استبشر أهالي حاجب العيون مؤخرا بنبإ عودة المنتزه البلدي الى سالف نشاطه الترفيهي المعهود, حيث تعاقدت بلدية المكان مع أحد أبناء الجهة للعمل على اعادة الروح الى هذا الفضاء الترفيهي, الذي تعوّدت على ارتياده جموع المواطنين الذين كثيرا ما وجدوا فيه ضالتهم باعتباره نقطة لقاء لعديد العائلات, فتجدهم يستريحون تحت ظلال أشجاره الوارفة ويستلقون على جنبات عشبه الأخضر, الذي فقد بريقه منذ انطلاقة الثورة حيث طالته أيادي العابثين, ولكنه اليوم بفضل عزيمة صادقة من أبناء البلدة الغيورين على تنشيط الفضاءات الترفيهية أمكن اعادة تهيئة هذا الفضاء, حيث أعيدت غراسة عشبه الإصطناعي, كما وقع تشجيب العديد من الأشجار والأزهار التي تزينه مع تركيز نافورة ماء عملاقة ساهم في تصميمها الفنان عمار بيبش, وذلك في دلالة واضحة للارتباط الوثيق الذي يجمع بين الماء والحياة, مثلما ساهم بلمساته الفنية في تغيير ديكور الاستقبال بالفضاء الذي يحتوي على مسلك صحّي متميّز ,والذي اكتسى حلّة جديدة حيث أحدثت به مشربة للعائلات التي تسعى من موقعها للبحث عن الهدوء والسكينة ,وتقديم الخدمات المحترمة التي من شأنها المساهمة في مزيد استقطاب العائلات, وقد احتضن الفضاء سابقا العديد من العروض الثقافية المجانية بالتعاون مع دار الثقافة. وتجدر الإشارة إلى ضرورة تدخل الجهاز البلدي في معاضدة الجهود المبذولة والعمل على توفير أكثر ما يمكن من الإنارة باعتبارها ضرورية في تأمين الخدمات, والشعور بالأمن والأمان لدى عامة المواطنين الذين كانت لهم مصافحة منذ مايزيد عن الأسبوعين مع افتتاح هذا المنتزه, الذي أطلقت عليه في السابق تسمية «جردة بورقيبة» والتي أنجزت منذ بداية الستينات وشهدت تظاهرات ثقافية متنوّعة زمن المرحوم علي الزواوي, وغيره ممن ساهموا في بناء تونس الحديثة.