يبلغ دربي العاصمة بين النادي الافريقي والترجي الرياضي هذا الأحد حلقته 110 لينضاف مصنف جديد ضمن لائحة طويلة لصفحات الكرة التونسية التي تدور حول فلك هذه المباراة. هذا المصنف الفني يعد الأرقى في تاريخ كرة القدم التونسية لاسيما مع مايكتنزه من عراقة وحكايات تداولتها الأجيال لسنين طوال جعلتنا نغوص في أغوارها لنقلب في الدفاترالقديمة التي جاءت حبلى بالأحداث والأرقام. أول دربي بعد الاستقلال المعلوم أن تونس نالت استقلالها عن فرنسا على دفعتين ، الأولى كانت استقلالا داخليا في غرة جوان 1955 والثانية استقلالا تاما يوم 20 مارس 1956. أما أول موسم رياضي بعد الاستقلال فكان 55 – 1956 الذي شهد أول دربي بين الغريمين يوم 13 نوفمبر 1955 وعادت فيه الغلبة للافريقي بهدفين مقابل هدف وكان المرحوم منير القبايلي أول من تذوق طعم التهديف في هذه المواجهة قبل أن تعود الكلمة في الإياب للترجيين وبنفس النتيجة ( 2 – 1 ). لتتوالى المواجهات تباعا مخلفة حصادا وفيرا من المباريات التي نال فيها الأحمر والأصفر نصيب الأسد ب 41 انتصار مقابل 25 للافريقي مع انتهاء 45 أخرى بالتعادل. مباريات في البال أول مباراة بين الفريقين شهدت انسحاب الترجيين من الميدان قبل 5 دقائق من نهاية المباراة، ليعيدوا الكرة في ثاني مواجهات الفريقين لحساب كأس تونس موسم 1968 – 1969 برفض العودة لاجراء الشوط الثاني احتجاجا على حصول الافريقي على ركنية في الدقيقة 41 للشوط الأول لتتوقف المقابلة عند فصلها الأول بتقدم أبناء باب الجديد بهدف لصفر قبل أن تقرر الجامعة إعادة المباراة ليكرر الأفارقة فوزهم بنفس النتيجة ( 1 - 0 ). الافريقي بدوره سبق له عدم اكمال المباراة التي جمعته بالترجي لحساب البطولة موسم 1994 -1995 بعد أن أخرج الحكم 4 ورقات حمراء للأحمر والأبيض قضت بتوقف المباراة في الدقيقة 70 على نتيجة ( 4 – 0 ) للترجي. النتيجة الأخيرة حدثت سابقا عندما فاز الشياطين الحمر لأول مرة بفارق 4 أهداف في إياب موسم 1976 – 1977 في مواجهة انتهت ( 4 – 3 ) ثم ( 4 – 2 ) للترجي موسم 90 ثم ( 4 – 0 ) في موسمي 1998 – 1999 و 1999- 2000 وفي كأس تونس موسم 2004 – 2005. أما أعرض النتائج فكانت في موسمي 1977 – 1978 و 1984 – 1985 حين دك النادي الافريقي شباك جاره بخماسيتين ( 5 – 2 ) و ( 5 – 1 ) على التوالي. هل من منافس؟ كما دون التاريخ سجل المباريات والنتائج فإنه لن يستطيع أن يلفظ عدة أسماء خطت بصماتها بأحرف من ذهب في 29 مباراة دربي لطارق ذياب هو عدد بعيد عن منال لاعبي هذا الزمان ويأتي خلف طارق كل من الصادق ساسي ( عتوقة ) من الافريقي وخالد بن يحيى من الترجي ب 27 مباراة لكليهما وثم خلفهما نبيل معلول المدرب الحالي للترجي ب 26 مشاركة منها اثنتين باللونين الأحمر والأبيض قبل ان نجد شكري الواعر ب 24 دربي، فهل من منافس؟ إلى جانب المشاركات نجد هدافو هذه القمة فحسن بعيو مهاجم الافريقي سابقا نال وطره من شباك الغريم في 9 مناسبات متحديا بذلك أي مهاجم يستطيع ازاحته عن عرش بطل هدافي الدربي. خلف بعيو نجد عبد الجبار مشوش مهاجم الترجي ب 7 أهداف يليه المبدع الهادي التباري ب 6 إصابات ثم نجد العيادي الحمروني من الترجي والهداف التاريخي لأبناء باب الجديد محمد صالح الجديدي برصيد ( 5 ) أهداف لكل منهما. أرقام من الدربي أعلن حكام مباريات الدربي السابقة عن 29 ضربة جزاء منها 21 لفائدة الترجي و 8 للافريقي ونجح فريق الترجي في 15 مقابل ضياع 6 منها في المقابل نجح الأفارقة في تنفيذ 7 مقابل اهدار واحدة. آخر ضربة تحصل عليها الافريقي كانت في اياب موسم 2008 – 2009 تولى أسامة السلامي تنفيذها بنجاح فيما كانت آخر ضربة جزاء للترجي في ذهاب نفس الموسم تولى مايكل اينيرامو تنفيذها بنجاح في شباك عادل النفزي. وأما أطول سلسلة دون هزيمة فكانت للترجي الرياضي منذ فوز ذهاب موسم 1998 – 1999 بهدف لصفر إلى أن نجح موسى بوكونغ في فك العقدة الترجية في الدقيقة 89 لمباراة إياب موسم 2006 – 2007 لتتواصل فيما بعد السيطرة الافريقية على المواجهة، فهل تكسر القاعدة هذا الأحد؟ أم يواصل الشياطين الحمر لعب دور الأسد لتستمر السطوة إلى الموسم السادس على التوالي؟ مباراة هذا الأحد لن تحضرها الجماهير التي صنعت الحدث في عدة مواجهات سابقة ميزها الفتور كرويا لتبلغ بالمناسبة ارقمها الخامس بعد أن عرفت نفس المصير في إياب الموسم الفارط الذي حكمت فيه جماهير الافريقي بعدم حضور الجماهير كي لايقوم الغريم بدورته الشرفية بالبطولة أمام فريقها. خانوا العهد تبعا لحساسية الدربي وسحره لم تتعود جماهير الفريقين رؤية أحد لاعبيها يغير القميص ليرتدي زي الفريق الخصم رغم ان الظاهرة تحدث في العالم لكن في تونس لم يجرؤ على هذه العملية سوى 7 لاعبين 5 منهم لبسوا الأحمر و الأبيض قبل تغييره بالأحمر والأصفر وهم وليد الهيشري وبرهان غنام ومحمد الباشطبجي ودرامان تراوري وخالد المولهي بينما انتقل العمري من الترجي الرياضي إلى الترجي الجرجيسي ومنه إلى الافريقي أما نبيل معلول فتحول من الغريم إلى الغريم مباشرة. وان كان درامان لاعبا أجنبيا والهيشري وغنام والباشطبجي من غير أبناء النادي الافريقي فإن جماهير الأحمر والأبيض قابلت مشاركة " الباشطبجي " في الدربي الماضي أمام فريقهم بصافرات الاستهجان كلما لمس الكرة. من جهة أخرى، لم تستسغ جماهير الترجي ما أسموه خيانة نبيل معلول وانتقاله إلى النادي الافريقي موسم 1995 ليتعرض إلى المضايقات منذ تلك الفترة إلى يوم الناس هذا حتى أن بعض الوجوه المتعصبة للترجي تطالب بابعاد هذا الفني جراء ما اقترف من ذنب في حقه وهو ما يعبر عنه معلول بالندم كلما سئل عن الموضوع.