت بداية الافارقة بطيئة مع تراجع جلي لخطّ وسط الفريق الى المناطق الخلفية مع الاعتماد على اللعب المباشر وهو ما سهّل من مأمورية المولدية الذي كان قريبا من افتتاح النتيجة منذ الدقيقة السابعة بعد توزيعة محكمة من الرواق وارتباك في دفاع الافريقي كاد يستغله الحمزاوي الذي صوّب بقوّة من داخل مناطق الجزاء لكن كرته وجدت بلال العيفة. بعدها بدقيقتين تصويبة قويّة من بعوالي وحارس الافريقي عاطف الدخيلي يتألق و«يفسّخ» هدفا محققا للفريق الجزائري. إنذار حرّك سواكن الخطّ الامامي لفريق باب الجديد الذي بدأ في الخروج من مناطقه الخلفية ونسج بعض العمليات الهجومية المنظمة عبر صابر خليفة وابراهيم الشنيحي وأوّل كرة تستحق الذكر كانت في الدقيقة 18 بعد عمل فردي ممتاز وتوغل من صابر خليفة لكن كرته في الركنية, تنفّذ بدقّة ورأسية العيفة يخرجها المدافع وهي في طريقها للشباك. الافريقي بدأ يستعيد توازنه ويفرض أسلوب لعبه في حين جنح المنافس الى اعتماد الهجمات المعاكسة وكادت الدقيقة 19 تعلن عن هدف السبق للمولودية لولا تسرّع المهاجم بعوالي الذي وضع الكرة فوق العارضة. اللعب تواصل سجالا بين الفريقين والنادي الافريقي تعامل بذكاء مع رغبة الجزائريين في هزّ الشباك حيث اعتمد أبناء رود كرول على الهجمات المركزة مع التموقع في المراكز الخلفية تفاديا لهجمات المولودية المباغتة ورغم أن الفرص كانت أوضح من جانب المولودية الاّ أنّ الافريقي كان قريبا بدوره من الوصول الى شباك الرحماني لولا غياب المساندة في الهجوم بما ان خليفة كان تقريبا شبه معزول. قلنا إنّ الفرص كانت أخطر وأوضح من جانب الفريق الجزائري الذي أهدر كرات بالجملة أمام الحارس عاطف الدخيلي أخطرها كانت في الوقت البديل من الشوط الاوّل بعد توزيعة محكمة من عكاشة حمزاوي أفضل لاعب في الفريق الجزائري وندوي وضع الكرة في سماء ملعب الوحدة المغربية ليعلن بعدها الحكم عن نهاية الشوط الاوّل بالتعادل السلبي. بداية الفترة الثانية لم تكن مختلفة في عناوينها عن الفترة الاولى بما أنّ فريق المولدية كان يدرك ان مرور الوقت في ظل استمرار هذه النتيجة لن يكون في صالحه لذلك سعى منذ البداية الى مباغتة الافريقي في محاولة منه لافتتاح النتيجة لكن حسن انتشار لاعبي النادي الافريقي وانضباطهم التكتيكي حالا دون حصول الفريق الخصم على مبتغاه بل على العكس تماما حيث كان الافريقي قريبا من خطف الهدف الاغلى بعد توغّل من صابر خليفة في الدقيقة 49 وعرضية ممتازة كاد يغالط بها المدافع خبير حارس مرماه. الشوط الثاني كان حماسيا للغاية وهذا مفهوم بما ان الفريق الجزائري اندفع بكل ثقله الى الامام مدفوعا بجماهيره الغفيرة وبصفّارة الحكم المغربي الذي كان رحيما على اللاعبين الجزائريين مقابل ترصده لكل هفوة من جانب الافريقي. مهاجم المولودية حمزاوي عكاشة كان نشيطا للغاية وأقلق كثيرا دفاع الافريقي وكان بإمكانه تسجيل الهدف الاوّل لكنه أضاع الفرصة على بعد متر من شباك الدخيلي. النادي الافريقي الذي كان مدعوما هو الآخر بجماهير غفيرة صنعت الحدث في مدينة بجاية وفي ملعب الوحدة المغربية عرف كيف يساير المباراة واعتمد على الهجمات المعاكسة مستغلا سرعة صابر خليفة وبسام الصرارفي الذي لم يكن في فورمة العادة والكرة كادت تنصف هجوم الافريقي لولا يقظة الحارس الرحماني. تحدّثنا عن حكم المباراة المغربي رضوان جياد وعن قراراته المشبوهة والتي تسبّبت احداها في قلب سير المباراة حيث أعلن في الدقيقة 59 عن ضربة جزاء قاسية جدّا بعد لمس الكرة يد تقا عندما كانت في طريقها لتغادر الميدان لكن الحكم كان يترّصد هفوة مماثلة ليعيد الجزائريين في المباراة وهو ما كان فعلا حيث توّفق ندوي في تحويل ركلة الجزاء الى هدف السبق في الدقيقة 60 وهو الهدف الاوّل الذي تتلقاه شباك الافريقي منذ بداية مغامرته الافريقية. هدف أربك النادي الافريقي وخاصة دفاعه الذي لم يكن ينتظر سيناريو مماثلا, ارتباك كلّف الفريق هدفا ثانيا في الدقيقة 65 بعد تصويبة جانبية من مرقان لم يقو الدخيلي على صدّها رغم أنها لم تكن بالقوة التي يتصوّرها البعض. النادي الافريقي لم يعد له ما يخسر لذلك اندفع الى المناطق الامامية لفريق بجاية والشنيحي أهدر كرة ثمينة في الدقيقة 69 بعدما صوّب فوق العارضة بعدها بدقيقة يضيع أسامة الحدّادي انفرادا سهلا مع الحارس الرحماني الذي وضع الكرة في الركنية. أسبقيّة بهدفين تعني ترشّح الفريق الجزائري بحكم نتيجة الذهاب التي انتهت بهدف لصفر للنادي الافريقي لذلك حاول زملاء مراد الهذلي العودة في النتيجة لكن كل المحاولات باءت بالفشل لتنتهي المباراة بنتيجة هدفين لصفر ويحصد الفريق الجزائري بطاقة العبور الى الدور القادم في حين توقفت المغامرة الافريقية للاحمر والابيض عند حدود هذا الدور ويتواصل بالتالي سيناريو الفشل للافريقي في المسابقة الافريقية الاغلى. مردود الحكم الحكم المغربي رضوان جياد كان «محاسبي برشة» وعرف كيف يحدّ من خطورة الافريقي ويعيد الفريق الجزائري في المواجهة بفضل قراراته غير المحايدة وخاصة ضربة جزاء «اللغم» التي أعلن عنها والتي كانت منعرج المباراة. تحكيم ليس بغريب عن الصفّارة في القارة الافريقية التي كثيرا ما تظلّمت منها الاندية التونسية.