عاجل: بطاقة إيداع بالسجن في حق المحامي مهدي زقروبة ونقله إلى المستشفى    العقوبة تصل إلى 5 سنوات ...إيداع برهان بسيّس ومراد الزغيدي .. السجن    مجلس العمداء يدعو رئيس الجمهورية إلى فتح باب الحوار    القرض الرقاعي الوطني 2024: الاكتتاب بالقسط الثاني مكن من تعبئة 1،444 مليار دينار    يوميات المقاومة .. تحت نيران المقاومة ..الصهاينة يهربون من حيّ الزيتون    نهائي رابطة ابطال افريقيا: وصول بعثة الاهلي الى تونس والمدّب أول المرحّبين    الكاف: اصابة 10 اشخاص في حادث مرور    منوبة .. ينتحل صفة موظف بالداخلية ويقوم بجمع التبرعات    متابعة سير النشاط السياحي والإعداد لذروة الموسم الصيفي محور جلسة عمل وزارية    عقارب: أجواء احتفالية كبرى بمناسبة صعود كوكب عقارب إلى الرابطة المحترفة الثانية.    مواصلة تنفيذ برنامج التمكين الاقتصادي    بعد تعرضه لمحاولة اغتيال.. حالة رئيس وزراء سلوفاكيا خطيرة    الكشف عن شبكة لترويج المخدرات بتونس الكبرى والقبض على 8 أشخاص..    الطقس يوم الخميس16 ماي 2024    البنك الاوروبي لإعادة الإعمار والتنمية يتوقّع انتعاش النمو في تونس    سليانة: إلقاء القبض على سجين بعد فراره من أمام المحكمة    صفاقس: اشتباكات بين المهاجرين غير النظاميين فيما بينهم    أمراض القلب والجلطات الدماغية من ابرز أسباب الوفاة في تونس سنة 2021    وزير الرياضة يعلن عن قرار هام..#خبر_عاجل    الديوانة تطلق خدمة التصريح بالدخول الخاص بالإبحار الترفيهي    مندوبية التربية بقفصة تحصد 3 جوائز في الملتقى الوطني للمسرح بالمدارس الاعدادية والمعاهد الثانوية    عاجل : هزة أرضية في قفصة    الإعلان عن تركيبة الإدارة الوطنية للتحكيم    في ذكرى النكبة: تونس تجدّد دعمها اللامشروط للشعب الفلسطيني    عاجل : أحارب المرض الخبيث...كلمات توجهها نجمة'' أراب أيدول'' لمحبيها    أغنية صابر الرباعي الجديدة تحصد الملايين    بمناسبة عيد الأمهات..البريد التونسي يصدر طابعا جديدا    أصحاب المخابز يُطالبون بالإسراع في صرف جميع مستحقاتهم المالية    حاحب العيون: انطلاق فعاليات المهرجان الدولي للمشمش    يشكّل تهديدا للنمّو.. الصين تسجّل فائضا قياسيّا بملايين المساكن    بسبب لقطة غير لائقة من الجمهور في مباراة الترجي والنجم: التلفزة التونسية تفتح تحقيق..    نابل: الفلاحون المنتجون للطماطم يطالبون بتدخل السلط وجبر الأضرار جراء تضرر الصابة    قطر تستضيف النسخ الثلاث من بطولة كأس العرب لسنوات 2025 و2029 و2033    على هامش الدورة 14 لصالون للفلاحة والصناعات الغذائية صفاقس تختار أفضل خباز    وفاة عسكريين في حادث سقوط طائرة عسكرية في موريتانيا..#خبر_عاجل    وزير الشؤون الدينية يؤكد الحرص على إنجاح موسم الحج    القلعة الخصبة: انطلاق فعاليات الدورة 25 لشهر التراث    الدورة ال3 لمهرجان جربة تونس للسينما العربية من 20 إلى 25 جوان 2024    وزير الفلاحة يعرب عن إعجابه بصالون الفلاحة والصناعات الغذائية بصفاقس    أكثر من 3 آلاف رخصة لترويج الأدوية الجنيسة في تونس    علاجات من الأمراض ...