اكتسح السيد عبد الحميد بن عبد الله الميدان الإعلامي من خلال مولود تلفزي جديد ولد من رحم الثورة أطلق عليه اسم «تونسنا TV" . وبن عبد الله هو دكتور في القانون التجاري والجبائي ودكتور في العلوم السياسية وأستاذ جامعي بجامعة السوربون 2 كما يعمل مستشارا دوليا وقانونيّا بمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية. وهو أيضا مدير قسم السمعي البصري والعلاقات الخارجية بمعهد العالم العربي. هذا وقد انطلق البث التجريبي للقناة منذ ما يزيد عن ثلاثة أشهر وبداية من الشهر الحالي بدأت القناة في تقديم برامجها، في انتظار أن تعلن عن انطلاقتها الرسمية مع نهاية شهر أفريل الجاري. للحديث عن الخط التحريري لهذا المولود الإعلامي الجديد ومدى مساهمته في تقديم الإضافة للمشهد البصري بصفة عامة، التقت «التونسية» بالرئيس المدير العام السيد عبد الحميد بن عبد الله فكان لنا معه الحوار التالي: من باعث لشركات في المجال الاقتصادي وصاحب فضاءات تجارية إلى صاحب قناة تلفزية... ما هي دوافع هذا التوجه الجديد؟ دخولي للمشهد الإعلامي راجع بالأساس إلى علاقتي بكل ما هو سمعي بصري من خلال عملي كمدير لهذا القسم بمعهد العالم العربي، إلى جانب اهتمامي المتزايد بكل ما يحدث في الحياة الاجتماعية والسياسية سواء على المستوى المحلي أو الخارجي. دور الإعلام كان شبه مفقود قبل 14 جانفي 2011 إذا اقتصر على الشخصنة وسيطر عليه عبد الوهاب عبد الله، فالأشخاص الذين يرفضون المجاملة ويطالبون بحريّة التعبير يتمّ إقصاؤهم ويمنعون من الدخول في المشهد الإعلامي ولهذا كان من الصعب في تلك الظروف بعث مؤسسة إعلامية لها مواقف مستقلّة، لكن بعد الثورة أصبح المستحيل متاحا ومنحتنا الثورة مكسب حريّة التعبير وهو ما شجعني على بعث القناة. ما هو الخط التحريري العام للقناة وما الذي سيميزها عن بقيّة القنوات الحكومية والخاصة؟ هو خط شبابي «تفاؤلي» إن صحّ التعبير، فالقناة تعدّ محطة لجميع شرائح وفئات المجتمع إذ تمثل فضاء للتعبير بكل تلقائية عن هواجس وتطلعات كل التونسيين. ما يميز قناة "تونسنا TV " عن بقيّة القنوات أنها ترفض المتاجرة بدموع الشعب أي أنها لا تطمح لتمرير مآسي العائلات التونسية من أجل كسب نسب المشاهدة. ماهي الامتيازات التي ستقدمها القناة لدعم الإنتاج الثقافي؟ "تونسنا TV " يغلب على مضمونها العنصر الموسيقي والبرامج الخفيفة وستساعد بصفة فعلية في التعريف بالإنتاج المحلي التونسي خاصة على المستوى الفني، كما ستساهم القناة بطريقة مباشرة واخرى مباشرة في ترويج الإنتاجات الثقافية الوطنية شرط أن تكون ذات قيمة وجودة فنيّة تليق بمكانة الثقافة التونسية. ألا تعتقد أن القناة اختارت «المغامرة» في الساحة الإعلامية من خلال اعتمادها على فريق عمل شاب؟ الانتدابات التي انتهجناها فضلنا فيها العنصر الشبابي والوجوه الجديدة وهذه قناعة شخصية. إذ طالما عانى الشباب التونسي من تجاهل النظام السابق. وتضمّ القناة حاليا ما يقارب 70 موظفا منقسمين بين منشطين وصحفيين وتقنيين وقد تلقوا دورات تكوينية من مختصين أجانب ومحليين. في المقابل لم أهمل جانب الخبرة واستعنت أيضا ببعض الأسماء المسرحية والفنية لتقديم الإضافة على غرار كوثر بالحاج وخالد بوزيد وهشام رستم. هل ستعتمد القناة على مبدأ الشراكة في الإنتاج؟ نعمل بصفة جديّة مع منتجين من خارج تونس وخاصة مع الفضائيات اللبنانية مثل قناة «MTV» لرولا سعد ونسعى حاليا لخلق شراكة في الإنتاج التلفزي هذا ونتعاون مع العديد من الوكالات العالمية على غرار «فرانس براس» التي تساعدنا على تقديم آخر وأهم المستجدات العالمية. في حفل افتتاح البث الرسمي للقناة شاهدنا العديد من الوجوه الفنية العالمية على غرار شارل أزنافور، هل سنشاهد مثل هذه الشخصيات في البرامج التلفزية اليومية؟ شارل أزنافور هو راعي القناة ومكنّنا من خلق علاقات متميزة مع شركات فنية أجنبية وخاصة الفرنسية منها مما أكسبنا مخزونا موسيقيا محترما وقد زار أزنافور الاستوديوهات وعاين التجهيزات واطلع على الإدارة والمكاتب وأعجب بانطلاقة "تونسنا TV " وإن شاء الله سنقوم باستضافة العديد من الوجوه الفنية العالمية والعربية والتونسية في مختلف البرامج التي نقدّمها. كيف ستكون إسهامات القناة على مستوى الحراك السياسي؟ دور القناة سيكون تكميليا في المشهد الإعلامي ولن نقتصر على الدور التنافسي فقط، في الوقت الراهن يقتصر دور أغلب البرامج التي تبث على النقل والتحليل دون تقديم الحلول خاصة على المستوى السياسي. "تونسنا TV" ستنتهج خط التنشيط المقيّد بحسّ المسؤولية أي أنها لن تخدم أي توجه سياسي على حساب نظرائه الآخرين بل سيكون موقفها محايدا نزيها يبتعد عن التزييف وينقل الواقع بكل شفافية. هل لديك انتماء سياسي؟ في الوقت الراهن لا أنتمي إلى أي حزب لكن هذا لا يمنع إعجابي بالبعض منها. ما تقييمك لأداء الحكومة الحالية؟ ما لاحظته هو تراكم الصعوبات على المستوى المحلي وهمّ الدولة الوحيد هو جلب الاستثمار الخارجي دون أن تتفطن إلى ضرورة المحافظة على الاستثمارات الحالية، أتمنى أن تنتبه الحكومة إلى ضرورة تسهيل إجراءات بعث المؤسسات الخاصة حتى نتمكن من تخليص الشعب من «شبح» البطالة الذي تفاقم بعد الثورة. في المقابل أطلب من كل التونسيين التعويل على أنفسهم للخروج من «عنق الزجاجة» والوصول إلى الديمقراطية الحقيقية إذ لا يجب أن نعوّل لا على الغرب ولا على الخليج لدعمنا بل فقط على إنتاجاتنا الخاصة في كل القطاعات.