على خلفية الاعتداءات التي استهدفت صحفيي قناة الحوار التونسي و مقراتها عقدت اليوم قناة الحوار ندوة صحفية بمقر النقابة العامة للصحفيين حضرها كل من مدير القناة "الطاهر بن حسين" و رئيسة نقابة الصحفيين "نجيبة الحمروني" والأمين العام المساعد لاتحاد الشغل"سامي الطاهري" و رئيس رابطة الدفاع عن حقوق الإنسان"عبد الستار بن موسى" ورئيس تحرير قناة الحوار التونسي"أيمن الرزقي" ورئيس فرع منظمة العفو الدولية بتونس "لطفي عزوز" و محامي القناة"عبد الستار المصمودي".. وتطرق "الطاهر بن حسين" مدير قناة الحوار التونسي إلى الاعتداءات التي تعرض لها الصحفيون في المدة الاخيرة مبرزا أنه مخطط واضح المعالم القصد منه ترعيب الناس و امتلاك الفضاءات العمومية و احتلالها،و أكد أن قيمة قناة الحوارالتونسي لاتكمن في أدواتها و تجهيزاتها المادية التي وقع الاعتداء عليها و تخريبها بقدر ما تكمن في جوهر القناة و طاقمها قائلا:" سوف نستمر".. وأشار مدير القناة إلى أن القائمين على هذه الاعتداءات يريدون تكميم الاعلام و أن كل من لا يستطعون وضعه تحت السيطرة يمارسون عليه العنف المادي المباشر و يعطلون حركته قائلا" إذا لاقدر الله نجحت خطتهم فعلى الدنيا و على حرياتنا السلام ". فاض الكأس.. من جانبها اعتبرت" نجيبة الحمروني" رئيسة نقابة الصحفيين أن انتهاك حرمة الصحفيين ظاهرة خطيرة تهدد حقوق الإنسان و الصحافة معتبرة أن الصحافيين باتوا اليوم يخضون" معركة حرية الاعلام و الصحافة " .و أضافت "الحمروني" إلى أن الاعتداءات على قناة الحوار متكررة وتأتي بتحريض من قبل بعض المسؤولين السياسيين. وطالبت رئيسة نقابة الصحافيين بضرورة اتخاذ مكونات المجتمع المدني موقفا خاصة أن ظاهرة الاعتداء على الصحافيين استفحلت ويقع مماطلتها من قبل السلط التي تتحرك ببطيء عندما يطالب الصحفي بحقه مشددة على ظرورة المطالبة بالتعجيل في التحقيق في مثل هذه الممارسات و معرفة نتائج هذه التحقيقات. و أعربت رئيسة نقابة الصحافيين عن تضامن النقابة مع القناة و عن رفضها الاعتداء على الصحفيين وتنديدها لما تعرضت له قناة الحوار مطالبة مكونات المجتمع المدني بضرورة وضع آلية للتحرك والدفاع عن حقوق الصحفيين قائلة:" فاض الكأس فنتيجة الصراعات السياسية يدفع الصحفي الثمن ". وأكدت على أن الاعلام التونسي مطالب بعدم السكوت على هذه الانتهاكات و أن تداخلاتهم يجب أن تكون مناسبتية مشيرة إلى أن القضية الاساسية ألا وهي التركيز على الاعتداءات على الصحفيين خاصة أن القادم أخطر إذا تواصل السكوت عن هذه الانتهاكات. تضامن و حماية حرية الإعلام.. من جانبه أفاد" عبد الستار بن موسى"رئيس رابطة الدفاع عن حقوق الإنسان أن أهم حق من حقوق الإنسان هو حرية التعبير قائلا"لا ديمقراطية و لا عدالة و لا مساواة دون حرية التعبير فإذا كممت الافواه انتهت الديمقراطية". و أعرب "بن موسى "عن تضامن الرابطة مع قناة الحوار و كل الصحفيين مشيرا إلى أن لرابطة حقوق الإنسان لجنة محاميين للدفاع عن الصحفيين و أنها ستأمن الدفاع عنهم مشيرا إلى أن الرابطة تحمل المسؤولية للنيابة العمومية و أنها بصدد عقد ندوة حول حرية الاعلام بمشاركة كل من اتحاد الشغل و نقابة الصحافيين و هيئة الاتصال. ووصف رئيس رابطة حقوق الإنسان أن الشعور المتداول على خلفية الاعتداء المتكرر على الصحافيين هوالعودة إلى الاعلام الحكومي و هو ما ينبىء بأن الدور آت على قنوات أخرى إذا حاولت أن تنتقد .