مرة أخرى يعجز النادي الافريقي عن تحقيق الإنتصار خارج قواعده والعودة بالثلاث نقاط لكنها المرة الاولى تقريبا التي يهدي فيها الافريقي الفوز الى منافسه على طبق من ذهب ولئن كان الظهور الاخير لفريق باب الجديد خارج الديار ايجابيا للغاية ضد اساك ميموزا الإيفواري بعد العودة بنقطة كثيرا ما كانت صعبة المنال في الملاعب الايفوارية فان مباراة الأمس حملت في طياتها سقوطا جديدا لزملاء يوسف المويهبي أكد مرة أخرى ان الافريقي مازال ينقصه الكثير للعودة الى مصاف الكبار على الأقل من الناحية البسيكولوجية والنفسية. النادي الافريقي كان امس أفضل من منافسه على جميع المستويات وكان طيلة ردهات المباراة الاكثر استحواذا على الكرة والانجع على مستوى البناء الهجومي وهو ما ترجمه هدف السبق الذي حققه حمزة المسعدي في منتصف الشوط الثاني من عمر المباراة غير ان سذاجة بعض لاعبي الافريقي وافتقادهم لخبرة هذه المواعيد جعل المنافس الانغولي يعود في المباراة ويسحب البساط من تحت اقدام الافارقة في الوقت القاتل... النادي الافريقي انهزم بعد أن كان متقدما في النتيجة والاداء وهذا ليس لأنه الأسوأ أو لأن منافسه كان أفضل وانما لانه دفع ضريبة افتقاده للاعبين قادرين على الصمود ذهنيا ونفسيا الى ما بعد الدقيقة 90, النادي الافريقي عانى أمس من سذاجة بعض لاعبيه ومن هشاشة محور دفاعه وخاصة من فقره المدقع في بنك البدلاء, فالافريقي تحول الى انغولا بمهاجم وحيد هو حمزة المسعدي وهو رغم تصنيفه المعمول به في خانة اللاعبين لم يرتق بعد فعلا الى مرتبة المهاجمين...تماما كما هو الحال لايمن السلطاني الذي يتقن كثيرا من الامور ما عدا معانقة الشباك... الافريقي خسر البارحة ايضا لانه افتقد الى قائد حقيقي داخل ارضية الميدان يسير رفاقه وفق طبيعة ومجريات المباراة, فالذوادي ورغم انه تحرك على امتداد عمر اللقاء إلا ان مردوده إجمالا كان دون المأمول و هجماته لم تكن بالخطورة المنتظرة فضلا على انه لا يملك بعد مواصفات القائد الذي يحتاجه الفريق في مثل هذه المناسبات بما انه لا يجيد التخاطب مع محيطه كما انه يفتقد الى حماسة الانتصارات و"حب المريول" لان نفس "المريول" الذي يرتديه لم يعد يعني له الكثير سوى بعض الذكريات... ! بالنسبة لفوزي البنزرتي فانه لا يتحمل قسطا كبيرا من الهزيمة الجديدة التي تكبدها الفريق فهو حاول استغلال كافة الاوراق التي بحوزته وتعامل مع المباراة بما هو موجود لذلك لم تكن النتيجة في مستوى الانتظارات والامنيات ثم إن وفد الافريقي الذي أقلع الى لواندا لم يكن يقدر على تحقيق نتيجة أفضل...فقط ما يعاب على المدرب فوزي البنزرتي مناصفة مع الهيئة المديرة للفريق هو أنه أساء التعامل مع خارطة الطريق الافريقية التي وضعها منذ البداية وأضاع على نفسه وعلى فريقه بعض الاوراق التي كانت قد تكون ناجحة وناجعة في قادم المشوار على غرار الليبي أحمد سعد أو مهاجم البنزرتي سابقا وجدي الجباري وكذلك الوافد الجديد البرازيلي فيكتور فالافريقي اليوم لا يملك صانع ألعاب حقيقي ووسط ميدانه بالكامل لا يحتكم على لاعب يتقن المراوغة أو يجيد عملية البناء الهجومي لذلك قد تكون نتيجة التعادل أحيانا كسقف أعلى للفريق شرا لا بد منه في انتظار ان يستعيد "الزو" رشده وبريقه المفقود... منطقيا مازال الافريقي معنيا بالترشح الى نصف نهائي المسابقة وهو يملك حظوظه كاملة في حصد بطاقة العبور بما انه يملك مصيره بين يديه غير ان مباراة الجولة الاخيرة في نيجيريا ضد كادونا يونايتد قد تكون نقطة التحول في مسيرة الافريقي في مسابقة "الكاف" بما انها قد تكون محددة بشكل كبير لترشح الافريقي من عدمه والاشكال الوحيد الذي يطارد الافريقي في كادونا العقدة التي بدأت تترسخ في ذهن المدرب واللاعبين...فالمدرب فوزي البنزرتي فشل الى حد الآن منذ قدومه على رأس الفريق في تحقيق اول انتصار له خارج الديار سواء تعلق الأمر بالبطولة التونسية أو بالخارطة الافريقية لذلك يبدو "كابوس" الرحلة القادمة الى نيجيريا متربصا بذهن المدرب واللاعبين على حد السواء الى ذلك الحين وهو العائق الذي قد يلعب ضد مصلحة الافارقة...