من المنتظر أن يتوجه رئيس الجمهورية المؤقت محمد المنصف المرزوقي اليوم الخميس بكلمة إلى الشعب يوضح فيها مواقفه مما جرى خلال الأيام الماضية من أحداث ومن «صراع» بينه وبين رئيس الحكومة المؤقت، على السلطات وما تخلّله من تبادل للاتهامات وصل تأثيرها إلى المجلس التأسيسي وأضحت تهدد الائتلاف الحاكم في «الترويكا». المرزوقي قدم لممثلي الأحزاب والمنظمات أهم نقاط الخلاف بينه وبين رئيس الحكومة المؤقت كما تحدث عن وضعه الحالي كرئيس للجمهورية بلا صلاحيات تذكر لكن المعطيات التي بحوزتنا تؤكد أن المرزوقي بدا قويا، واثقا من نفسه، بل قادرا على إحداث مفاجآت ومواقف قد تزعج البعض من «الترويكا» وخاصة حمادي الجبالي. المرزوقي قد يعلن خلال كلمته التي من المنتظر ان يلقيها اليوم مناصرته لشق وطني واضح ويؤكد دعمه لتمشيه في إحداث توازن داخل البلاد وانتصاره بمواقفه الأخيرة والتي دعت إلى مدنية الدولة والحفاظ على مكاسب تونس بعيدا عن الجذب إلى الوراء. فرئيس الجمهورية المؤقت سينزع عنه كل العباءات ليلبس عباءته الحقيقية القديمة والتي عرف بها وهي عباءة « برنوس» الرابطة التونسية لحقوق الإنسان بمعنى رفضه لأي خيارات تمس من مكاسب البلاد وسيعلنها عاليا خلال خطابه المبرمج لليوم. وستكون كلمة الرئيس المرزوقي مشفرة من ناحية الرسائل التي يريد توجيهها إلى شق داخل «الترويكا» وستدعو إلى الهدوء ومواصلة تحقيق أهداف الثورة وسيقدم مبرراته لما جرى خلال الأيام الأخيرة . المعطيات التي بحوزتنا تؤكد أيضا أن كلمة المنصف المرزوقي ستكون بداية الإعلان عن انطلاق مرحلة جديدة في علاقة رئيس الجمهورية المؤقت ب «الترويكا» من خلال المواقف والتباين وهو أمر سيبرز بوضوح خلال الأشهر القادمة سيعود من خلالها إلى مواقفه الوطنية ووقوفه ضد كل الخيارات الليبرالية للحكومة المؤقتة وهنا يكمن الخلاف الحاصل مع مصطفى كمال النابلي محافظ البنك المركزي. فالمرزوقي رافض لانتهاج سياسات ليبرالية وهو خيار اختلف فيه رئيس الجمهورية مع رئيس الحكومة. ومن أهم الخلافات كذلك ملف التفويت في الأراضي الدولية وفي بعض المؤسسات العمومية حيث تؤكد مصادرنا أن المرزوقي عبر عن رفضه إعادة التفويت فيها إلى أثرياء عرب وتمسك بإعادتها إلى الدولة كما كان الحال في الثمانينات . المؤشرات التي بحوزتنا تؤكد أيضا أن الخلاف بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة سيتواصل في إطار المحطات الانتخابية القادمة لكن لمن سترجح الكفة خاصة ان المرزوقي يريد الدفاع عن كرامته لا سيما أن الجميع نعته ب «الطرطور» ويبدو أنه على استعداد للاتيان بالمستحيل لإعادة صورته كما كانت عليه من قبل ، صورة الحقوقي والمدافع عن الحريات بعيدا عن الحسابات السياسية الضيقة؟