لا حديث يشغل بال جماهير الكرة في تونس هذه الأيام سوى عن مباراة الدربي التي ستجمع بين متصدر الترتيب الترجي التونسي وغريمه الأزلي النادي الإفريقي في مباراة تحمل في طياتها أكثر من رهان وهو ما أجج حمى المنافسة بين الناديين...حمى طال مداها أروقة الجامعة التونسية لكرة القدم التي لم يكفها لهيب الانسحاب من سباق الاولمبياد حتى زج بها في صراع الكبيرين والذي كان رحاه هذه المرة الحكم المرتقب لدربي العاصمة,أول دربي بعد الثورة... جامعة أنور الحداد تواجه تحديا كبيرا بما أنها مطالبة بتوفير صافرة يحصل حولها الإجماع وتضمن السير بالمباراة إلى شط الأمان وهذا ما يبدو عسيرا نوعا ما إلى حد الآن على الأقل فالإفريقي يرفض الصافرة التونسية رفضا قاطعا بما أن الأسماء المرشحة لإدارة الدربي لا تحظى بثقة العائلة الإفريقية والترجي هو الآخر سئم الحملة التي تقودها بعض الأطراف للتأثير على الحكم المرتقب فحولت مطالبها إلى ما وراء البحار لتتعارض هذه المطالب مع المبادئ الجديدة التي أرساها المكتب الجامعي ويبقى السؤال قائما كيف سيتصرف "أنور الحداد" ومن معه في هذا الملف الذي ينتظر أن يواصل إثارة الكثير من الجدل فالأمر يتعلق هذه المرة بالإفريقي والترجي وبرهان يرقص حوله مصير اللقب ...! الإقرار باسم الحكم الذي سيدير الدربي وكذلك بجنسيته مازال سابقا لأوانه لأنه ورغم تأكيدات المكتب الجامعي على تثبيت حكم تونسي لهذه المباراة فهو يواصل الهروب الى الأمام ولعله لن يجد منفذا الا بالإرتماء تحت انفاس صافرة اجنبية ! الضغط الكبير المسلط على رئيس الجامعة وكذلك الحبيب ناني رئيس اللجنة الفيدرالية للتحكيم قد يقلب هذه المعادلة رأسا على عقب... اصابع التعيين تتجه نحو الحكم محمد سعيد الكردي أوبدرجة أقل زميله محمد بن حسانة بعد استبعاد الحكم نصر الله الجوادي من المنافسة بسبب تعيينه لادارة مباراة الافريقي و الاولمبي الباجي يوم غد... المفارقة هي أن الترجي والإفريقي على حد السواء يرفضان وجود أي من هذين الاسمين في ملعب رادس الأحد القادم.وتؤكد الأخبار الواردة علينا من كواليس جامعة الكرة أن جمال العتروس تحدث بنبرة حادة مع أنور الحداد وأعلمه برفضه القاطع لصافرة "بن حسانة" على خلفية تسرب معلومات تدين هذا الأخير وتجعل من صافرته محل شبهة و الكلام ينطبق كذلك على محمد سعيد الكردي الحكم رقم واحد حاليا في تونس لا لسبب سوى وصاحب ركلة الجزاء الشهيرة في مباراة الإفريقي والملعب التونسي... الترجي نسج على نفس المنوال ومارس بدوره نفس الضغوط على المكتب الجامعي واشترط تعيين حكم أجنبي لخشيته أن تخرج الأمور عن السيطرة فالكردي أثقل كاهل الترجيين في مباراة "السي آس آس" وبن حسانة أحرجهم في مباراة قابس لذلك تقر إدارة الترجي بأنه لا مفر من الاستنجاد بطاقم تحكيم أجنبي على اعتبار أن بقية الأسماء في الساحة التونسية تفتقد للخبرة اللازمة لإدارة مباراة من هذا الصنف... رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم أنور الحداد قبل مبدأ الحوار وواصل دبلوماسيته المعهودة وتنازل عن ثقله المادي والمعنوي لفائدة الناديين ونعني الترجي والإفريقي بعد أن وعدهما بالنزول عند رغبتهما في محاولة منه لتفادي غضب احدهما مطمئنا إياهما بتوفير حكم على المقاس رغم أن جامعة الكرة أكدت من قبل رفضها لمقترح جلب الحكام الأجانب وتشبثت بموقفها هذا رغم تتالي نداءات النجم والإفريقي ليبقى السؤال قائما كيف سيتصرف أنور الحداد مع هذا المأزق خاصة وانه وعد ضمنيا بتسوية الأمر مع الطرفين في نفس الوقت الذي شدد فيه صحبة الحبيب ناني على تعيين حكم تونسي لقمة الأحد القادم...؟؟؟