(وات)- دعا رئيس الجمهورية ، محمد المنصف المرزوقي، التونسيين إلى ضرورة التحلي باليقظة في مواجهة التطرف مهما كان مصدره، من أجل الحفاظ على دولة مدنية في كنف التعددية والاحترام المتبادل، دولة ترنو إلى التقدم خطوات أخرى على درب الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية ومواصلة ملحمة الاستقلال والثورة. وضمن المرزوقي الكلمة التي ألقاها صباح اليوم الثلاثاء بقصر قرطاج خلال موكب رسمي بمناسبة الاحتفال بالذكرى 56 للاستقلال، اعتذارا باسم التونسيين لكل من تم النيل من كرامته ولكل من ناضل "ضد الاستبداد الأجنبي أو المحلي" ليلحقه بعد ذلك الضيم والاضطهاد وحتى الاتهام بالتخوين مؤكدا في هذا الصدد ضرورة مصالحة حقيقية بين التونسيين. وشدد رئيس الجمهورية، في كلمته خلال هذا الموكب الذي حضره بالخصوص رئيس الحكومة ورئيس المجلس الوطني التأسيسي، على أنه "لا استقلال حقيقي في ظل التبعية التكنولوجية والعلمية الاقتصادية" مبينا أن الاكتفاء الذاتي المطلق في كل الميادين هو شرط تحقيق الاستقلال الفعلي. وأكد أنه لا مجال لتحقيق هذه الطموحات "إلا في إطار وحدة وطنية دون صراعات" مذكرا أن تونس عاشت في الآونة الأخيرة محاولتين لضرب هذه الوحدة الأولى من خلال حادثة إنزال العلم المفدى واستبداله "بآخر غريب عنا" والثانية محاولة تدنيس المصحف الشريف وهي "جريمة فظيعة ونكراء." واستنكر هاتين المحاولتين اللتين تحملان على حد قوله "نية تفتين واضحة" مثمنا "الهبة" التي اشترك فيها كل التونسيين والتي تنطوي كما قال "على دلالات عميقة على تمسك الشعب التونسي بمقدساته خاصة اذا ما تعلق الأمر بالمصحف الشريف والعلم المفدى". وقال رئيس الجمهورية إن "الوطن لا يبنى من لون واحد ومادة واحدة لأنه تعددي بطبعه وهو دليل على ثرائه وعامل تكامل لا تفرقة" مبينا أن تونس ستدفع الثمن باهظا من الدم والدموع إذا اضطرت إلى التصدي بالقوة "للمتطرفين القادمين من كل حدب وصوب". وتميز موكب إحياء الذكرى 56 للاستقلال بتكريم عائلات الشهداء من اليوسفيين وفي مقدمتهم أرملة الزعيم الراحل صالح بن يوسف إلى جانب عائلة الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة.