تطوير خدمات الطفولة المبكرة محور لقاء وزيرة الأسرة ورئيسة غرفة رياض الأطفال    فوز المرشح المدعوم من ترامب بالانتخابات الرئاسية في هندوراس    تحت شعار «إهدي تونسي» 50 حرفيّا يؤثّثون أروقة معرض هدايا آخر السنة    فاطمة المسدي تنفي توجيه مراسلة لرئيس الجمهورية في شكل وشاية بزميلها أحمد السعيداني    عاجل: الجزائر: هزة أرضية بقوة 3.9 درجات بولاية المدية    الفنيون يتحدّثون ل «الشروق» عن فوز المنتخب .. بداية واعدة.. الامتياز للمجبري والسّخيري والقادم أصعب    أمل حمام سوسة .. بن عمارة أمام تحدّ كبير    قيرواني .. نعم    تورّط شبكات دولية للإتجار بالبشر .. القبض على منظمي عمليات «الحرقة»    مع الشروق : فصل آخر من الحصار الأخلاقي    كأس إفريقيا للأمم – المغرب 2025: المنتخب الإيفواري يفوز على نظيره الموزمبيقي بهدف دون رد    الغاء كافة الرحلات المبرمجة لبقية اليوم بين صفاقس وقرقنة..    نجاح عمليات الأولى من نوعها في تونس لجراحة الكُلى والبروستاتا بالروبوت    الإطاحة بشبكة لترويج الأقراص المخدّرة في القصرين..#خبر_عاجل    مناظرة 2019: الستاغ تنشر نتائج أولية وتدعو دفعة جديدة لتكوين الملفات    كأس افريقيا للأمم 2025 : المنتخب الجزائري يفوز على نظيره السوداني    الليلة: الحرارة تترواح بين 4 و12 درجة    أستاذ قانون: العاملون في القطاع الخاصّ يمكن لهم التسجيل في منصّة انتداب من طالت بطالتهم    بابا نويل يشدّ في'' المهاجرين غير الشرعيين'' في أمريكا: شنوا الحكاية ؟    من الاستِشْراق إلى الاستِعْراب: الحالة الإيطالية    عاجل : وفاة الفنان والمخرج الفلسطيني محمد بكري    هيئة السلامة الصحية تحجز حوالي 21 طنا من المواد غير الآمنة وتغلق 8 محلات خلال حملات بمناسبة رأس السنة الميلادية    تونس 2026: خطوات عملية لتعزيز السيادة الطاقية مع الحفاظ على الأمان الاجتماعي    الديوانة تكشف عن حصيلة المحجوز من المخدرات خلال شهري نوفمبر وديسمبر    تمديد أجل تقديم وثائق جراية الأيتام المسندة للبنت العزباء فاقدة المورد    في الدورة الأولى لأيام قرقنة للصناعات التقليدية : الجزيرة تستحضر البحر وتحول الحرف الأصيلة إلى مشاريع تنموية    القصور: انطلاق المهرجان الجهوي للحكواتي في دورته الثانية    عاجل: بعد فوز البارح تونس تصعد مركزين في تصنيف فيفا    زلزال بقوة 1ر6 درجات يضرب هذه المنطقة..#خبر_عاجل    عدّيت ''كوموند'' و وصلتك فيها غشّة؟: البائع ينجّم يوصل للسجن    تزامنا مع العطلة المدرسية: سلسلة من الفعاليات الثقافية والعروض المسرحية بعدد من القاعات    قفصة: إصدار 3 قرارات هدم لبنانيات آيلة للسقوط بالمدينه العتيقة    عاجل/ بعد وصول سلالة جديدة من "القريب" إلى تونس: خبير فيروسات يحذر التونسيين وينبه..    قائمة سوداء لأدوية "خطيرة" تثير القلق..ما القصة..؟!    حليب تونس يرجع: ألبان سيدي بوعلي تعود للنشاط قريبًا!    هام/ المركز الفني للبطاطا و القنارية ينتدب..    عاجل: هذا موعد الليالي البيض في تونس...