شكل ملعب "لويس الثاني" بإمارة موناكو الفرنسية البارحة مسرحا جديدا لنجاح إضافي لبرشلونة الإسباني في أعتى المنافسات الأوروبية . موقعه الكأس الممتازة للقارة العجوز جمعت بطل أوروبا آف .سي برشلونة ببورتو البرتغالي الحائز على لقب "يوروبا ليغ" في الموسم الرياضي الفارط تحت أنظار أمير موناكو "ألبار الثاني" وإبن بلده الفرنسي ورئيس الإتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA) "ميشال بلاتيني" مع حضور جماهيري غفير أضاف لمباراة البارحة متعة خالصة ورونقا فريدا من نوعه . ودخل أبناء الإسباني "جوزيب غوارديولا" مباراة بورتو برهان دأب رفاق خافيير ماسكيرانو" على السير في دروبه كثيرا خصوصا في الألفية الثانية والمتمثل أساسا في حصد الألقاب .فبعد أسبوعين فقط عن موعد تاريخي عانق فيه العملاق الكاتاولوني لقب الكأس الممتازة الإسبانية ثم تلاه نجاح آخر في دورة "خوان غامبر" على أرض ال"كامب نو" منذ بضعة أيام فحسب أمام نابولي الإيطالي كان لسحرة البارصا لقاء متجدد مع الإنجازات الخالدة والنجاحات الباهرة وحمل عنوانها هذه المرة : الكأس الأوروبية الممتازة. من جهته مثل ف .سي بورتو أفضل سفير لكرة القدم البرتغالية العام الماضي بعد أن صعد على منصة التتويج في مسابقة يوروبا ليغ وتعلقت همة لاعبيه البارحة بوضع حد لنجاحات الفرق الكاتولوني وتجريده من الكأس الممتازة الأوروبية لكن جرت الرياح بما لا تشتهي كتيبة "دراغاوش" الزرقاء . الفترة الأولى : كتيبة "دراغاوش" أصابتها نيران صديقة ومنظومة "التيكي تاكا " تحصد النجاح مجددا لم يرتق المستوى الفني للشوط الأول من موقعة الإمارة إلى درجة الإمتياز إذ إقتصرت المحاولات الهجومية للفريقين على بعض الإنجازات الفردية لنجوم الكتيبتين لم تثمر إلا في مناسبة يتيمة عبر البرغوث المخادع "ليو ميسي" مع حلول الدقيقة 39 بعد خطأ دفاعي فادح من الكولمبي "فريدي غوارين" الذي أهدى ميسي كرة على طبق من ذهب لم يتردد "بيتشيتشي" (الهداف) البرصا في إسكانها في شباك "هيلتون" بعد أن تجاوزه بسهولة فائقة . ومثل الظهيران "داني ألفاش" و"أدريانو" كالعادة مصدر خطورة برشلونة طوال الفترة الأولى بصعودهما المستمر إلى منطقة المنافس ومساهمتهما الفاعلة في إرباك دفاعه بكرت ثمينة وغاية في الدقة . كما ضبط القائد الملهم "تشافي هيرنانديز" إيقاع وسط ميدان على منظومة "التيكي تاكا" او (اللمسة الواحدة) التي أفرزت محاولات هجومية خطيرة للإسبان عبر "دافيدفيا "و "بيرووردريقاز" والقادمان من الخلف "آندراس إينيستا" و"ليونال ميسي" لكنها لم تعرف النجاح المأمول . ومن جهة أخرى طرق بورتو البرتغالي أبواب مرمى "فيتور فالداز" في 3 مناسبات واضحة هندسها بإمتياز العلامة الفارقة للفريق البرازيلي هولك الذي تسلح بمهاراته الفنية الكبيرة للإسقاط دفاع البرصا في إرتكاب المحظور ونجح في ذلك نسبيا لكن غياب اللمسة الأخيرة أجهض أحلام الازرق البرتغالي عن إدراك مرمى "فالداز" ليعلن حكم المباراة عن إنتهاء الشوط الأول بتقدم برشلونة على بورتو بالحد الأدنى المطلوب (1-0) . الفترة الثانية : فابريغاس "كوتشينق" ناجح لغوارديولا " ... وإقصاءات بالجملة في صفوف التنين البرتغالي إستهل برشلونة الشوط الثاني بنفس منظومة اللعب التي إنتهجها منذ البداية معولا على اللمسة الواحدة وسرعة لاعبيه في تغيير