الخبر السعيد الذي ورد علينا قبل بداية لقاء المنتخب التونسي بالمنتخب التشادي هو تعادل المنتخب البوتسواني بنظيره المالاوي. و قد يكون هذا العامل هو الذّي زاد في فاعلية أبناء "سامي الطرابلسي" و اعطاهم شحنة معنوية من أجل تحقيق انتصار ساحق على منافسهم و هو ما تجلى منذ الدقائق الأولى حيث كان دخول زملاء البلبولي للمباراة بقوة و قد اعتمد المدرب "سامي الطرابلسي" على رأسي حربة و هما جمعة و العلاقي و ثنائي ذي طابع هجومي من خلفهم و هما الدراجي و "ايهاب المساكني". المنتخب حاول الوصول منذ البداية إلى مرمى الخصم لكنه وجد دفاعا حصينا بحكم اعتماد الفريق الضيف على خطة (Bloc) في محاولة لغلق المنافذ على مهاجمي المنتخب مع إمكانية المباغتة عبر الهجوم المعاكس. لكن "الضغط يولد الأخطاء" فبعد سلسلة من الهجومات استغل اللاعب أسامة الدراجي خطأ فادح من مدافع المنتخب التشادي و مرر كرة على "طبق" "لعصام جمعة" الذي لم يجد أي صعوبة في افتتاح النتيجة مع مطلع الدقيقة 21. المنتخب واصل هجومه على دفاع التشادي لكن إهدار الفرص السهلة حقي عائقا أمام مهاجمي المنتخب، لكن "عبد النور "أبى إلا أن يضع حدا للكم الهائل من الفرص المهدورة و تمكن من مضاعفة النتيجة في الدقيقة 34 بعد ركنية نفذها الدراجي . و قبل نهاية اللقاء بلحظات تمكن اللاعب "عصام جمعة من تسجيل الهدف الثالث اثر إمداد ذكي من الدراجي. المنتخب في طريق مفتوح: ثلاثية خلال الشوط الأول بالإضافة إلى دعم جماهير ملعب سوسة التي عانقت الروعة خلال لقاء اليوم و كانت بحق بمثابة اللاعب رقم 12. المنتخب دخل الشوط الثاني بقوة و تمكن في ظرف 5 دقائق من تحقيق هدفين عن طريق الدراجي في الدقيقة 46 و جمعة في الدقيقة 51. تراجع النسق: بعد تسجيله لهدفين تراجع مردود المنتخب و النسق ككل و انحصر اللعب في وسط الميدان مع سيطرة واضحة للمنتخب التونسي لكن الاحتكار المفرط للكرة حرم الفريق الوطني من إضافة أهداف أخرى. مهازل التحكيم الإفريقي: كالعادة دائما يتحفنا التحكيم الإفريقي بشطحاته المعهودة فخلال اللقاء اليوم حرم الحكم الغيني المنتخب التونسي من ضربتي جزاء واضحتين وضوح الشمس بالإضافة إلى عدة أخطاء تقديرية لكن الحكم الغيني قام بعملية ترقيع حين حرم منتخب التشاد من ضربة جزاء مستحقة. تحية لشباب الثورة: جماهير ملعب سوسة عانقت الروعة و ضربت المثال كالعادة فبعد الدخلة التي رفع فيها علم عملاق لتونس و دعمها اللا محدود للاعبي المنتخب دون التقيد بألوان النوادي فاجأت الجميع مع مطلع الدقيقة 70 حين رفعت لافتة عملاقة مكتوب عليها "إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر" مع إشعال 11 "شمروخا" مع التغني بالنشيد الوطني التونسي و هي لقطة نالت إعجاب الجميع الذي وقف تحية لجماهير الفيراج. هدية تونسية للمنتخب البوتسواني: علمت "التونسية" أن الجامعة التونسية لكرة القدم تنوي القيام بدعوة المنتخب البوتسواني للقيام بتربص مغلق مجاني و ذلك بعد اقتلاع نقطة التعادل أمام منتخب الملاوي. الشريف الخشاب (مدرب منتخب التشاد): طبعا هناك فارق كبير بين الكرة التونسية و التشادية. المنتخب التونسي قدم مباراة طيبة للغاية و سجل خمسة أهداف و كان قريبا من تسجيل أهداف أخرى. منتخبنا شاب و نحن بصدد إعداد فريق للمستقبل فمعدل أعمار المنتخب التشادي 20 سنة فقط. غياب الرهان أيضا جعلنا لا نقاوم أمام المنتخب التونسي الذي استحق انتصاره عن جدارة هذا اليوم. سامي الطرابلسي: المنتخب التشادي حاول غلق المنافذ على منتخبنا لكن الضغط الذي فرضه أبنائي جعلهم يقومون ببعض الأخطاء التي مكنتنا من افتتاح النتيجة و هو ما حررنا و جعلنا نقدم مباراة طيبة و نتمكن من تسجيل خمسة أهداف كاملة و كنا قادرين على تسجيل أكثر عدد من الأهداف.