بالاشتراك بين مجموعتي قفصة1 وقفصة2 الفرع التونسي لمنظمة العفو الدولية ،انتظمت مساء امس الجمعة بقاعة الاجتماعات ببلدية قفصة ندوة تحت عنوان "العدالة الانتقالية" حضرها العديد من المواطنين وأثّثتها وجوه من الحوض المنجمي ممن سجنوا على خلفية الاحداث التي شهدتها المنطقة والناشط السياسي عمار عمروسية والقاضي محمد الخلايفي . السيد الفاهم بوكدوس عضو الهيئة التنفيذية للفرع التونسي افتتح الندوة بمداخلة بيّن فيها دوافع عقد هذه الندوة مبرزا ان منظمة العفو الدولية ترى ان النقاش حول العدالة الانتقالية لا يجب ان يقتصر على النخب بل يكون حوارا مفتوحا على كل الفئات والجهات التي حرمت من حقوقها الاجتماعية والاقتصادية وحتى التعويض المادي لا يكون مقتصرا على من انتهكت حقوقه السياسية او حرية التعبير كما بيّن ان الفرع التونسي اختار ان تنطلق سلسلة الحوارات حول العدالة الانتقالية من قفصة باعتبار ما تعرضت له المنطقة من تهميش واقصاء وتعدي على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية. القاضي محمد الخلايفي أبرز من جهته ان العدالة الانتقالية اصبحت مفهوما يقتصر في الآونة الاخير على سياحة المؤتمرات واختزالها في رموز بعينها وحول مفهوم العدالة الانتقالية أوضح السيد الخلايفي ان مصطلح العدالة الانتقالية هو مصطلح لم يكن متداولا في الاوساط العربية منذ قرون وان مفهوم العدالة الانتقالية ينقسم الى جزئيين ،مفهوم كوني وهو العدالة ، والانتقالية تعني ان دول تعيش تحولات نوعية مثل دول شهدت انقلابات عسكرية او ثورات او تحول تاريخي بناء على معطيات محددة كما بين القاضي محمد الخلايفي ان العدالة الانتقالية لكي تتحقق لا بد لها اتباع خطوات مرحلية لكي تتحقق وهذه المراحل هي كشف الحقائق ،الحق في الحقيقة وتحديد المسؤوليات والاعتراف بالانتهاكات التي تعرض لها الضحايا ومحاسبة كل من تورط والعمل على الحد من الافلات من العقاب . عمار عمروسية الناشط الحقوقي والسياسي تحدث في مداخلته ان العدالة الانتقالية هي عدالة استثنائية وتتنزل في قلب التغيير الديمقراطي وان العدالة الانتقالية هي قضية سياسية وقضائية وهي قضية راي عام متسائلا في الان نفسه هل مهّدنا لمقومات العدالة الانتقالية وهل العدالة الانتقالية تعني رد الاعتبار لفصيل سياسي بعينه او رد الاعتبار لكل نساء ورجال تونس مؤكدا انه لا يمكن الحديث عن عدالة انتقالية بقضاء لا تزال تشوبه عديد الشوائب والدليل ان المجلس الاعلى للقضاء الذي نصّبه بن علي لا يزال قائما الى الان وان ما يجري اليوم هو توجه الى عدالة انتقائية لا عدالة انتقالية. الطيب عثمان(سجين الحوض المنجمي)أبرز في مداخلته ان العذاب الذي تعرض له لم يكن مقتصرا عليه فقط بل اتسع الى كل العائلة وان السجين الحقيقي من كان خارج السجن الكبير وما يتعرض له من تنكيل . حفناوي بن عثمان (سجين الحوض المنجمي)"ابرز ان المحاكمات التي تجري اليوم لمحاسبة رموز العهد البائد لا تندرج في اطار مفهوم العدالة الانتقالية باعتبار ان هذه المحاكمات لا يمكن لها ان تكشف الحقيقة المبدأ الاصلي للعدالة الانتقالية كما حضر هذه الندوة السيد علي سلطان الكاتب العام لقوات الامن الداخلي بقفصة حيث ابرز في مداخلته انه لا يمكن بأي حال تبرير بعض ممارسات قوات الامن لكن المتابعة القضائية يجب ان تكون تبعا لملفات موثقة على ضوئها تقع المحاسبة كما بيّن الكاتب العام لقوات الامن الداخلي بقفصة ان عون الامن كان ولا يزال مضطهدا .. ندوة حول العدالة الانتقالية باركها العديد كما تساءل العديد عن اقتصار هذه الندوة على شهادات عرفت بتوجهات فكرية متقاربة ان لم تكن واحدة والاجابة كانت من عند احد اعضاء هيئة مجموعة "قفصة1"وهو السيد عمر سليمان الذي ذكر انه وجّه الدعوة الى بعض النشطاء من حركة النهضة الا انهم رفضوا الحضور