وقال" بن موسى" :"لابد من التضامن و العمل على حماية حرية الإعلام حتى نحافظ على وجودنا " ملف الاعلام مفتاح استمرار الحرية و في نفس السياق عبر" سامي الطاهري "عن تضامن اتحاد الشغل مع قناة الحوار معتبرا محاولة ضربها و الاعتداء عليها له خلفية واضحة و أن ما يحصل ما هو إلا سلسلة لا تنتهي و أنه في صورة سكوت الصحافيين و المجتمع المدني وعدم قيامه بخطة عمل لايقاف هذه الممارسات فإن الوضع سوف يتطور. و أشار" الطاهري" إلى أن هذه الاعتداءات ما هي إلا محاولة لانتاج وضع سابق و التحضير له عن طريق بث الرعب و التخويف و ايجاد رقابة ذاتية لدى الصحافيين قبل ممارستهم لعملهم و هو ما يمثل رجوعا للاعلام الحكومي و تحويل الاعلام لأداة حكومية. و أكد الامين العام على ضرورة توفير الجهد و الامكانيات للدفاع عن الصحافيين و تضافر جهود كل من المجتمع المدني و نقابة الصحفيين و رابطة حقوق الانسان لايجاد صيغة تناسقية متواصلة تقوم على مبدأ حيادية الاعلام و استقلاليته و عدم تحويله لاعلام حكومي. وقال "الطاهري":" ملف الاعلام لا يمكن السكوت عنه لأنه مفتاح استمرار الحرية و علينا البدأ بحجر الأساس و يجب أن يكون الاعلام حرا"مشيرا إلى الندوة التي سيتشارك فيها اتحاد الشغل مع رابطة حقوق الانسان و نقابة الصحفيين من أجل تفعيل القوانين لحماية الاعلاميين و تأمين حرية الاعلام. مراقبة أداء الحكومة... من جهته طالب "لطفي عزوز" رئيس فرع منظمة العفو الدولية السلطات التنفيذية و القضائية باحترام حقوق الإنسان و حماية جميع الأفراد . وناشد "عزوز" المجلس التأسيسي بمراقبة أداء الحكومة معربا استعداد منظمة العفو الدولية للنضال مع مكونات المجتمع المدني لحماية حقوق الإنسان. المسؤولية على عاتق وزارة الداخلية... و أكد "أيمن رزقي" رئيس تحرير قناة الحوار على ضرورة أخذ التهديدات التي يتعرض إليها الصحفيين مأخذ جد مشيرا إلى أنها حملات منهجية و موجهة . وحمل "رزقي" مسؤولية ما يحدث للصحافيين من انتهاكات لوزير الداخلية معتبرا أن سكوته عما يحدث يشجع بعض الأطراف على القيام بهذه الممارسات مطالبا إياه بتوفير مناخ من الأمن و حماية الصحافيين و استغرب رئيس التحرير من تجاهل بعض الأطراف السياسية و عدم مساندتها لقناة الحوار بالرغم من أن هذه الاخيرة كانت سباقة في مساندتهم في محنتهم. عدم مساندة الصحافيين لبعضهم البعض.. من جانبه أشار "عبد الستار المصمودي"محامي القناة إلى أن ماقدمته قناة الحوار التونسي للمجتمع المدني لم تقدمه قناة أخرى .وأفاد أن ما يعيبه على الصحافيين كهيكل عدم مساندتهم لبعضهم البعض على عكس المحامين الذين و إن اختلفوا فإنهم يحكمون العقل موضحا أنه إذا اتخذت المؤسسات الصحفية موقفا جراء الاعتداءات اليومية التي يتعرض لها الصحافيين لكان الأمر تغير. و اعتبر المصمودي أن هذه الفترة حساسة و دقيقة جدا معربا عن تضامنه مع الصحافيين باعتبار أنه مارس مهنة الصحافة لمدة معينة و يعرف الضغط الذي يسلط على الصحفي مشيرا إلى وجود اختلاف كبير بين الصحافة التونسية والصحافة الأجنبية قائلا:" ان الاعتداء اللفظي على الصحفي يعد انحطاطا فما بالك بالاعتداء اللفظي" وأكد المصمودي على أن هذه الندوة تعطي شحنة لقناة الحوار معربا عن ثقته من انصاف المحكمة و عدالتها.