كل الي يلزمك تعرفه    قابس: أيام قرطاج السينمائية في الجهات ايام 25 و26 و27 ديسمبر الجاري بدارالثقافة غنوش    عركة كبيرة بين فريال يوسف و نادية الجندي ...شنوا الحكاية ؟    درجة الحرارة تهبط...والجسم ينهار: كيفاش تُسعف شخص في الشتاء    هذا هو أحسن وقت للفطور لخفض الكوليسترول    صفاقس: تركيز محطة لشحن السيارات الكهربائية بالمعهد العالي للتصرف الصناعي    تونس: حين تحدّد الدولة سعر زيت الزيتون وتضحّي بالفلاحين    عاجل: تغييرات مرورية على الطريق الجهوية 22 في اتجاه المروج والحمامات..التفاصيل    بول بوت: أوغندا افتقدت الروح القتالية أمام تونس في كأس إفريقيا    اتصالات تونس تطلق حملتها المؤسسية الوطنية تحت عنوان توانسة في الدم    البرلمان الجزائري يصوّت على قانون يجرّم الاستعمار الفرنسي    مع بداية العام الجديد.. 6عادات يومية بسيطة تجعلك أكثر نجاحا    تونسكوب تطلق نشيدها الرسمي: حين تتحوّل الرؤية الإعلامية إلى أغنية بصوت الذكاء الاصطناعي    عاجل/ العثور على الصندوق الأسود للطائرة اللّيبيّة المنكوبة..    وزارة التجهيز تنفي خبر انهيار ''قنطرة'' في لاكانيا    عاجل: اصابة هذا اللّاعب من المنتخب    عاجل/ قضية وفاة الجيلاني الدبوسي: تطورات جديدة..    كأس الأمم الإفريقية المغرب 2025: برنامج مباريات اليوم والقنوات الناقلة..#خبر_عاجل    دعاء السنة الجديدة لنفسي...أفضل دعاء لاستقبال العام الجديد    مع الشروق : تونس والجزائر، تاريخ يسمو على الفتن    في رجب: أفضل الأدعية اليومية لي لازم تقراها    برّ الوالدين ..طريق إلى الجنة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في حوار مع الأستاذة بشرى بالحاج حميدة :هذا ما قلته في كاكتوس حول بن علي ... دافعت عن الإسلاميين أيام الشدة وهذه حقيقة مشاركتي في ملتقى حول المثليين
نشر في التونسية يوم 22 - 09 - 2011

إنها المرأة التي كانت دوما مع القضايا العادلة كانت في طليعة الأسماء التي عارضت بن علي وأعتبرت آنذاك الجيل من الجديد في الساحة السياسية وعرفت في جمعية النساء الديمقراطيات مدافعة عن المرأة ببسالة رغم التيار الجارف ،حبها للعمل داخل المجتمع المدني جعلها دوما في مواجهة نظام بن علي وكانت دوما وسطية وعقلانية .
بشرى بالحاج حميدة كانت في الفترة الأخيرة محل هجوم كاسح من بعض الجهات على المواقع الإجتماعية لكنها خيرت الصمت طوال هذه المدة واليوم إختارت الحديث عبر صحيفة " التونسية" ففتحت قلبها وتحدثت عن كل المواضيع. تحدثت عن الهجمات التي تعرضت لها ومسيرتها وموقفها من النهضة وأسباب دخولها للتكتل ثم أوضحت الإتهامات الموجهة لها بعد مشاركتها في منتدى إجتماعي حول المثليين.
وكان هذا الحوار:
بداية لو تحدثنا بشرى بلحاج حميدة عن مسيرتها الحقوقية والجمعياتية وخاصة في جمعية النساء الديمقراطيات؟
دخلت الحياة العامة و الوسط الديمقراطي منذ أسبوعي الأول بالجامعة حيث التحقت بالهياكل النقابية للإتحاد العام لطلبة تونس (1976).
و كالعديد من التونسيين و التونسيات لم أغادر هذا الوسط الطبيعي وبقينا نناضل من أجل بناء دولة ديمقراطية .