إليك ما يفعله حليب البقر    صورة/ أثار ضجة كبيرة: "زوكربيرغ" يرتدي قميصًا كُتب عليه "يجب تدمير قرطاج"..    من بينهم طفلان: قوات الاحتلال الصهيوني تعتقل 20 فلسطينيا من الضفة الغربية..#خبر_عاجل    وزارة المالية تكشف عن قائمة الحلويات الشعبية المستثناة من دفع اتاوة الدعم    ما حقيقة سرقة سيارة من مستشفى القصرين داخلها جثة..؟    عاجل - مطار قرطاج : العثور على سلاح ناري لدى مسافر    أنشيلوتي يتوقع أن يقدم ريال مدريد أفضل مستوياته في نهائي رابطة أبطال أوروبا    اخر مستجدات قضية سنية الدهماني    اليوم إياب نصف نهائي بطولة النخبة ..الإفريقي والترجي لتأكيد أسبقية الذهاب وبلوغ النهائي    الأهلي يصل اليوم الى تونس .. «ويكلو» في التدريبات.. حظر اعلامي وكولر يحفّز اللاعبين    ارتفاع عدد قتلى جنود الإحتلال إلى 621    أول أميركية تقاضي أسترازينيكا: لقاحها جعلني معاقة    قابس : اختتام الدورة الثانية لمهرجان ريم الحمروني    مفتي الجمهورية... «الأضحية هي شعيرة يجب احترامها، لكنّها مرتبطة بشرط الاستطاعة»    أولا وأخيرا: نطق بلسان الحذاء    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"المنصف السلاّمي" (رئيس النادي الصفاقسي) في حوار شامل ل "التونسية" :لا مانع لي في التعامل مع الحكومة الحالية وسأضخ استثمارات ب40 مليون دولار
نشر في التونسية يوم 08 - 03 - 2012

أنا ضدّ من يريد إسقاط الحكومة لكنني أطالبها بخارطة طريق لبرامجها وأهدافها
فعالية المعارضة في تصحيح مسار الحكومة لا في التشويش عليها
أرفض بشدة التعامل مع السماسرة لأنهم يقتاتون من حق النوادي
كان على أعضاء المكتب الجامعي أن يغادروا فجر 15 جانفي
قرار «الويكلو» سياسي.. وأنا ضده على طول
المنصف السلامي رجل أعمال تونسي معروف من كبار المدعمين لفريق النادي الصفاقسي, سبق و أن ترأس الفريق في أكثر من مناسبة وهو حاليا رئيس النادي ورئيس لجنة الدعم بالفريق. عن الصعوبات التي اعترضته على رأس «السي آس آس» وعن ملف شمس الدين الذوادي وعن مشاغل الكرة التونسية ودور رجال الأعمال التونسيين في مد يد العون للحكومة الحالية حدثنا المنصف السلامي فكان هذا الحوار التالي:
لو تفسر للجماهير الرياضية قضية اللاعب الغاني «أوبوكو»؟...
لنبدأ من الأول, جاءني في ذلك الوقت مجموعة من الوسطاء مقترحين عليّ التفريط في خدمات اللاعب «أبوكو» مقابل 800 ألف دولار لكني رفضت الأمر...بعدها تلقت إدارة النادي الصفاقسي عرضا مباشرا من هيئة السد القطري للفوز بخدمات أبوكو والصفقة تمت على ذلك النحو وأنا كنت الطرف الأول والوحيد في الصفقة ولا دخل لأي وسيط في العملية..المبلغ المالي كان في حدود 2.5 مليون أورو واتفقنا مع الفريق القطري على كل الجزئيات. ومن سوء الحظ انه وبعد الاتفاق مع رئيس السد القطري هاتفيا سافرت إلى أمريكا بدعوة من البنك العالمي وتركت الملف لنائبي المنصف خماخم الذي أتمّ العملية. لكن ليس في الاتجاه الذي أريده بما أن وكيل اللاعب رضا الدريدي تحصل على مليار نظير التفويت في ترخيص اللاعب بعد أن أجبر الهيئة على الخضوع لطلباته خصوصا وان الفريق القطري تشبث بالحصول على اللاعب سريعا بعد اتفاقي مع رئيس السد الذي كانت تنتظره مباراة هامة...
