في كل مرة يعتقد فيها جمهور النادي الإفريقي أن فريقه قد تعافى نهائيا وتخلص من مخلفات الحرب الأهلية التي عصفت به في صائفة التسعينية إلا وعادت بوادر الوهن لتطوق الفريق من جديد ويتأكد الجميع أن إفريقي اليوم لن يقوى أبدا على النهوض طالما أن مصيره يتقرر وراء الكواليس وخلف جدران الغرف المظلمة... كان يمكن أن يكون مرض الإفريقي عرضيا وأن يكون مؤشرا حقيقيا على وجوده لكن أن يكون الدواء هو الداء في الآن ذاته فهذا يعني الموت بعينه. نقول هذا الكلام لأن النادي الإفريقي بكل رجالاته وبهذه الشعبية الجارفة لا يملك أمامه سوى شبح العتروس الذي يختفي طوال السنة ولا يأتي إلا في الليلة الظلماء. جمال العتروس كان ومازال قدومه إلى الإفريقي مطلبا جماهيريا لا لشيء سوى لأنه وعد بالكثير ولم يخلف وعده, لأنه ومن حسن حظه حرم الفرصة وبالتالي ظلت شعاراته مسكنا شديد التأثير في جمهور الإفريقي الذي من كثرة أوجاعه صار يلاحق السراب ويطارد الأوهام. لكن ألم يتساءل البعض لم كل هذه الثقة المفرطة في شخص العتروس ؟ لماذا لا يظهر شبح هذا الأخير سوى في المصائب؟ ثم أين كان العتروس والإفريقي يتهاوى يوما بعد يوم؟ ثم ما الذي قدمه "سي" جمال كما يحلو مناداته لدى حاشيته للإفريقي طوال هذه السنين؟ وهل هو فعلا جدير بهذه المكانة التي يحظى بها في قلوب الأفارقة..؟ لم نسمع يوما عن جمال العتروس سوى قبل وبعد الجلسات الانتخابية ولم نر يوما العتروس يساند فريقه ولم نره كذلك يدفع من جيبه بسخاء وحتى كوليبالي الذي وعد باستقدامه ناور به لغاية في نفسه فحرم الإفريقي منه وقد تكون الحرقة في قلوب الأفارقة أكبر لو صدقت التخمينات وأمضى المالي لفائدة الترجي فما الذي إذن يجعل العتروس مميزا عن البقية ويجعله بمنأى عن اللحاق بركب الفاشلين..؟ في كل مرة يقترب فيها اسم العتروس من مركب الإفريقي إلا وتتداخل الأوضاع في الفريق وتتشابك ليصبح من البديهي أن ينهار صرح الفريق تباعا في حين يكتفي العتروس بالاعتكاف في برج المراقبة في انتظار أن تخرج قاطرة الفريق عن السكة ليطل برأسه دون سابق إنذار "كسوبرمان" سينتشل الفريق من الضياع..هو دوما لا يريد الرئاسة وفي الآن ذاته يحلم بها مفتوح العينين وهو يرفض دائما الخوض في هذا الموضوع لكن صوره تملأ أعمدة الجرائد ... البعض من جماهير النادي الإفريقي الذي كان حاضرا في مباراة الأمس ضد ترجي جرجيس تغنّى طويلا باسم العتروس وبالتثبت تبين في ما بعد أن جلهم كانوا في رحلة الجزائر مع الإفريقي والتقوا هناك العتروس الذي قام معهم بالواجب...المهم الآن أن التطورات الأخيرة التي يشهدها الفريق بعد رحيل محجوب وقدوم المدرب قيس اليعقوبي توحي بتغييرات مرتقبة في الأفق قد تطال أكثر من عضو بالهيئة الحالية ما عدى عبد السلام اليونسي الذي نجح على ما يبدو في تثبيت قدميه لأنه بارع هو الآخر في حرب الكواليس... بالنسبة إلى قيس اليعقوبي خريج "ستاد7" وهذا موضوع ثان قادته الأقدار ليكون مدربا للإفريقي وهذا ليس بغريب عن فريق تحول بفعل فاعل إلى مخبر تجارب فحظا موفقا يا قيس أما أنت يا فريق باب الجديد فلك الله...