واكتشفت منذ الأيام الأولى خصوصية الالتزام السياسي بالنسبة للنساء و صعوبته حتى في الوسط التقدمي. و لي في هذا الصدد العديد من الذكريات الجميلة في الفترات الصعبة فلم أتخل عن أفكاري و عن استقلالية قراري في كل الظروف .
وكل أصدقائي يعرفون أني لا أحب الإجماع و أعشق التعددية و الاختلاف و التنوع و تسبب لي هذا في عدة مشاكل لأني أدافع دائما على الأقليات .
فالمهم أني كنت دائما مرتاحة الضمير فلست بطلة بل أني مناضلة ديمقراطية ميدانية أتصرف دون حسابات كما قالت لي صديقة عزيزة"لا تتغيري و اسمعي قلبك و إحساسك كما فعلت دائما".
و كنت موجودة في أهم محطات النضالية الديمقراطية في بلادنا و ميزتي الأساسية هي الاعتدال و الاستقلالية و كثيرة النقد لشخصي و لرفاق و رفيقات الدرب .
ولم يكن لي أي انتماء حزبي او انحياز سياسي و أيديولوجي فتحمست للمناضلين و المناضلات الذين أختلف معهم مثل المختار اليحياوي وراضية النصراوي و سهام بن سدرين وتوفيق بن بريك و حمة الهمامي و تعرضت إلى عنف مهين من طرف الشرطة في محاكمته أمام قصر العدالة .كما دافعت في قضية الاتجاه الإسلامي المعروفة بقضية رأس الجبل كما نسقت مع مكتب محاماة بنيوروك للدفاع على تونسي موقوف بغوانتامو .وربحنا القضية لكن الشاب رفض الرجوع إلى تونس و فضل البقاء في السجن ( قبل 14 جانفي 2011 ).
وأشير كذلك أنني شاركت في نضالات الإتحاد العام التونسي للشغل و الدفاع عن استقلاليته في عدة محطات منذ سنة 1978.
وشاركت في كل التحركات و المظاهرات ضد إعدام المحكوم عليهم في أحداث قفصة 1980رغم اني كنت ضد ما قاموا به .
وبادرت بالحملة من أجل العفو على الشبان المحكوم عليهم بالإعدام اثر أحداث الخبز1984 .
كما دافعت على جمعية القضاة الشبان التي وقع حلها سنة 1985وشاركت في تأسيس الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات و جمعية النساء من أجل البحث حول التنمية ومنظمة العفو الدولية و فرع زغوان للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان في 1989 و كنت نائبة الرئيس إلى تاريخ حله أثناء الإعداد لمؤتمر 2000 وشاركت في تأسيس مركز استقلال القضاء و المحاماة مع عديد من المناضلين الذين كانوا متضامنين تضامنا تلاشى مع السنين.
كما قمنا في إطار جمعية النساء الديمقراطيات مع بقية المجتمع المدني المستقل بحملات و تظاهرات للدفاع على حقوق الإنسان في سنوات الجمر. وما لا يعرفه الشباب أن أصعب فترة في عهد بن علي كانت من سنة 1990 إلى 2000 حيث لم يكن التونسي يتجرأ ذكر اسم بن علي حتى في بيته.
والكل يعرف أن الجمعية و مناضلاتها بادرن و ساندن كل إضرابات الجوع و المساجين السياسين و مساجين الرأي كما أسسنا منتدى الجمعيات الذي أزعج النظام الذي كان له رد فعل عنيفا مثلما كان الأمر لما أسسنا منتدى عائشة للمنظمات النسائية غير الحكومية .
