إستطاع النادي الرياضي البنزرتي هذا الموسم أن يمحو مقولة الفرق الكبرى من أذهان الجماهير الرياضية ، وأثبت بإمتياز أنه كبير وقادر على مقارعة الكبار في عقر الدار وأتت مجموعة ماهر الكنزاري الشابة ما لم تستطعه "النجوم" المخضرمة في الفرق الرياضية في تونس . قرش الشمال فرض الإحترام وعلى عكس الفرق الكبرى التي انتفخ رصيدها من الأسماء والألقاب ، فرق تكبر جولة وتصغر أخرى فان فريق عاصمة الجلاء ما فتئ يكبر جولة بعد أخرى . فريق كبير قادم على مهل ، يعرف أن العجلة في الأمور غير مرغوب فيها لذلك ترى المجموعة تعمل في صمت كبير ولا "تتكلم" إلا على أرضية الملعب أثناء المباريات . "البنزرتي" سطر لنفسه نهجا واضحا يسلكه في هدوء تام دون الإهتمام بالضوضاء التي تحدثها الفرق الكبرى حول نفسها . وعمل لاعبو الفريق على إزاحة الفرق الكبرى من قمة الترتيب مؤكدين "ان الأماكن في القمة تفتك ولا تحجز" ومسيرتهم في البطولة هي التي أهلتهم لإعتلاء القمة بعد أن حصدوا 9 إنتصارات وفي المقابل عجز كل منافسيهم إلى حد الجولة الفارطة عن إيقاف زحفهم نحو منصة التتويج .لاعبو المارد الأصفر يخوضون جميع مبارياتهم بشهية مفتوحة لم تحد منها لا الفرق ولا التنقلات الصعبة وإن تحججت بعض الأطراف بغياب الجمهور بسبب "الويكلو" المفروض عليهم لتفسير تراجع المستوى والنتائج فإن هذا الفريق لم يلق بالا لهذه التعلات واستمر يشق عباب الإنتصارات غير عابئ بالتسميات التي يحوزها بعض النجوم والألقاب التي تطلق على بعض الفرق ، فأثبتوا أن العبرة ليست في التسميات وإنما بما يقدم من مردود على المستطيل الأخضر . صولات فريق عاصمة الجلاء هذا الموسم أعلنت العصيان على "الفرق الكبرى" أو "الأربعة الكبار" ورفعت شعار "ديقاج" في وجه هذه الألقاب المستهلكة . مسيرة النادي البنزرتي في هذا الموسم انتصرت لفرضية أن يكون كل فريق تونسي كبيرا شرط أن يطمح لذلك ويتخلص من عقدة فريق كبير وآخر صغير .