خلناك كما خلت نفسك أنك ولدت بعد ثورة الكرامة والحرية حرا وحققت حلمك كما هو حلمنا بميلاد طبعة صحفية جديدة في المشهد الإعلامي الشحيح في تونس زغردنا وهللنا لصدور أول طبعة ورقية من "التونسية" بعد ان كحلنا عيوننا بها في الطبعة الالكترونية وسألت دموعنا ونحن أمام "الكمبيوتر" "نمشمش" بأعيننا كل ما فيها ونشتم منها رائحة تونس بعد أن خطفتنا الغربة ذات يوم غصبا عنا وبإرادتنا في نفس الوقت . أخي نصر الدين: لم تكن لي معرفة مسبقة بكم من قبل حتى لا يتهمونني أولاد الحلال بالتملق أوالتزلف أو التقرب لأن قاموسهم اللغوي محشو إلا بهذه الكلمات ومثلها كما هو في عهد المخلوع وكما هو الآن لم يتغير أي شيء بل زادت الحدة في قمع الرأي الآخر ووصلت بهم إلى ان زجوك في السجن أكثرهم كانوا فيه في وقت ليس ببعيد . هم في الحقيقة لم يسجنوك أنت في شخصك المتواضع بل هم سجنوا فكرا بطم طميمه"اضرب القطوسة تستحي العروسة" هم سجنوا تونس كلها في رمز"التونسية" من أجل صورة موجودة في كل مكان حتى في بيوتهم وإن إختلفنا في شأنها . هم ظنوا أن الإعلام دائما مع الحاكم لكن طلعت منامة عتارس وخاب ظنهم في الإعلام من كبيرهم إلى صغيرهم وإتفقوا على ضربه بطريقتهم الخاصة لكن نسوا أو تناسوا أن التونسي عنيد جدا ولا يرضخ للأمر الواقع كما جربوا هم في عهد المخلوع الإستبدادي ونالوا مبتغاهم بفضل الله وبفضل الرجال الذين دافعوا عنهم وقت الشدة والآن إنقلبوا عليهم للأسف الشديد بعد أن تذوقوا حلاوة الكرسي لكنهم نسيوا أن الكرسي "دوار" ونسيوا أن السياسة فيها الحلاوة والمرارة كبرميل "الزفت" حاشاكم وحاشى السادة القراء نصفه عسل ونصفه زفت لكن من أين تكون البداية في تناول هذا البرميل واظن أنهم بدؤوا من الموقع الخطأ . على كل حال السجن للرجال ومن مشى على طريقكم فهو "راجل" بالمعنى المتعارف عليه عندنا في تونس ومن خالفكم السير فهو " ....." سنراك قريبا في مكانكم الأصلي ولن يثنيكم أحد عن الكتابة إلا إذا امتنعت أصابعكم عن ذلك لا قدر الله فهذا حكم الله . نحن معكم بقلوبنا إلى أن يفرج الله كربكم وكرب كل التوانسة وهذا ابتلاء من الله ورحمته كبيرة . عاشت تونس حرة وعاش الشعب التونسي حرا وعاش الإعلام حرا والخزي والعار لأعداء الحرية .