اكتسحت مواد التجميل المقلدة الأسواق التونسية و يزداد الإقبال عليها يوما بعد يوم نظرا لبخس ثمنها مقارنة بالماركات المعروفة التي تباع بالصيدليات و بالفضاءات المتخصصة في بيع مواد التجميل , غير أن مواد التجميل المقلدة ولئن كانت لها رأفة بالجيب فإنها لا ترحم الجسد الذي يستعملها ... فما هو رأي المواطن التونسي في مواد التجميل المقلدة ؟ كيف يري الباعة الإقبال عليها؟ ما هو رأي أهل الإختصاص؟ مواد التجميل المقلدة سلع تجلب انتباه النساء وخاصة الفتيات نظرا لكونها تجمع بين خاصيتين مغريتين هما الثمن الرخيص وتقليد الماركات المعروفة... "التونسية" رصدت أراء عينة من النساء والفتيات بخصوص إقبالهن علي هذه النوعية من مواد التجميل فكانت ردود الفعل مختلفة. لفئة أولى من النساء والفتيات موقف سلبي بخصوص مواد التجميل المقلدة.. في هذا السياق تقول" أحلام شواشي":" لم ولن اشتري تلك المواد إطلاقا لأنها تحتوي على مواد لا يمكن التأكد منها ولها العديد من التأثيرات السلبية". موقف أحلام هو ذات الرأي الذي عبرت عنه وسيلة اليعقوبي التي أكدت:"أنها حتى لو قدمت لها تلك المواد مجانا فهي لن تستعملها لأنها مجهولة المصدر ومعروضة للشمس على مدار اليوم وبالتالي حتى لو كانت غير مقلدة بمجرد تعرضها للشمس تفقد فوائدها". أما فئة ثانية من النساء وخاصة الفتيات فترى أن مواد التجميل المقلدة تبقى في متناول الجميع لا سيما من الناحية المادية وفي هذا الصدد تقول "صابرين قابطي" :" اشتري تلك المواد لأنها رخيصة الثمن و في متناولي لأنني طالبة, وأنا علي بينة من أنها لها تأثيرات سلبية وليست ذات جودة عالية رغم محاولة الباعة الإيهام بأنها ماركة معروفة, تعرضت بشرتي إلى تأثيرات سلبية جراء استعمال مرهم غير صحي". في نفس السياق تقول رهام عايدي:"لقد استعملت البعض من هذه المواد ومضارها كثيرة وكنت قد استعملت مواد بسيطة لم استعمل المراهم الجلدية التي تخلف أضرار جمة علي البشرة". الباعة يقرون بالإقبال الكبير علي مواد التجميل المقلدة العديد من الباعة الذين يعرضون مواد التجميل المقلدة في الشوارع أقروا بالإقبال الكبير علي هذه المواد لا سيما من قبل الفتيات حيث يؤكد البائع كريم رميلي:"أغلب البضائع التي نجلبها تباع بطريقة جيدة خاصة مراهم الوجه وفي فصل الصيف تحديدا ". أما البائع محمد الهادي فيقول :" هناك إقبال علي هذه المواد وأنا اشتغل في هذا المجال منذ 10 سنوات وأصبح لي زبائن أتعامل معهم ويقولون إن تلك المواد تتناغم وطبيعة بشرتهم ولم تخلف لهم أضرارا".
في نفس السياق يبرز البائع "شاكر محرزي":" الإقبال كبير جدا علي جميع مواد التجميل وخاصة الروائح لأنها تحمل اسم ماركات عالمية معروفة وبعض النساء لا يقدرن علي أسعارها الباهظة جدا بالتالي يلتجئن إلي الروائح المقلدة لمجارات الموضة وخاصة وان للمجتمع تركيز كبير علي المظاهر. أهل الاختصاص:مضار هذه المواد تظهر علي المدى البعيد " التونسية " اتصلت بالمختصين في هذا المجال للاستفسار عن الأضرار التي تخلفها مواد التجميل المقلدة على الجسم والبداية كانت مع الخبيرة في التجميل "منال كعبي" التي اوضحت أن" تلك السلع مخالفة لمقومات السلامة والصحة لأنها تتعرض لأشعة الشمس لمدة طويلة والمعروف أن مواد التجميل تتطلب درجة حرارة مدروسة واضافت انها عالجت حالة كانت بشرتها محترقة لأنها استعملت مرهم غير صحي وتعرضت لأشعة الشمس".
وتضيف الخبيرة في التجميل " درجة خطورة مواد التجميل المقلدة على الجسم تختلف من مكان إلي آخر.. فالمراهم التي تستعمل لليدين ربما تكون أقل خطورة من المواد التي تستعمل للوجه لأن اليدين يتم غسلها عديد المرات في اليوم من ناحية أخرى المواد لا تستجيب للمواصفات المعمول بها مثل تلك التي تباع في الصيدلية حيث يتم اختبار المنتوج علي عينة تتكون من 100 امرأة .. وفي هذا الإطار تؤكد الدكتورة كاترين نقاطي المختصة في الأمراض الجلدية أن" مواد التجميل المقلدة ليست مراقبة ومكوناتها لا تخضع إلى دراسة علمية وبالتالي فهي تخلف عديد الأضرار على البشرة مثل ظهور البقع السوداء وتتسبب في الظهور المبكر للتجاعيد كما تفرز أيضا البقع البيضاء أو ما يعرف" بالبرص " إضافة إلي أن المواد التي انتهت مدة صلاحيتها يمكن أن تخلق حساسية لدي الشخص . وتضيف الدكتورة ان "الأمراض التي تفرزها مواد التجميل المقلدة يمكن أن تظهر علي المدى القصير كما يمكن أن تبقي مترسبة في الجسم ثم تتجلي للعيان على المدى الطويل وعندما نتحدث عن مواد التجميل المقلدة فإننا لا نستثني الروائح أثمانها بخسة هذا صحيح ولكن تركيبتها تحتوي على مواد مضرة بالجسم ويمكن أن تخلق حساسية ... إذن فموضوع مواد التجميل المقلدة موضوع مثير للجدل فرغم وعي العديد من مستعملي هذه المواد بخطورتها ورغم تحذير المختصين في التجميل وأطباء الأمراض الجلدية من سلبيات هذه المواد ومن الأمراض التي تخلفها علي البشرة إلا أن الإقبال عليها مازال مستمرا فأين وعي المستعملين ؟