في ظل السكون الكبير الذي خيم على قصر المؤتمرات بشارع محمد الخامس في اليوم الثالث للإعلان عن النتائج الجزئية والأولية في إنتظار النتائج الرسمية إنتهزت "التونسية" فرصة تواجد السيد سمير ديلو العضو المكلف بالعلاقات الخارجية في حركة النهضة لتستقي منه تصريحا خاصا بها حول بعض المواضيع التي لم يقع التطرق لها سابقا ... حيث توجهت له بالسؤال حول وجه الإختلاف بين مشاركة النهضة في إنتخابات 1989 وإنتخابات التأسيسي في 2011 فقال إن إنتخابات 2011 هي اول إنتخابات ديمقراطية تعيشها تونس على إمتداد سنوات عديدة خاصة وأنها تعقب ثورة الكرامة والحرية بشهادة كل من تابع الحملة الإنتخابية وصولا إلى العرس الإنتخابي الذي نوهت به تقارير الهيئات الدولية والملاحظون التابعون لها والتي دونت على صفحاتها البيضاء شفافية العملية . ولئن ذكرت هذه التقارير بعض التجاوزات فإنها لم تمس بنزاهتها التي تضاهي تلك التي تعيشها الدول المتقدمة في المجال الديمقراطي ... وبالنسبة للثقة التي منحت لحركة النهضة قال : "سنتعامل معها بمسؤولية كبيرة في إطار إحترام مبادئ الثورة كما سنسعى إلى العمل مع الأطراف الأخرى التي فازت في الإنتخابات وحتى تلك التي لم يسعفها الحظ من أجل مواجهة إستحقاقات المرحلة القادمة في جميع المجالات السياسية والإقتصادية..." وبخصوص المخاوف التي تبديها بعض شرائح المجتمع وحتى تلك التي تتعاطف مع الحركة نفى السيد سمير ديلو أن تكون للشعب التونسي مخاوف بإستثناء بعض الاطراف مؤكدا أن دور الحركة هو تبديد هذه المخاوف من خلال تقديم برنامج سياسي وإجتماعي وإقتصادي لا يلغي مكاسب المرأة وحقوقها ويحافظ ايضا على المكاسب الحداثية التي تحققت سابقا... كما أبرز أن الحركة ستقدم برنامجا سياسيا يعمل على طمأنة جميع الهياكل والتيارات السياسية من خلال صياغة دستور يعكس تطلعات الشعب ويحقق المساواة بين الرجل والمرأة و"نضمن في هذا السياق أنه لا توجد نية لتغيير نمط الحياة في تونس بخصوص ما يتعلق بحرية التعبير والإبداع ..." وبخصوص تغيير أو إلغاء مجلة الأحوال الشخصية شدد سمير ديلو أن الأيدي ان طالت المجلة المذكورة فلن نطالبها إلا بتدعيم المكتسبات وحقوق المرأة... وفي ما يتعلق بالجهاز الأمني وامكانية القيام بتحويرات على مستوى وزارة الداخلية قال السيد سمير ديلو إنّ الادارات وحتى الطاقم البشري ليسا معنيين بالتحوير والاولى من ذلك تقييد الإطار القانوني حتى يكون متلائما مع الدستور التحرري الجديد ومع مواثيق حقوق الإنسان . كما سندعو إلى إعادة مراجعة التكوين حتى يتشبع أعوان الأمن بثقافة الديمقراطية وإحترام حقوق المواطن وحرياته وسنعمل على تغيير العلاقات لكن هذا يتطلب بعض الوقت ... وفي ما يتعلق بفتح أرشيف وزارة الداخلية وخاصة إدارة البوليس السياسي ومتابعة كل من قمع أو تسبب في حرمان النهضة من ممارسة الحياة السياسية طيلة عقدين من الزمن ، رد بأن هذه القضية لن تطرح في إطار جزئي وإنما في إطار رؤية كاملة تقوم على العدالة الإنتقالية التي ترتكز على جانبي العقاب لكل من تلوثت ايديهم وجيوبهم بالمال الحرام وتعويض وجبر الاضرار والخواطر لكل من تضرر من ممارسات العهد السابق بعيدا عن عقلية التشفي والإنتقام ... ومن جهة أخرى أبرز ان القرارات داخل قبة المجلس التأسيسي لن تكون إلا في إطار توافق وطني دون نفي بعض الخلافات في وجهات النظر ولكن صياغة الدستور لا تقوم فقط على الأغلبيات وعلى موازين القوى وإنما على تقديم المصلحة الوطنية ... وبخصوص إجتماع ليلة البارحة الذي جمع السادة راشد الغنوشي ومصطفى بن جعفر والمنصف المرزوقي قال السيد سمير ديلو إنّ هؤلاء إجتمعوا صدفة حيث كانت لهم لقاءات تلفزية مؤكدا أن هذه الشخصيات تحاورت وتجاذبت أطراف الحديث بينها وتبادلت التهاني . وحول سؤال "التونسية" إنّ كانت النهضة ستتحالف مع العريضة الشعبية فند ديلو أي مشروع تحالف بينهما... وفي استفسار عن إعادة هيكلة المنظومة التعليمية شدد السيد سمير ديلو أن المنظومة التربوية ستخضع إلى إجراءات عديدة لأن مستوى التعليم في تونس تدنى كثيرا في السنوات الفارطة ومستوى الشهائد التونسية أصبح في حالة غير مرضية مما يحتاج إلى تحويرات كبيرة مؤكدا أنّ ذلك لن يتم وفق العقلية السابقة بل على ضوء تقدير بعيد المدى ... وحول ما راج عن تولي سمير ديلو وزارة الخارجية مستقبليا نفى محدثنا إسناد أي حقيبة وزارية له.