في إطار سلسلة من اللقاءات الدورية و عقب انعقاد مجلسه المركزي الذي امتدت أشغاله كامل يومي السبت و الأحد المنصرمين،عقد أمس المسار الديمقراطي الاجتماعي لقاءا إعلاميا بمقره الكائن بشارع الحرية بالعاصمة، قدم من خلالها أهم القرارات المتمخضة عن مجلسه المركزي الذي ترأسه احمد إبراهيم رئيس المسار و عبد الجليل البدوي نائب الرئيس،مبينا موقفه من التحالفات و من إعادة تشكيل المشهد السياسي و من جملة القضايا و المستجدات الطارئة على الساحة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية... و قد تميزت الندوة الصحفية بحضور كل من السيد "احمد إبراهيم" رئيس المسار الديمقراطي الاجتماعي و نائب التأسيسي، نائب رئيس الحزب السيد "عبد الجليل البدوي"، و السيد "سمير بالطيب" عضو المجلس الوطني التأسيسي و الناطق الرسمي للمسار الديمقراطي الاجتماعي...وسط تغطية إعلامية كثيفة. المؤتمر التأسيسي للمسار في أكتوبر القادم افتتح الناطق الرسمي باسم "المسار" السيد "سمير الطيب" سلسلة المداخلات، بكلمة أكد من خلالها أن قرار عقد المؤتمر التأسيسي للحزب في اكتوبر القادم يعد من أهم القرارات التي خلص اليها الحزب عقب الانتهاء من أشغال مجلسه المركزي ، مضيفا "إن الهدف الأسمى يكمن في مواصلة العمل و البناء المشترك مع كل من يشاركنا المواقف و الرؤى.. و بذل الجهد في العمل الميداني لتوسيع قاعدة المسار الديمقراطي الاجتماعي و الإعداد لمؤتمره التأسيسي في اقرب الآجال و لترسيخ حزب سياسي تقدمي و ديمقراطي على أسس صلبة و دائمة "-على حد تعبيره-. كما اكد "بالطيب" عزم "المسار" على مواصلة العمل من اجل توحيد اوسع القوى الديمقراطية في جبهة سياسية مدنية موسعة قادرة على الحد من ظاهرة التشتت المعطلة للبناء الديمقراطي و تعمل على نجاح مسار الانتقال الديمقراطي و تطرح نفسها كبديل وطني جدي قادر على تعديل ميزان القوى في البلاد،مشددا في ذات السياق عن عزم الحزب على مواصلة التشاور و التنسيق مع الحزب الجمهوري و بقية القوى التقدمية و الديمقراطية و تفاعله الايجابي مع كل المبادرات التي تسعى الى تجميع اوسع القوى الديمقراطية و الجمهورية على أساس الالتزام بالاستحقاقات الاجتماعية و السياسية للثورة. أزمة دستورية حانقة...سببها صراع "الترويكا" ! و أعرب "بالطيب" عن تضامن حزبه الكامل مع كل التحركات المشروعة من اجل تحسين ظروف العيش و توفير الشغل و فتح حوار وطني من اجل تجاوز الصعوبات التي تعترض عملية الانتقال الديمقراطي و معالجة أهم الملفات الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية الملحة لا سيما منها المتعلقة بصياغة الدستور و بالانتخابات و الإعلام و القضاء و الأمن...حيث نبه "بالطيب" قائلا:"إضافة إلى الأزمات و الانفلاتات التي تعيشها البلاد بتنا نعيش ايضا أزمة دستورية حانقة و ذلك جلي من خلال الصراع داخل الترويكا حول الصلاحيات والشرعية و هو جعل هامش النقاش و الجدل بين الأطراف المكونة للترويكا يتقلص" . كما أعرب "بالطيب" خلال هذه الندوة الصحفية عن استياء حزبه من "أداء السلطة الحاكمة و قراراتها الاعتباطية و الارتجالية و مواقفها المتضاربة و المتسرعة"-حسب قوله-،مضيفا "بين التصريح و التكذيب الحكومي لم يعد المواطن التونسي يفهم شئيا البتة و هو ما ينال من مصداقية الدولة و لا يساعد على تحقيق الأمن و الاستقرار بالبلاد". الحكومة ضاق صدرها من الحريات ! و اعرب "بالطيب" خلال هذه الندوة الصحفية عن استغرابه من قرار احالة عميد كلية الاداب و الفنون و الانسانيات بمنوبة "الحبيب القزدغلي" على المحكمة اليوم بتهمة تعنيف طالبة منقبة "في حين كان هو و مجموع اساتذة كلية منوبة عرضة لحملة منظمة من قبل بعضهم...و هو امر ان دل عن شيئ فيدل على ان الحكومة قد ضاق صدرها بالحريات...انها حقا لغريبة و سابقة من نوعها !". هذا و قد اكد "بالطيب" شانه شان بقية المتدخلين (احمد ابراهيم و عبد الجليل البدوي) ان حل الازمة لا يمكن الا ان يكون في اطار حوار وطني حقيقي مستديم لا ظرفي او موسمي.