لم يكف كرة القدم التونسية ما تعيشه من هنات و أنات حتى زادت الثورة في حالة الانفلات غير الرياضي الذي تعيشه فبعد الحرب الكلامية الدائرة بين مسؤولي الترجي والنجم الساحلي والتي كان مدارها لقب بطولة هذا الموسم ما لبث أن أطل المدافع المالي كوليبالي براسه ليزيد في توتير الأجواء بين فريقي العاصمة النادي الإفريقي والترجي التونسي دون أن ننسى طبعا ما يتعرض له حكام النخبة من مضايقات واستفزازات تعدت حدود الهمس ليصبح الحديث عن محاباة فريق على حساب الآخر حقيقة لا مفر منها قبل أن يفجر لاعب قوافل قفصة أيمن منافق قنبلة الموسم إلى حد الآن بعد اتهامه علنا هيئة النجم الساحلي بمحاولة إرشاء فريقه أو بعض من لاعبي فريقه للتفويت في نتيجة المباراة لصالح فريق جوهرة الساحل... كلام منافق لا يمكن أن يمر مرور الكرام فما كشفه متوسط ميدان القوافل يشكل سابقة من نوعها في الكرة التونسية ليس لأنها المرة الأولى التي تلجأ فيها بعض الأندية التونسية لحسم نتيجة مبارياتها خارج المستطيل الأخضر ولكن لان الاتهام جاء هذه المرة صريحا يكفي مؤونة التعليق...ولان التأكيد على صدق ما قاله منافق في حق النجم يبقى سابقا لأوانه خصوصا بعد نفي هيئة الدكتور حامد كمون لكل ما جاء على لسان اللاعب المذكور فان الشيء الثابت و الأكيد هو أن كرة القدم التونسية تجابه خطرا محدقا قد يقضي على كل آمالها في التخلص من الخور الذي نهش جسدها طيلة السنوات الماضية فالأمر لا يعدو مجرد مناورة خفية أو مزحة إعلامية ستزول سحابتها بمجرد ظهور أخرى وإنما الأمر يتعلق برشوة "موصوفة" كشفت فصولها للعيان وهذا اخطر ما في الأمر... قد تكون الرشوة حاضرة بيننا من سنين وتعبث بكرتنا كما تشتهي وتريد وقد يكون اللعب تحت الطاولة شرا لا بد منه لحسم صراعات و نزالات عادة ما حسمت داخل الغرف المغلقة لكن خروجها من عالم الظلمات الى النور وبتلك الطريقة المستفزة يستوجب إعادة النظر في كل ما سبق وفتح تحقيق شامل في الموضوع حتى لا تدفن الحقيقة قبل ان تولد وحتى لا يكون سر "بعبورة" حبيسا حتى اندلاع ثورة جديدة...بعبورة الذي يبدو انه تعاقد مع كل ما يسيء لكرتنا فهذا الاسم ارتبط كثيرا ببطولة النادي الإفريقي في موسم 2007 عندما ادعى البعض حينها انه تعرض للضرب في مباراة نهائي البطولة التي جمعت فريقه ترجي جرجيس آنذاك بالنادي الإفريقي وما قيل حينها عن تعرض الحارس إلى ضربة قاضية من أحد أتباع عماد الطرابلسي في حين أكد الأفارقة أن بعبورة تعمد استفزاز لاعبي الإفريقي والتأثير عليهم بطلب من معز إدريس رئيس النجم آنذاك... "بعبورة" عاد هذه المرة في ثوب جديد مع فريق جديد وتسبب في مهزلة جديدة كان فيها النجم وليّ نعمته هو المتضرر الجديد وكأن الحارس الأسطوري "بعبورة" هو الوحيد الذي يملك كلمة السر نحو نسر البطولة...قد يكون هذا صحيحا لأنه يحرس شباكا مثقوبة لكنه لن يكون كذلك لان التاريخ أثبت أن هذا الحارس ليس سوى مطية يركبها البعض بعلم أو دونه قبل أن يتلفظه الجميع لأنه رياضي غير رياضي ولا يصلح للدفاع عن ألوان أيّ فريق... ننتظر ما ستسفر عنه تحريات المكتب الجامعي وسننتظر من الذي أجرم هذه المرة في حق كرة القدم التونسية لكن سواء كان بعبورة مخطئا أو مصيبا فان هذا النوع من اللاعبين يتاجر بأعصاب الجماهير ويستفز سذاجتهم ويشتهي دوما أدوار البطولة...هكذا هو بعبورة وهذا هو حال "الكوووورة" في تونس...