هذا الوكيل هو في الآن ذاته وكيل اللاعب ووكيل الفريق الغاني وهذا غير قانوني وقد تحصل على مليار دون أن يكون له أي دور في العملية ويمكن اعتبار انه تحيّل على النادي ونحن من جانبنا حاولنا الاتفاق مع الفريق الغاني واقترحنا سابقا تمكين الغانيين من 5بالمائة من قيمة الصفقة وهذ العرض قوبل بالرفض...حاليا توصلنا إلى حلّ وقتي وهو أن يكون خلاص مستحقات الفريق الغاني على مدة موسمين لكننا لم نتفق على المبلغ الذي سندفعه بما أن الخلاف لا يزال قائما حول المبلغ المقترح.
لكن القوانين في مثل هذه الصفقات واضحة المعالم وهذه الجزئيات متعامل بها في كافة الدوريات فلماذا تعقدت الأمور بهذه الشاكلة..؟
نحن اتفقنا مع السد القطري وضيق الوقت كاد يفشل الصفقة التي كانت أكبر الصفقات في ذلك الوقت ورضا الدريدي الذي لا أعرفه مطلقا ساوم هيئة النادي الصفاقسي على منع تسريح اللاعب...هذا الوسيط سرق حق النادي وهذا عيب...
كيف تقيّم مسيرة النادي الصفاقسي إلى حد الآن خاصة في ظل النتائج الاخيرة التي يحققها الفريق بقيادة مدربه العائد نبيل الكوكي..؟
لنكن موضوعيين, أنا جئت إلى النادي الصفاقسي في ظروف صعبة جدا... في 2010 قررت الانسحاب من النادي الصفاقسي لأسباب وجيهة لان النادي الصفاقسي في حاجة إلى رئيس وهيئة منتخبة تكون متواجدة في صفاقس وعلى عين المكان. في 2011 لم أكن اعتزم العودة إلى الفريق ولم أكن انوي الترشح وبقي الفريق إلى غاية فيفري 2011 بلا ترشحات وبلا رئيس...
لكن هناك لجنة من المدعمين الشبان تشكلت وكانت هناك نية لاختيار رئيس للنادي يقع الإجماع عليه قبل أن ينسحب الجماعة بعد أن أعربتم عن نيتكم الترشح للانتخابات..
هذا غير صحيح تمسكت بعدم الترشح إلى آخر دقيقة. لو تقدم مترشح آخر لرئاسة النادي لانسحبت فورا كما أنني تمسكت بالبقاء لفترة وجيزة ومحددة وهي سبعة أشهر...أنا من بين المنادين بتشبيب الفريق وتشبيب الهيئة وهذا ما يحصل الآن في الهيئة المديرة وهي سابقة في تاريخ النادي بما أن تركيبة الهيئة متكونة أساسا من الشبان وهذا يجعلني سعيدا جدا لأن المستقبل سيكون في أيادي هؤلاء الشبان...في الجلسة العامة قلت إن الفريق غير جاهز للّعب من أجل الألقاب وسنسعى لتكوين فريق للمستقبل في كل الفروع وهذا ما وعدت به أحباء النادي الصفاقسي...
مجيئي تزامن مع وجود مدرب ألماني هو «رانيير» ولم أكن راضيا عنه وكنت من بين المنادين بمنح الفرصة لنبيل الكوكي لأنه يعرف أجواء الفريق واللاعبين.المدرب الألماني رحل لأنه لم يستطع التواصل مع اللاعبين...اتصلنا بغازي الغرايري و«لوفيغ» لتعويضه لكن المفاوضات تعطلت وحاليا الكوكي هو مدرب الفريق ونحن راضون عن العمل الذي يقوم به صلب الفريق.