كما كنت أيضا من المدافعات عن الإسلاميين أليس كذلك؟
نعم كنت من ضمن المطالبين بالعفو التشريعي العام و أمضيت كل العرائض المطالبة بها وكان مقر الجمعية مفتوحا للمنظمات المستقلة القليلة (كالرابطة التونسية الدفاع عن حقوق الإنسان والمجلس الوطني للحريات )و الأحزاب المعارضة و لكل المناضلين و المناضلات و الأحزاب المعارضة الجدية و مناضلي ومناضلات الاتحاد العام لطلبة تونس خاصة سنة 2010، وبادرنا بمساندة مناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس 2010 و بوصفي مسؤولة عن لجنة "المسكن حق إنساني" و مع لجنة الشباب داخل الجمعية حرصنا على تبني قضية الطلبة و في هذا الإطار قمنا بعدة تظاهرات ودافعنا لدى المحاكم و أنتجنا فيلما على وضع سكن الطالبات و أرسلنا ملفات للحكومة للتعبير على رفضنا لتعاملها مع ملف الطلبة . كما كانت الجمعية في لجنة الدفاع عن مناضلي الحوض المنجمي
والكل يعرف جيدا ما تحملت الجمعية ومناضلاتها جراء هذه النضالات من تجميد التمويل و الحراسة البوليسية اللصيقة و حملات التشويه
كما قمنا بحملات كبيرة للمطالبة بإطلاق سراح الطلبة تحت شعار"المسكن هو الحل و ليس السجن "ودافعنا على الطلبة المسجونين لدى المحاكم.
سياسيا أين تضعين نفسك قبل 14 جانفي؟
على المستوى السياسي لم أكن منتمية إلى أي حزب لكن كنت قريبة من الأحزاب الوسطية (حزب التجديد والتكتل و الحزب الديمقراطي التقدمي ).
وكنت من المعارضات لترشيح بن علي في كل المحطات . ولما وقع الإعلان عن إجراء الاستفتاء و ترشحه من جديد شاركت في عدة مبادرات منها مبادرة مع الأستاذ هشام موسى حيث أسسنا أول فضاء دستوري للمطالبة بالمجلس التأسيسي و في مبادرة محمد الشرفي حول البيان الجمهوري LE MANIFESTE وساندت كل المرشحين للرئاسة المعارضين لمرشح الحزب الحاكم كعز الدين الحزقي و محمد على الحلواني و أحمد إبراهيم سنة 2009 .
واعتبر نجاح بن علي في تمرير الاستفتاء دون أن يقدم أي تنازل على مستوى الحريات نقطة حالكة في تاريخ تونس لأننا كنا أقلية (بضعة مئات ) بل أصابني إحباط فكنت أنتظر أننا قد نحقق على الأقل العفو التشريعي العام ثم ظهرت الوسائط الإليكيترونية الإجتماعية كالفايس بوك التي مكنتني من المشاركة وعرفني على في حملة "نهار على عمار" و هي حملة في منتهى الجمال والذوق كما اكتشفت المدونين و إبداعهم .
لكن لما كل هذه الحملة ضدك ومن يقف وراءها؟
أولا من الطبيعي أن يكون لي خصوم وشخصيا أعتبر أنه من غير الطبيعي أن يكون هناك إجماع حول أي شخص لأن ذلك هي بداية الشخصنة و الديكتاتورية ، كما أن الحياة السياسة شرسة و هو أمر عادي أيضا باعتبار أن المنافسة شديدة وأنها أول تجربة انتخابية حرة في بلادنا.
كما أن الثقافة التي انتشرت في البلاد خاصة في العشريتين الأخيرتين غلبت عليها السياسة الاقصائية والقائمة على التشويه و الإدعاءات الباطلة و تجريم الفكر المخالف لهذا فأن بناء الديمقراطية و التعددية و ثقافة الحرية و حرية الرأي يتطلب الكثير من الوقت و العمل من قبل كل المقتنعين بالديمقراطية لا من قبل الذين يعتبرونها وسيلة لبناء نظام استبدادي و إقصائي جديد من حيث الشكل و قديم من حيث المضمون.
و كنت قد قلت في حوار صحفي مع السيدة رشا التونسي (في نوفمبر 2010)لم ينشر إلا بعد 14 جانفي 2011 أن أصعب إصلاح هو الثقافة بمفهوم الذهنية و القيم التي ندافع عنها فنحن مازلنا في مرحلة الرأي الواحد الذي ازداد قوة بالغرور والوقاحة الذين أصابا العديد و خاصة منهم الذين لم يتجرؤوا يوما على معارضة سياسات النظام الاستبدادي .
