باتت قضية المهاجرين التونسيين غير الشرعيين التونسيين في المدن الايطالية على غرار «لامبادوزا» من القضايا التي تؤرق الرأي العام التونسي وفي مقدمته عائلات "الحارقين ". ولمزيد تسليط الضوء على الموضوع اتصلت «التونسية» بالسيد ناصر الصيد ممثل وزارة الشؤون الخارجية مديرو التصرف القنصلي الذي اكد ان السلطات التونسية تسعى على الدوام لخدمة مواطنيها في الداخل والخارج خاصة في ما يتعلق بالمهاجرين غير الشرعيين. وأضاف ان السلطات التونسية أرسلت بصمات بعض المهاجرين والبالغ عددها 290 بصمة إلى وزارة الداخلية الايطالية وذلك على دفعتين واشتملت الاولى على 150 بصمة والثانية تضمنت 140 بصمة وذلك بعد موافقة الهيئة العليا لحماية المعطيات الشخصية التابعة لوزارة العدل وتجاوز الإشكال القانوني فيما يخص بصمات الحارقين. وأفاد الصيد ان الحكومة التونسية تترقب رد السلطات الايطالية, وكشف الصيد ان هناك دفعة ثالثة من البصمات في طور الإعداد لإرسالها إلى ايطاليا. وقال الصيد ان المهاجرين التونسيين الذين توافدوا على جزيرة «لامبادوزا» تم توزيعهم على مراكز ايواء بعد ان عجزت «لامبادوزا» عن احتوائهم جميعا, وذلك بقرار من رئيس الوزراء الايطالي السابق «سلفيو برلسكوني». 13000 بطاقة إقامة مؤقتة وذكر السيد ناصر الصيد ان السلطات الايطالية منحت ما يقارب 13000 بطاقة اقامة مؤقتة للمهاجرين التونسيين وذلك لأسباب إنسانية, وتمتد مدة صلوحية هذه البطاقات 6 أشهر، مضيفا ان الحكومة الايطالية جددت هذه البطاقات مرتين ومكنت التونسيين المتمتعين من المكوث لفترة اطول، كما قامت بتسوية وضعية ما يزيد عن 9000 مهاجر من خلال توفير فرص عمل وابرام عقود شغل قانونية. و فيما يخص الانباء الواردة من ايطاليا والتي مفادها ان هناك منظمات محلية تعمل على توطين المهاجرين مع منحهم الإقامة الدائمة قال الصيد ان هذه المنظمات تعمل على ايهام الحارقين وتقدم لهم وعودا واهية لا اساس لها من الصحة. واتهم الصيد هذه المنظمات بالتحيل من خلال ابتزاز المهاجرين وسلب أموالهم وأوضح أن المنظمات تتقاضى 26 اورو على كل فرد وتعده بتسوية وضعيته لكنها لا تطبق ذلك على أرض الواقع. وأكد الصيد ان عدد المهاجرين غير الشرعيين بعد الثورة بلغ 27 الف مهاجر استنادا الى الاحصائيات الايطالية. "أين أبناؤنا" وقد تساءل عدد كبير من عائلات المهاجرين غير الشرعيين عن مصير ابنائهم مطالبين الحكومة المؤقتة التعامل بجدية مع ملف الحارقين والاسراع في البحث عن أبنائهم المفقودين في إيطاليا لكن مصدرا مطلعا بالخارجية قال إن عددا هاما من «الحارقين» تهربوا من البصمة وأن عددا آخر لا تملك المصالح القنصلية شيئا عنهم. يذكر أن وزارة الشؤون الخارجية قررت إنهاء مهمة البعثة التّونسيّة المكوّنة من ستّة أشخاص يمثّلون عائلات تونسيّة فقدت أبناءها بإيطاليا جرّاء الهجرة السّريّة، غير ان أفراد البعثة قرّروا عدم العودة إلى تونس والاعتصام أمام القنصليّة التّونسيّة بمدينة باليرمو الإيطالية والدخول في إضراب جوع احتجاجا على هذا القرار، وذلك على خلفية وجود أدلّة على أن أبناءهم أحياء ووصلوا إلى الشّواطئ الإيطالية. ترحيل التونسيين وأبرز بعض العائدين طوعا من المدن الايطالية ان معاملة الايطاليّين لهم كانت حسنة وإنسانية من خلال وضعهم في مراكز للإيواء مع توفير كافة المستلزمات من أغذية ولباس وأغطية ... واضافوا ان السلطات الايطالية تعمل على ترحيل بعض المهاجرين الذين شاركوا في اعمال عنف ونهب وسرقة للمحلات الايطالية.