وماذا عن جماهير النادي الصفاقسي سيّما وان بعض الاخبار القادمة من صفاقس تؤكد ان تدريبات الفريق تدور "بصفة مغلقة"...؟
جماهير النادي هي التي كانت وراء عودة نبيل الكوكي. صحيح النتائج لم تكن لصالحنا لكن الفريق يقدم كرة قدم ممتازة,أحيانا الحظ يكون له دور كبير. في مباراة الترجي كنّا الأفضل لكننا لم ننتصر وحتى العارضة لم تقف إلى جانبنا. هذه أمور خارجة عن نطاقنا لكن الأهم أن الجماهير مازالت تحتفظ بثقتها تجاه المدرب وحتى بعض المناوشات التي تحصل من حين لآخر فهي أمر طبيعي وتحدث دائما...منذ قليل فقط هاتفني عضو بالهيئة المديرة وأكد لي أن التمارين دارت في أجواء عادية وبحضور عدد محترم من الجماهير.
صفاقس لها المال والرّجال لكن الفريق يعاني من غياب الموارد المادية...؟
هذا ليس جديدا عن صفاقس. الأموال المتأتية في غالب الأحيان نحصل عليها من الشركات ومن المعامل وحتى الإعانات التي تأتي من تونس لم تكن مؤثرة. في وقت صلاح الدين الزحاف كان هناك دعم ملحوظ لكن الآن يكاد ينقطع بالكامل..
هل بحثتم عن سبل تمويل بديلة خاصة وانه من غير المقبول ان يبقى فريق في حجم «السي آس آس» رهين بعض الإعانات...؟
بعثنا نادي الألف وهي فكرة جديدة في مضمونها وينطلق هذا النادي بداية من 15 مارس بصفة فعلية. لدينا أرض كبيرة في طريق المطار وهي مهملة سنفرّط فيها أو في جزء منها وقد يشكل المدخول موردا ماليا كبيرا سيمكننا من تحسين مركب النادي وتطوير الملاعب التي يحتويها وكذلك القاعة المغطاة هناك لان النادي الصفاقسي ليس فريق كرة قدم فحسب، كما نطمح لتجهيز النزل وجعله مركبا يتماشى مع مستوى الجمعية ويكون مرفأ لتحضيرات بعض الفرق الأخرى...نفكر في بعث مشاريع أخرى خارج منطقة صفاقس من شأنها أن تعود بالنفع على «كاسة» الفريق...
- ألا تخشون ضياع الأرض والمال على حد السواء خصوصا وانتم على مشارف مغادرة الفريق...؟
أولا يجب ان يفهم جمهور الصفاقسي انه علينا كهيئة مديرة سواء الحالية او التي ستأتي قريبا الإيفاء بتعهداتنا والتزاماتنا المالية تجاه الاطراف التي ندين لها مع العمل جاهدين على محاولة ترشيد الديون, أنا فكرت في بعث لجنة مهمتها التصرف في هذه الأموال متكونة من بعض رجالات النادي ورئيس هيئة «السوسيوس» وهي تتولى النظر في الديون كذلك...أنا أرفض ان يطغى الجانب التجاري على النطاق الرياضي لأني أرفض بعث مشاريع تجارية صلب النادي...سيكون هناك تنسيق بين هذه الهيئة ورجالات النادي ونادي الألف...
نادي الألف يضم 5 أعضاء فقط ورجال الفريق جلّهم بالعاصمة...ماهو تعليقك..؟
غير صحيح، المشروع لا يزال في خطواته الأولى وكلفنا شركة متطورة لإنجاح نادي الألف وسنبلغ هذا العدد، إن شاء الله. بالنسبة للصفاقسية الذين هربوا إلى العاصمة وشجعوا وموّلوا بعض الأندية الأخرى فإني أخير الصمت وأرفض التعليق على الأمر...
هل من المعقول أن تظل أنديتنا التونسية تصارع يوميا من أجل ضمان ديمومتها...؟
الإشكال الأساسي يكمن بدرجة أولى في منظومة الاحتراف التي انتهجناها. نحن الآن في مفترق طريق بين الهواية والاحتراف ...نرفض الأول ولم نبلغ الثاني...يجب أن نعيد ترتيب أوراقنا وان تكون هناك وقفة تأمل لاعادة تشكيل المشهد الرياضي في تونس...يمكن أن ننتهج النموذج المغربي الذي سار تدريجيا على درب الاحتراف وليس على شاكلة النموذج التونسي الذي يجني الآن ثمار الاخطاء من بينها ظواهر العنف...الترجي سيغرق لو غادر حمدي المدب والصفاقسي كذلك والكلام ينطبق على جميع النوادي لذلك علينا مراجعة حساباتنا...
لنمر الآن إلى موضوع "ملأ الدنيا وشغل الناس" ولايزال يثير الكثير من الجدل وهو ملف شمس الدين الذوادي...
هذه الضجة ما كانت لتحدث لولا جامعة الكرة. غلطة كبيرة ارتكبتها الجامعة التونسية. شمس الدين الذوادي تعاقد مع النادي الصفاقسي. بعدها بعشرة أيام وقع لنادي حمام الأنف. قدمنا شكاية إلى الجامعة وطلبنا تطبيق القانون لكننا فوجئنا بمنح اللاعب ترخيصا للمشاركة في مباراة الجولة الافتتاحية...
الأمور زادت تعقيدا والسبب هو الجامعة والقضية دخل فيها طرف ثالث هو النجم الساحلي وعوض أن تسعى الجامعة إلى حل الإشكال زادت في تأزيم الأمور...هل يعقل في تونس أن يوقع لاعب ما لثلاثة أندية دفعة واحدة...؟؟؟ «يا جامعة فيقوا راو ما يجيش..."
هل هناك نيّة مبيتة وراء الأمر خاصة وان جماهير النادي الصفاقسي تحدثت وقتها عن مخطط يحاك داخل أسوار الجامعة لتحويل وجهة اللاعب الى فريق آخر...؟
أرفض الخوض في هذه الجوانب لكن هل يعقل أن يمضي اللاعب لثلاثة فرق في الآن ذاته «سوق ودلاّل» وتكتفي الجامعة بالفرجة,هي هكذا تعطي نموذجا سيئا لبقية اللاعبين...
ماذا يريد النادي الصفاقسي الآن...؟
نريد حق الفريق وكفى.
والذوادي..؟
شمس الدين الذوادي لن يلعب في النادي الصفاقسي ولو حتى مجانا, ماذا ننتظر من لاعب يخل بوعوده بين اللحظة والأخرى؟ وحقيقة أستغرب كيف زجّ النجم الساحلي بنفسه في هذا المأزق...أنا من الأول كنت محترزا على الصفقة لكن وعود رئيس الجامعة أنور الحداد بدفع نصيب من الصفقة (غريبة حقا) هي التي أعادتنا إلى طاولة المفاوضات قبل أن يسحب الحداد كلمته ويجبرنا على نقض الاتفاق الحاصل مع هيئة «الهمهاما» لنصل إلى ما نحن عليه اليوم.