ثانيا من غير المقبول و غير الأخلاقي بروز مثل هذه الحملات الباطلة وهو ما يدل على أن القائمين بها لا يهمهم مستقبل تونس و لا بناء مجتمع تعددي ديمقراطي و لا إرساء ثقافة الحوار الديمقراطي بل بالعكس هم بصدد مواصلة و تعميق الفكر الاستبدادي القائم على تخوين و تكفير من يحمل الفكر المخالف ، إنهم مهتمون بشخصهم و بطموحهم اللا محدود أكثر من اهتمامهم بتونس و إنهم بصدد إقصاء كل من يشكل خطرا على طموحهم الشخصي و غرورهم و ونرجسيتهم بالضبط كما فعل بن علي حتى داخل حلفائه.
ثالثا : أن التشويه لا يضرني بقدر ما يضر البلاد و المسار الديمقراطي ذلك إن اكتساح إمرأة مثلي الفضاء العام و الإعلام لأول مرة بعد إقصاء دام عشرات السنين أزعج عدة أطراف منها الخصوم ومنهم الحلفاء الذين هم غير واعين ان تشويهي هو محاولة لتشويه الفكر التنويري و المرأة التونسية المتمسكة بحقوقها و مجلة الأحوال الشخصية .
رابعا : فهؤلاء على اختلاف مشاربهم و مصالحهم بصدد تشويه التاريخ كما يفعل الديكتاتوريون وكأن النضال بدأ في 14 جانفي . وعندما أسمع أحيانا بعض "زعماء"ما بعد 14 جانفي الذين يتباهون بنضالات وهمية و أتذكر صفية فرحات وزهير اليحياوي ومحمد الشرفي وعادل العرفاوي وسعيد بوزيري و نورالدين بن خضر و أسماء الفاني و سحنون الجوهري وهشام قريبع وفاضل الغدامسي ونزيهة جمعة و أحمد بن عثمان والهام مرزوقي وكل الذين تجرؤوا على معارضة بن علي والذين لم يعيشوا هذه الثورة لا تحضرني إلا كلمة واحدة "ملآ وقاحة".
لكن الصورة التي بقيت للتونسي عن بشرى هي التي تمثل صعودها يوم 13 جانفي عند تقييم خطاب بن علي في برنامج لكاكتوس فكيف تردين خصوصا على الذين اتهموك بأنك حاولت تبييض وجه النظام؟
أولا لا أعتبر أن القائمين بالحملة يمثلون " التونسي" وهم الذين حاولوا حصر كل الحصة في جملة لا تهدف أبدا إلى تبييض صورة بن علي بل كانت رد فعل أمام رئيس دولة يضعف لأول مرة وأخر مرة في تاريخ حكمه في بلادنا وتعهد بإيقاف قتل التونسيين .
وكان رد فعلي لا يهدف إلا لتوقيف اغتيال التونسين خاصة أن تاريخ الشعوب يؤكد أن الضعفاء و أبناء الشعب سواء المدافعين عن الأنظمة أو المعارضين له هم الذين يدفعون الثمن و هم الذين يموتون و في الثورة استشهد الأستاذ و الفنان ولكن استشهد المئات من العاطلين عن العمل و عمال الحضائر و الشبان المهمشين .
ومن يعرفني يعرف مدى حساسيتي تجاه تضحية الضعفاء و كان هذا محركي و لا أحسب أي حساب أمام الحق في الحياة و الروح البشرية وكان هذا دافع حماسي لشبان الأحياء الشعبية الذى قضي عليهم بالإعدام وأتذكر أن حمة الهمامي كان يقول لي أن اللجنة التي كونتها هي لجنة استعطاف و كنت أجيبه نعم أستعطف من أجل إنقاذ عشرة شبان و أخرج للمظاهرة للتنديد بالحكم.
