تحت شعار «التثقيف الصحي والطفل المراهق» نظمت اول امس اللجنة البيداغوجية للبحوث والدراسات لقطاع الطفولة بولاية سليانة قافلة تنشيطية لأطفال مدينة كسرى دارت فعالياتها بنادي الأطفال، وذلك بحضور متفقد الشباب والطفولة السيد البشير همسي وممثلين عن اللجنة البيداغوجية للبحوث والدراسات لقطاع الطفولة والمندوبية الجهوية للأسرة والعمران البشري وكذلك جمعية أحباء الطفولة بكسرى. وتمثل برنامج التنشيط في ثماني ورشات أشرف عليها عدد من المختصين مثل ورشة البراعة اليدوية، ورشة الفنون التشكيلية، ورشة علمية... وتوزعت على الفضاء المفتوح أمام النادي بتشريك عدد كبير من أطفال الجهة الذين استبشروا بهذه القافلة وما احتوت عليه من فقرات تنشيطية تخللتها أنشطة ترفيهية وتثقيفية وتوعوية مكنتهم من إبراز قدراتهم ومهاراتهم في شتى المجالات، إضافة إلى بعض المسابقات والألعاب التي توجت بعديد الجوائز للفائزين. وكانت مناسبة للتسلية والترفيه في ظل افتقار الجهة لأبسط المرافق والفضاءات التي يجد فيها الطفل متنفسا للعب والترفيه عن النفس. وأفادنا السيد فرجاني غيلان ،مختص في علم النفس للطفل والمراهق، أن القافلة جاءت في وقت مناسب، تفاقمت فيه سلوكات خطيرة مثل العنف، التدخين، وتعاطي بعض المواد المخدرة لدى شريحة كبيرة من الأطفال، وهي مناسبة للترفيه والتوعية لتفادي هذه السلوكات. كما أشار إلى أنه من الأفضل أن تُوجّه القوافل التنشيطية إلى الأرياف ولا تقتصر على المدن وأن تكون مدعومة بمساعدات لتكون وظيفتها أفضل في ظل تعطش تلك الفئات لمثل هذه التظاهرات. وبسؤاله عن واقع الطفولة في تلك الربوع أكد السيد البشير همسي متفقد الشباب والطفولة أن الفضاءات والإمكانيات وكل ما يتعلق بالبرمجة في حاجة إلى مراجعة جذرية وخاصة المسائل المادية التي ما زالت ترصد بطرق محتشمة للغاية. وأضاف أن المؤسسات التي يؤمها الأطفال لا تستجيب للواقع الجغرافي والمناخي للجهة ولا تتلاءم والقدرات الذهنية والبدنية للناشئة إضافة إلى الإخلالات الكبيرة على مستوى التوازن المعرفي والحسي والبدني للطفل. واعتبر السيد البشير همسي أن هذه المعضلة مطروحة بشدة في الولايات الداخلية التي كانت ولا تزال مهمشة وهذا ما أثر على حد تعبيره على قطاع الطفولة. وقال : «لم نلمس بعد ما يؤكد أن هناك عناية واضحة ستتم لاحقا على مستوى الأمور المالية والبنية الأساسية والتحتية فالطفل يعاني في هذه الولايات والمعاناة مقصودة..." وأفادنا البشير همسي أنه في إطار لجنة البحوث والدراسات تم إعداد دراسة معمقة من قبل بعض الإطارات بالتعاون مع سلك التفقد والإرشاد البيداغوجي لتناول بعض المسائل التي تهم واقع الطفولة والصعوبات والإشكاليات وبسط التصورات والملامح التي من خلالها يمكن إنقاذ هذا القطاع والنهوض به، ومن المنتظر أن تتشكل في قادم الأيام لجان جهوية لدراسة واقع الطفولة ومد الوزارة بملفات في الغرض.