البطولة التونسية صامتة وبلا روح ولا جمهور والجميع ماض في تفعيل قرار «الويكلو»..والكل يخشى من غول العنف ومن حصول السيناريو المصري في الملاعب التونسية...؟
أولا علينا تشخيص مفهوم العنف وخاصة في الملعب, في تونس كنا جميعا نعيش تحت قبضة الرئيس السابق ولم يكن من حقنا حتى مجرد التنفس لذلك كانت الملاعب ملاذا للجميع,نفس هذه الملاعب هي التي كانت الشرارة الأولى للثورة التونسية...صحيح حصلت بعض التجاوزات في ملاعبنا بعد الثورة لكنني ضد «الويكلو»...تونس بأكملها تعيش تحت وطأة الخوف من العنف والأمر لا يقتصر على الملاعب فقط لذلك علينا أن نعالج الأمر بروية, كان بالإمكان تحديد عدد الجماهير من خلال المنخرطين مع تفعيل دور لجان الأحباء وليس أن نستعمل سياسة الهروب إلى الأمام...قوات الأمن تأخذ 5 بالمائة من مداخيل المباريات وعليها أن تؤدي وظيفتها وواجبها كأحسن ما يكون...قرار «الويكلو» خاطئ تماما في نظري وتونس من حقها أن تفرح وان تدب فيها الحياة من جديد ولو بصفة تدريجية...
وكأنها رسالة مضمونة الوصول إلى المكتب الجامعي المرتقب...؟
أنا لا أحمل الجامعة مسؤولية هذا القرار لأنه قرار سياسي بالأساس والجامعة لا علاقة لها بالأمر...القرار اتخذته جامعة الكرة لكنه كان بإملاءات سياسية.
راجت في السابق أخبار تتعلق باعتزامك الترشح لرئاسة الجامعة التونسية لكرة القدم...؟
أبدا هذا غير صحيح, أنا إنسان لا افقه جيدا في كرة القدم لست ابن الميدان قد أفيد في جوانب أخرى منها الاقتصادية لكني لست رجل كرة قدم ولا أحبذ الخوض في الجوانب الفنية والتكتيكية...
هذا ما يفسّر الصفقات الفاشلة التي أبرمها الفريق بعد ان كنتم أفضل مثال في استقدام اللاعبين الأجانب..؟
ليست فاشلة لكن اللاعبين الأجانب غير منضبطين ونحن لا دخل لنا في هذا وعلينا ان نتحمل مسؤولية خياراتنا...من جانبي علينا مراجعة هذه النقطة والتركيز أكثر على لاعبينا الشبان لأنه من غير المعقول أن يتقاضى بعض الأجانب أموالا ضخمة ومنتفخة جدا قياسا بالمستوى المعيشي للمواطن التونسي البسيط...نحن في الفريق راجعنا جميع العقود وماضون في هذه السياسة...
أنتم ترفضون التعامل مع السماسرة رغم سلامة هذا الإجراء وقانونيته...
أرفض بشدة التعامل مع السماسرة لأنهم يقتاتون من حق النوادي, لا يوجد سمسار يعمل لمصلحة تونس أو الكرة التونسية. جميعهم يصطاد الفرص. أنا بعت أبوكو للسد القطري مباشرة دون وسيط لكن الأخير نال نصيبه بطريقة غير قانونية.
الانتخابات الجامعية على الأبواب بعد كل الجدل الذي رافق موعدها,ماذا تترقبون من وراء الأمر خصوصا وانكم ناديتم في السابق بالقطع مع ممارسات النظام البائد والتي تغلغلت صلب الهياكل الرياضية في تونس...؟
سنصوت للاسم الذي نثق فيه ثقة تامة...المكتب الجامعي الحالي كان عليه أن يغادر فجر 15 جانفي وكان عليهم «أن يكرموا لحييهم بأيديهم» نسجا على منوال رئيسهم السابق علي الحفصي الجدي الذي خيّر الانسحاب استجابة لمتطلبات المرحلة لكن الحداد وجماعته تشبثوا بالكراسي ورفضوا الانسحاب والاستقالة رغم النداءات المتكررة...نحن نتمنى من خلال الانتخابات المرتقبة ان تفوز بالانتخابات قائمة متكاملة تطوي صفحة الماضي وتنهي ممارسات من سبقها وتضع حدا لسياسة المكيالين التي تسير كرة القدم التونسية. علينا الآن تحديد الهيكلة واستراتيجية عمل جديدة للمكتب الجامعي لان الفائدة ليست في الأسماء بل في برامج العمل المقترحة والتي ستكون العناوين الرئيسية للكرة التونسية في الفترة القادمة...