فالقائمون بهذه الحملة و الذين لم يناضلوا يوما واحدا لفائدة البلاد و الذين وقف بعضهم مع بن علي لما كان في أوجه، يحاولون اليوم محو كل نضالاتي و كل ما قلته من 30 ديسمبر ثم لماذا تناسوا مواقف أغلبية السياسين بما في ذلك زياد الدولاتلي الذي تكلم باسم النهضة و اقترح خطة طريق ؟
هل كنت تتصورين أن بن علي سيهرب؟
أبدا لم أتصور أنه سيهرب لكن كنت متأكدة أن حكمه انتهى و أن مشروع الخلافة داخل القصر انتهى ففي اتصال هاتفي ليلة 13جانفي مع أحد قيادي حزب التكتل قبل الحصة ببضعة دقائق قلت له إن بن علي مستقيل، كما أن يوم 14 قلت لعديد الأصدقاء أن بن علي لن يبق أكثر من شهر في الحكم لهذا لما نزلنا يوم 14 جانفي إلى الشارع و بمجرد مرور جنازة الشهيد حلمي و اطلاق القنابل المسيلة للدموع كنت اصرخ على راديو موزايك " قولوا لبن علي يروح توا انهار 14 لا 2014" وهذا أيضا تناساه ذلك "التونسي ".
حملة كبيرة أخرى تم شنها عليك وتم اتهامك أنك شاركت في ملتقى دولي حول المثليين وأنك ستوردين لنا قانونا إلى تونس فكيف توضحين؟
المشاركة ليست تهمة لأن المنتدى الاجتماعي هو منتدى للمنظمات المستقلة المناضلة و النقابات منها الاتحاد العام التونسي للشغل و ذلك من أجل العدالة الاجتماعية و حاولنا أن ننظم منتدى اجتماعي مغاربي للشباب بتونس ووقع تهديد الجمعية من خلال الرئيسة خديجة الشريف .
فالمنتدى الإجتماعي هو فضاء مناضل قد لا يعرفه و لم يشارك فيه من لم يناضل قبل 14 جانفي 2011 ضد الفقر و الفو ارق الاجتماعية المجحفة .
وحضر هذا المنتدى العديد من المناضلين و الشخصيات من ذوي الثقافة العربية الإسلامية وكان ضيف الشرف في هذا المنتدى طارق رمضان.
أما الموضوع و تناوله فلا يعتبر جريمة لكن الجريمة هو في تشويه كل المعطيات حول إذ تدخلت للحديث عن الوضع القانوني للمثليين و موقف القضاء و الحكومات العربية و بوصفي محامية ليس لدي موضوع "طابو".
وأنا معروفة مثل جمعية النساء الديمقراطيات بالعمل على كسر جدار الصمت على كل أنواع العنف من بينه العنف الجنسي على الأطفال والمتابعون لنضالات المجتمع المدني يعلمون ما قمنا به في هذا المجال و سنواصل و لن نترك أي أمرأة أو طفل يواجهان وحدهما و بصمت الاعتداءات المسكوت عنها من طرف المجتمع .
لنتحدث الآن عن تجربتك الجديدة في حزب سياسي ؟ كيف دخلت للتكتل
وأنت لم تنتم لأي حزب في السابق؟
منذ 14 جانفي اعتبرت أن الاستقلالية وضعية مريحة لكنها لا تساهم بالجدوى المطلوبة في الانتقال الديمقراطي الذي يتطلب أحزابا قوية وشرعت مع مجموعة في تأسيس حزب ووجدت دعما كبيرا من عدة أطراف .ولكن أمام تنامي الأحزاب رأيت أنه ليس من المفيد إضافة حزب أخر فكان الاختيار الطبيعي هو أحد الأحزاب الوسطية الموجودة قبل 14 جانفي و التي هي حزب التكتل و التجديد و الديمقراطي التقدمي.
ولماذا التكتل بالذات خصوصا ؟
علاوة على القيم التي يحملها هذا الحزب فإنني أثق في نزاهة سي مصطفى بن جعفر في أنه ديمقراطي و له علاقة سليمة مع المال .
قد يبدو غريبا أن أؤسس رأيي عل أساس شخص لكن في الفترة الانتقالية هذه يبقى قادة الأحزاب مهمون ، كما يوجد في الحزب طاقات شابة خارقة للعادة تتبنى هذه القيم وأتمنى أن أستطيع مصاحبتهم في هذه الفترة الصعبة و المصيرية.
