حاوره: خالد الطرابلسي يعيش الملعب القابسي هذه الأيام على وقع انتعاشة كبرى تجسدت ميدانيا بضمان التأهل إلى ثمن نهائي كأس الاتحاد الإفريقي بعد إزاحة نادي كالوم الغيني، في انتظار تجاوز عثرات البطولة المحلية واستعادة نغمة الانتصارات فيها والتي غابت عن الفريق في الجولات الثماني الأخيرة. أفراح «القوابسية» شارك فيها المدرب الجديد لسعد الدريدي الذي نجح في وقت وجيز في إعطاء الفريق روحا جديدة أهلته لمواصلة الإبداع والإقناع في أول مشاركة قارية له منذ تأسيسه. «التونسية» اختارت الحديث إلى «الكوتش» ورصدت انطباعاته حول التجربة الجديدة وعن الأجواء في قابس وأهداف الفريق في الموسم الحالي كما استرجعنا معه ذكريات المرور بباردو وتكهناته بخصوص لقاء المنتخب التونسي والمنتخب الطوغولي فكان الحوار التالي: بداية لا بد من تهنئتكم على الانجاز التاريخي الذي حققتموه نهاية الأسبوع الماضي ببلوغ ثمن نهائي كأس ال«كاف»؟ - شكرا لكم ولكل من تفاعل إيجابيا مع تأهلنا الأخير الذي كان ثمرة عمل جماعي مشترك بين اللاعبين والإطار الفني والهيئة المديرة التي وفرت كل الظروف من أجل النجاح في مغامرتنا الإفريقية الأولى وكل ما نرجوه هو أن نواصل المسيرة في هذه المسابقة لأننا نملك حقيقة كل الأسلحة لمواصلة الانجاز. الأكيد أن سقف الطموحات قد ارتفع لدى عشاق «الستيدة» بعد إطاحتكم بنادي كالوم الغيني؟ - هذا أمر طبيعي خاصة إذا ما عرفنا مدى عشق القوابسية لكرة القدم ولفريقهم وهو ما يحدث نوعا من الضغط الإيجابي على اللاعبين تدفعهم قصرا لتقديم الأفضل، ولكن يجب أن لا نغتر وألّا نبتعد عن الواقعية، صحيح أن حلم التأهل إلى دوري المجموعات يراودنا جميعنا وسنفعل كل شيء لتحقيقه ولكن أريد التأكيد على أن كأس ال«كاف» ليست أولوية بالنسبة لنا خاصة أننا حديثو العهد بأجواء القارة السمراء وعندما وضعتنا القرعة ضد كالوم الغيني توقع الجميع بأننا لن نقدر على المرور، المهم بالنسبة لي هو أننا سنواصل العمل بنفس الروح والعزيمة حتى نكون في المستوى وندخل البهجة على عشاق فريقنا. هل بدأتم في تجميع المعلومات عن منافسكم القادم «زاناكو» الزمبي؟ - في الحقيقة ليس بعد خاصة أننا منشغلون الآن بالتربص المغلق الذي بدأناه استعدادا لبقية الاستحقاقات وأولها اللقاء المتأخر ضد نادي حمام الأنف لأننا عازمون كما قلت على تجاوز فترة الفراغ التي نمر بها في البطولة الوطنية فهدفنا الأول هو إخراج الفريق من الوضعية الصعبة التي يعيشها والتي لا تتماشى وحقيقة إمكانيات لاعبينا كما سنحرص على الذهاب بعيدا في مسابقة كأس تونس التي اكتسب فيها الفريق خبرة كبيرة وكان قريبا من التتويج بها في الموسم الماضي لولا بعض العوامل الخارجية. كل هذا لم يمنعنا من استغلال الانترنات لجمع بعض المعطيات عن المنافس الذي يعد من أفضل الفرق الزمبية وأكثرها خبرة في المسابقات الإفريقية، لقاء الذهاب سيكون في زمبيا وهو مفتاح التأهل بالنسبة لي فإذا وفقنا في العودة من هناك بنتيجة إيجابية فإننا سنكون قادرين على بلوغ الدور الأخير قبل دوري المجموعتين الذي يعتبر في حال تحققه حدثا وانجازا تاريخيا بكل المقاييس. لو طلبنا منك المقارنة بين تجربتك مع «البقلاوة» وتجربتك الحالية مع «الستيدة» ماذا يمكنك أن تقول؟ - حقيقة المقارنة لا تجوز هنا فلكل تجربة خصوصياتها وطابعها الخاص، لقد مررنا بتقلبات كثيرة مع الملعب التونسي ونجحنا في الخروج في الموسم الأول من الوضعية الصعبة التي كادت أن ترمي بنا في الرابطة الثانية، قبل أن نقدم موسما ثانيا متميزا أنهيناه في المرتبة السادسة مع نتائج ايجابية في الكأس، لتعود مشاكل العادة في الموسم الحالي والعائدة أساسا إلى الأزمة المالية التي أفقدتنا القدرة على المحافظة على نجوم الفريق وتدعيم رصيدنا البشري بالأسماء التي كنا نريدها فكانت القطيعة بالتراضي مع هيئة بن تونس التي أتوجه لها بجزيل الشكر على دعمها المتواصل لي، لأفتح بعدها صفحة جديدة مع الملعب القابسي، صفحة تختلف فيها الأهداف تماما وأرجو أن أكون في مستوى الثقة التي منحتها لي هيئة صابر الجماعي. عموما لا بد من التأكيد على أمر هام بالنسبة لي وهو أن تجربتي مع فريقي الأم الملعب التونسي أفادتني كثيرا وقدمتني كأفضل ما يكون على الساحة التدريبية وهو ما ينطبق على تجربتي الحالية مع الملعب القابسي الفريق القوي الذي يشق خطواته بثبات نحو التميز. على ذكر فريقك الأم كيف ترى انطلاقته في مرحلة الإياب وحظوظه في ضمان البقاء؟ - حقيقة لست قلقا على مستقبل الملعب التونسي في الرابطة المحترفة الأولى، بل أنا متأكد من أن الفريق سيضمن بقاءه وبأريحية وذلك مع العمل الكبير الذي يقوم به ماهر الكنزاري وبقية جهازه الفني والمجموعة الطيبة من اللاعبين التي وفقت الهيئة المديرة في التعاقد معها في الميركاتو الشتوي وخاصة مع عودة الفريق للعب في باردو بما يعنيه من دعم قوي للجماهير وضغط متواصل على المنافسين. «البقلاوة» دائما في القلب ولا خوف عليها من النزول. قبل أن نختم نود أن نرصد انطباعاتك حول المواجهتين القادمتين للمنتخب التونسي ضد نظيره الطوغولي؟ - هما مواجهتان حاسمتان دون أدنى شك لضمان أوفر الحظوظ للمرور إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا الغابون 2017. المنافسة ستكون قوية خاصة مع الأسماء المحترفة التي تضمها تشكيلة المنافس ولكن للمنتخب الوطني من الأسلحة ما يجعله قادرا على تحقيق الفوز في المنستير والعودة بنتيجة إيجابية من الطوغو. ومهما يكن من أمر فإن العناصر الوطنية لن تكون لها خيارات عديدة فالجماهير التونسية لن ترضى بغير التأهل إلى ال«كان» وهذا كما قلت ممكن إذا ما توفرت العزيمة و«القليب» والروح القتالية. وحتى نلتقي ، بماذا تريد أن تختم هذه الفسحة الشيقة؟ - لا بد من التأكيد على الأجواء الطيبة التي نعمل فيها حاليا ولا بد من أوجه شكرا كبيرا لجماهير الملعب القابسي على دعمها المتواصل لنا وهو ما سيسهل علينا تحقيق أهدفنا المتمثلة بدرجة أولى في الخروج من الترتيب الحالي الذي نقبع فيه والذهاب بعيدا في مسابقة الكأس مع محاولة التقدم أكثر في المسابقة الإفريقية.