بصفتك رجل أعمال تونسي ... هل مددت يدك إلى الحكومة الحالية أم انك نسجت على منوال البعض الآخر وفضلت الانكماش على نفسك وعلى مالك..؟
الذي يرفض مساعدة الحكومة الحالية هو مخطئ تماما, أولا هذه الحكومة منتخبة بصفة شرعية من طرف الشعب يعني أن ما تعلل به البعض سابقا في حكومة الباجي قائد السبسي لا يستقيم الآن...إذا الحكومة شرعية وهذا أهم ما في الأمر...
شرعية مؤقتة أم انك لست من متبنّيي هذا الموقف...؟
مؤقتة أو غير مؤقتة هذا الطرح لا يعنيني لان ما يشغلني هو أنها شرعية, ثم لماذا لا يوصف المجلس التأسيسي بالمؤقت؟ هذه أمور الهدف من ورائها تشتيت الشارع التونسي عن الشواغل المهمة...من لا يريد مد يده الى الحكومة لا يريد مصلحة تونس. علينا ان نفسح لها المجال والوقت الكافيين لتنفيذ وعودها وبرامجها قبل الدخول في التقييمات. ما يهمنا الآن وقبل كل شيء هو مصلحة تونس...هناك حكومة الآن في تونس نتبنى مواقفها أو لا ذلك موضوع ثان و الذي يريد إسقاط الحكومة فانا ضدهم وضد فلسفتهم...لكني في المقابل أطلب من هذه الحكومة مصارحتنا وتقديم رؤية شاملة حول برنامج أهدافها ومخططاتها المستقبلية حتى نكون جميعا في الصورة...على الحكومة الحالية تقديم خارطة طريق حتى يعي كل طرف مسؤولياته...
نفهم من كلامك انك مستعد للتعاون مع الحكومة ووضع اليد في اليد...؟
بالنسبة لي موقفي واضح من البداية,مصلحة تونس أولا وأخيرا وأنا لا أرى أي مانع للتعامل مع الحكومة الحالية, أنا من جانبي أخذت قرارا في اجتماع نهاية السنة (ديسمبر 2011) بضخ استثمارات تقدر ب40 مليون دولار...هذه تونس ولا فائدة من المزايدة عليها أو البحث عن تركيع الحكومة أو إجبارها على الرحيل...
لكن من حق المعارضة أن تمارس دورها حتى لا نعود أدراجنا الى النقطة صفر...؟
هذا صحيح لكن اذا كانت المعارضة تمارس دورها الحقيقي فعلا, والمعارضة لن تكون فعالة إلا اذا كانت ترمي إلى خدمة مصلحة البلاد وتصحيح مسار الحكومة وليس للتشويش على آدائها...لنفسح المجال أولا أمام الحكومة لتحقيق برامجها ومن ثم يكون التقييم أكثر موضوعيا...تونس تحتاج الى كل رجالاتها وهناك أولويات وشواغل لا بد من معالجتها...
وهل تعتقد أن الشأن السوري أولوية داخلية...؟
أنصح حكومة «الترويكا» بتوحيد صفوفها قبل كل شيء لانه من غير المقبول ان يقول الرئيس كلاما ويأتي رئيس الحكومة بنقيضه...لكني في المقابل متسامح مع الحكومة إلى درجة كبيرة وعلينا التركيز أكبر على شواغل التونسيين لان هذه هي أولوياتنا. وبالنسبة لي فأنا متفائل والنقائص التي تلوح في بعض الاحيان في عمل الحكومة أمر مفهوم بالنظر الى ان رجال البلاد الحاليين لم يتعودوا على ممارسة السياسة ويحتاجون الى بعض الوقت...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.