وهذا لا يعني أن العملية سهلة فمن جهة إن شخصيتي لا تتحمل القيود و الانضباط و من جهة أخرى قد لا يفهم البعض أن الأحزاب هي في حاجة إلى ثورة داخلية لخدمة البلاد .
كيف تقيمين المشهد السياسي الحالي ؟
المشهد السياسي مازال متسما بالضبابية فكثرة الأحزاب أمر عادي ولكنها تربك الرأي العام كما أن مشاركة القائمات المستقلة ستغير المشهد السياسي .
ولكن ما لم يكن في الحسبان هو المال السياسي.
أين تضعين التكتل في هذا المشهد؟
حزب التكتل حزب وسطي يمكن أن يلعب دورا محوريا .
تنامي تواجد النهضة وبقية التيارات الإسلامية داخل المشهد السياسي ألا يخيفك؟
المشكلة ليست مسألة خوف من تيار بل مسألة العمل من أجل بناء مجتمع ديمقراطي تعددي يقطع نهائيا مع الإستبداد و الفكر الواحد و تجريم الإختلاف .لهذا لا بد من التجند لكي لا يتمكن أي تيار أو حزب سياسي من الاستيلاء على الحكم و فرض نظام استبدادي جديد .
مع انتخابات 23 أكتوبر وانتخاب المجلس التأسيسي أين يمكن أن يجد التكتل نفسه ؟ وعن أي مشروع مجتمعي ستدافعون؟
سيجد نفسه في مقدمة الأحزاب التي ستشارك في الحكم و سيدافع على مجتمع ديمقراطي حداثي واعي بانتمائه و هويته مع انفتاحه على الحضارات .
ما هو أكثر شاغل لبشرى باحاج حميدة اليوم؟ ماالذي يخيفك كسياسية وكناشطة حقوقية في مجال حقوق المرأة؟
شاغلي هو ما يشغل المواطنين و هو ضمان الأمن للتونسي و تحسين القدرة الشرائية للمواطن و تطوير المشاريع الاقتصادية التي من شأنها زيادة توفير مواطن شغل .
وما هو الأمر الذي قد يجعلك متفائلة بمستقبل تونس؟
وجود قدرات و أحزاب و مواطنين متحمسين لخدمة تونس
هل يخيفك مثلا فوز النهضة بالانتخابات ؟
ما معنى فوز النهضة ؟؟هل ستتحصل على الأغلبية الساحقة ؟؟لا أتصور ذلك . فالنظام الانتخابي لا يسمح بمثل هذه النتائج و لن ينفرد أي طرف بالحكم بل ستشترك عدة أطراف في بناء تونس الحداثة و الديمقراطية و العدالة و الاجتماعية.
يتم الحديث اليوم عن إمكانية تلاقي القوى الديمقراطية والتقدمية في المجلس التأسيسي كتحالف سياسي فكيف ترين أنت الوضع ما بعد الانتخابات وهنا اقصد طبيعة التحالفات؟
من الطبيعي جدا أن تقع تحالفات بين الأحزاب الديمقراطية الوسطية .
ماذا تقولين لكل الذين هاجموك على الصفحات الاجتماعية ( الفايسبوك وغيرها)؟
كنتم في مقدمة الثورة لا تضيعوا طاقاتكم في الإشاعات و تصفية الحسابات نحن أمام فرصة فريدة لبناء الديمقراطية و التعددية وأن أي فكر أو حزب أو شخص
يرفض الاختلاف و يجرمه هو خطر على تونس لأنه يمهد لديكتاتورية جديدة.فاليقظة و اليقظة و اليقظة.
ماذا تقولين لرفيقاتك في جمعية النساء الديمقراطيات ؟ أي دور جديد يمكن لهن القيام به اليوم مع انتهاء زمن القمع؟
أقول أني فخورة بنضالاتكن النسائية و الديمقراطية و اليوم لا بد أن تفتح الباب للشابات و التركيز على قضايا فقر النساء .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.