نسق اللعب كلما رغبوا في ذلك إضافة إلى وقع المهارات الفردية الخارقة لميسي وتشافي واينييستا التي لم يجد لها رفاق رولاندو أي حلا لردها عن مرمى هيلتون . ودفع غوارديولا مدرب برشلونة في هذه الفترة بالوافد الجديد من اودينيزي الإيطالي ، المهاجم التشيلي ألكسيس سانشيز ولاعب الإرتكاز الدفاعي "سارجيو بوسكاتس" و متوسط الميدان الهجومي القادم من أرسنال الإنقليزي "سيسك فابريغاس " بدلا عن دافيد فيا وأدريانو وبيدرو رودريغاز على التوالي . ومثل كاتالوني النشأة فابريغاس "كوتشينغ" ناجحا إلى حد بعيد لغوارديولا إذ لم ينتظر طويلا لتسجيل إسمه بقوة في نجاح فريقه بعد أن عانق شباك بورتو البرتغالي في الدقيقة 86 بإمداد خيالي من الساحر "'ليو ميسي" الذي ارسل كرة موزونة بشكل عجيب إلى حامل القميص رقم 4 قابلها الأخير بترويض نموذجي قبل أن يطلق رصاصة الرحمة على رفاق بيلوتشي بهدف ثان تحدى مهارة الحارس الدولي البرتغالي هيلتون وصعد بالبلاوغرانا على منصة الكأس الممتازة الأوروبية من بوابة البطل بإستحقاق تام . اما التنين البرتغالي بورتو فلقد حاول في الفترة الثانية مسايرة النسق الهجومي لخصمه الكاتالوني عبر محاولات فردية لخيرة مهاجميه رودريغاز وغوارين وهولك لكنه لم يفلح في هز شباك فالداز طوال المباراة . كما إستغل المدرب الجديد لبورتو البرتغالي جميع الحلول الأمامية البديلة والموضوعة على ذمته كفيرناندو وبيلوتشي وفارياس لمحاولة تكثيف المد الهجومي الخطير على مرمى الخصم إلا ان ذلك لم يتجاوز سقف التطلعات والأماني بعد أن عجزت عناصره عن فك شفرة الصلابة الدفاعية لرفاق أبيدال رغم غياب صخرة الدفاع للبرصا جيرارد بيكي عن هذا الموعد بداعي الإصابة . وما زاد الطين بلة في صفوف بورتو هي تلك الإقصاءات المجانية التي تحصلعليها كل من المدافع المحوري رولاندو والجناح الكولمبي فريدي غوارين في الوقت الذي جاهد فيه الفريق على درب إدراك مرمى فالديز لكن تلقت طموحات أنصار " دراغاوش" في الرجوع في نتيجة المباراة ضربة قاسمة بمفعول الإقصائين عندما كانت الموقعة تلفظ أنفساها الأخيرة وهو ما فسح المجال أيضا لرفاق كايتا لمضاعفة جهودهم لحسم أمر اللقب بهدف ثان فكان لهم ما أرادو عبر نسج لوحة كروية رائعة بدأها الفتى الشقي الأرجنتيني ليو ميسي بسلسلة من المراوغات الاستعراضية و توجها فابريغاس بهدف في شباك هيلتون في غاية الواقعية ,جاءت بعدها الصافرة النهائية لحكم المباراة لتسقط كتيبة دراغاوش البرتغالية ضحية أخرى من ضحايا الماكينة الهجومية الكاتالونية التي حصدت بالمناسبة رباعية إستثنائية في موسم واحد كان رحلة بدايتها بلقب الليغا الإسبانية وأردفتها بأمجد الكؤوس الأوروبية وأعرقها دوري رابطة الأبطال ثم فازت بالكاس الممتازة المحلية أمام الغريم الأزلي نادي "اللوس بلانكوس" المدريدي وكان لقب مسابقة خوان غامبر التقليدية رابع تتويجاتها هذا الموسم لتتلوها بطولة الكأس الممتازة الأوربية البارحة أمام بورتو البرتغالي . وينتظر أن يرتفع حصاد الكاتالونيين من الألقاب هذا الموسم لدى مشاركتهم القادمة في كأس العالم للأندية في ديسمير 2011 على ارض بلاد الشمس التي لا تغيب : اليابان . فهل من منافس لبرشلونة في قادم التظاهرات الكروية أم أن تتويجات البارصا ستتكرر لاحقا أمام تواصل عجز كبار القارة الأوروبية عن مقارعتها ؟.