لم يتردد حسن عليلش رئيس مهرجان سوسة الدولي لفيلم الطفولة والشباب FIFEJ في توجيه اللوم إلى عدد من المؤسسات العمومية التي مازالت تتعامل مع الشأن الثقافي بعقلية 7 نوفمبر ، كان ذلك في حفل إفتتاح المهرجان مساء امس الأحد 25 مارس ، وذكر صراحة وزارة الشباب والرياضة التي لم تكلف نفسها عناء الرد على مراسلات المهرجان أو حتى السؤال عن وجوه المساهمة إذ يبدو أن هذه الوزارة في عهدها الجديد مع الوزير النهضاوي طارق ذياب متخصصة في كرة القدم دون غيرها والحال أن مهرجان سوسة ينظم الملتقى الدولي للشباب بمشاركة مائتي شاب من بينهم ثلاثون من ليبيا وفرنسا وموريتانيا واليونان وبولونيا وإيطاليا فضلا عن خمسين تلميذا من مدارس ولاية سوسة سيشاركون في 22 ورشة حول الصورة والصحافة الفنية ومونتاج الصوت والصورة والسيناريو .... والغريب أن التقصير تجاه هذا المهرجان الذي يناضل منذ عشرين عاما من أجل ترسيخ ثقافة التربية بالصورة شمل أيضا بلدية سوسة كما ورد على لسان نجيب عياد الرئيس السابق للمهرجان الذي صرح لنا بأن بلدية سوسة كانت من أكبر المدعمين بمنحة تتراوح بين 30 و50 ألف دينار في كل دورة ولكنها إرتأت أن تنأى بنفسها عن هذه الدورة وكأن السينما مرض معد تخشى النيابة الخصوصية التي أتت بها الثورة أن تصاب به ... ومما زاد من شعور السينمائيين بالمرارة ما حدث صباح يوم الأحد في شارع بورقيبة بالعاصمة من إعتداء من فئات لا وصف لها على تجمع للفنانين في غياب أي تدخل يحمي الفنانين الذين أصبحوا في متناول وجوه لا عهد للتونسيين بها يبدو أنها شرعت في بناء نموذج مجتمعي يعود بنا إلى القرون الوسطى وقد صرح لنا المنتج السينمائي رضا التركي بأنه يدعو زملاءه إلى إيقاف أي نشاط سينمائي إحتجاجا على صمت وزارة الثقافة وعدم إتخاذها موقفا صريحا يدافع عن حرية المبدع وفي ظل تراخي وزارة الداخلية عن القيام بواجبها في حماية المواطن أيا كان من الإعتداء في الفضاء العام وأضاف" ألا يكفي أن أرزاقنا نهبت في عهد بن علي ؟ ما المطلوب منا ؟ هل يجب أن نموت حتى تتحرك الحكومة وتدافع عن حق المبدع في بلاده؟" "هند صبري" وسط الجمهور... كان لافتا للإنتباه أن هند صبري كانت مختلفة لما كان يتردد عنها من تعال ونفور من الصحافة التونسية فبمجرد وصولها أمام المسرح البلدي الذي إحتضن حفل الإفتتاح لم تتردد هند في مصافحة ضيوف الحفل من فنانين وسينمائيين وصحافيين وكانت تستجيب بعفوية لطلبات التصوير التي كانت تتهاطل عليها من المعجبين دون أن تبدي أي ضيق أو تبرم وأكدت هند سلوكها في ما تضمنه حديثها في حفل الإفتتاح إذ عبرت عن سعادتها بإستمرار مهرجان كانت شاركت فيه في بداياتها السينمائية وقالت" أنا فخورة بهذا المهرجان وبرواده لأننا في حاجة اليوم إلى ثقافة الإختلاف والتسامح وقبول الآخر لنبني تونسالجديدة " . ثم فسح المجال لعرض فيلم" أسماء " الذي تقوم هند صبري ببطولته وهو من إخراج المصري عمرو سلامة . _ توفيق صالح يعتذر و"لمة" تونسية في الموعد... لئن تأكد غياب السينمائي المصري توفيق صالح وإعتذاره بسبب وعكة صحية فإن حفل الإفتتاح كان بنكهة تونسية بحضور ثلة من السينمائيين والفنانين من أبرزهم محمد دمق والطيب الجلولي ومنصف ذويب والأسعد الوسلاتي وعبد الله يحيى وعلي بنور خالد البرصاوي والجيلاني السعدي ... ويستمر المهرجان إلى غاية 31 مارس في ثلاثة مواعيد يوميا بقاعات المسرح البلدي والمركز الثقافي والمركز الثقافي الجامعي يحيى بن عمر ودار الثقافة بالقلعة الصغرى ودار الثقافة بأكودة .