تعيش ولاية صفاقس هذه الأيام ومنذ 27 أفريل الماضي وإلى غاية 12 ماي 2012 على وقع المهرجان الدولي للحكاية الذي تنظمه المندوبية الجهوية للثقافة بصفاقس بالاشتراك مع عدد من الجمعيات الناشطة في المجال. وكان الموعد يوم الاربعاء مع عرض للحكاية احتضنته المدرسة الابتدائية الرفيفات بڤرڤور وأشرف عليه المندوب الجهوي للتربية بصفاقس 1 التيجاني القماطي مرفوقا بمدير التعليم الأساسي لطيف المانعي ومتفقد المدارس الابتدائية بدائرة عڤارب 2 للغة العربية جميل الزغل والمساعدان البيداغوجيان المرواني بن منصور وطه التريكي إلى جانب الأسرة التربوية بالمدرسة يتقدمهم مدير المدرسة عبد السلام حافظ العامري الذي أكد أن برمجة هذا العرض يأتي في إطار انفتاح المؤسسة التربوية على محيطها الخارجي وسعيا نحو خلق مناخ مريح للمتعلمين يساعدهم على مزيد من الخلق والإبداع. ومن ناحيته نوه المندوب الجهوي للتربية بصفاقس 1 التيجاني القماطي بالجهود المحمودة التي تبذلها الأسرة التربوية بالمدرسة منذ انطلاق السنة الدراسية الحالية مؤكدا ما يكنه من احترام وتقدير لهم اما متفقد المدارس الابتدائية بدائرة عڤارب 2 للغة العربية جميل الزغل فأشار إلى أهمية هذه التّظاهرة خاصّة في ظلّ ما عاشته جودة التعليم في السنوات الأخيرة من تراجع لعل ابتعادنا عن الحكاية والكتاب من أهم أسبابه. وبالعودة إلى التظاهرة، فقد تمثلت في عرض لعدد من الحكايات أشرفت عليه الحكواتية سوسن كانون من تونس والحكواتية مها صلاح من اليمن. وقد راوحت الحكايات بين اللغة العربية الفصحى واللغة المحلية الدارجة، كما راوحت بين الخرافة -بما يميّزها من أحداث أقرب للخيال من الواقع- والقصة أو الأقصوصة -بما يميزها من أحداث أقرب للواقع من الخيال-. كل ذلك، كان بأسلوب سلس وشيق جعل المتعلمين يتفاعلون إيجابيا مع الحكايات التي أعادت في الأذهان تلك السهرات العائلية التي كانت فيها الجدة نجمة السهرة بلا منازع. وقد حرصت الأسرة التربوية على أن تكون وفية لهذه الأجواء، فأعدوا للغرض قاعة تم تزويقها وتهيئتها بطريقة تقليدية جعلت الحكواتيتين مركز الاهتمام والأطفال من حولهما. إثر ذلك، نشّط المربي علي العامري نقاشا مع المتعلمين حول ما تمّ سماعه من حكايات وما تطرحه من قضايا قريبة من واقعهم المعيش. كما تطرق المتدخلون إلى أهمية الحكاية والكتاب وضرورة إيلاء مزيد من العناية بهما. بقي أن نشير إلى أن هذا العرض يأتي ضمن سلسلة من التظاهرات التي عاشتها المدرسة انطلاقا من يوم للبيئة والعناية بالمحيط، مرورا بحملة لجمع التبرعات لفائدة مناطق الشمال الغربي المتضررة من الفيضانات الأخيرة، وصولا إلى رحلة للمهدية والمنستير والجم وحفل اختتام السنة الدراسية قريبا. نشير كذلك، إلى أن عروض المهرجان متواصلة في عدد من المؤسسات التربوية والثفافية بولاية صفاقس، في انتظار عرض "حكايات أمي سيسي في المجلس التأسيسي" الذي سيُسدل به الستار على فعاليات هذه الدورة يوم السبت 12 ماي في المركب الثقافي محمد الجموسي بصفاقس.