دارت أمس مواجهات مسلحة عنيفة بين قوات من الشرطة العسكرية الليبية النظامية، ومجموعات من «ثوار زوارة» غير بعيد عن معبر «رأس جدير» الحدودي بين ليبيا وتونس بالتوازي مع استمرار مواجهات قبلية عنيفة في أقصى جنوب شرق ليبيا . واندلعت المواجهات على مقربة من الحدود مع تونس في ساعة متأخرة من مساء أول أمس ، وتواصلت صباح أمس بشدة، حيث استخدم المسلحون أسلحة رشاشة خفيفة وأخرى متوسطة. و بدأت الاشتباكات عندما شنت مجموعات من «ثوار زوارة» هجوماً عنيفاً على أفراد الشرطة العسكرية الليبية التي بسطت نفوذها قبل يومين على الجانب الليبي من معبر «رأس جدير» الحدودي مع تونس. وكانت وحدة من الشرطة العسكرية الليبية تدخلت ليلة السبت-الأحد على مستوى معبر «رأس جدير» من الجانب الليبي، حيث تمكنت من إحكام سيطرتها على الجانب الليبي من المعبر المذكور الذي كان تحت سيطرة "ثوار زوارة". ولم تُسجل في تلك الليلة مواجهات بين الجانبين، حيث انسحبت مجموعات «ثوار زوارة» سلميا أمام الوحدة العسكرية الليبية النظامية التي كانت معززة بآليات عسكرية ثقيلة. وأكدت مصادر أن المعارك بين الجانبين الليبيين اندلعت داخل الأراضي الليبية، وأن وحدات الجيش التونسي والحرس الوطني المنتشرة في المكان، في حالة استنفار قصوى تحسباً لأي طارئ، فيما أُغلق معبر «رأس جدير» أمام حركة الأفراد والآليات في وقت ترددت فيه أنباء عن إصابة عون أمن تونسي. وفي جنوب شرق ليبيا لاتزال المعارك القبلية مستمرة مخلفة أكثر من 100 قتيل و عشرات الجرحى فيما اضطر الآلاف من السكان الى النزوح بسبب شدة المعارك وفق ما أكدته مصادر أممية. وفي سياق متصل بالوضع في ليبيا أعلن عبد الله ناكر قائد كتيبة ثوار طرابلس احدى أقوى الميليشيات المسلحة رفضه إلقاء السلاح مبررا ذلك بعد تقديم الحكومة الانتقالية حوافز سخية تتجاوب مع مطالب الثوار السابقين مطالبا في الأثناء بمنازل و قروض ميسرة و بلا فوائد لرجاله كحد أدنى يضمن لهم حياة كريمة و يحقق جانبا من أحلامهم. وفي ظل هذه التطورات يبقى المشهد الليبي مفتوحا على كل الاحتمالات بما في ذلك الاقتتال الداخلي الذي قد يتحول إلى حرب أهلية .