مثّل قرار شركة الخطوط الجوية التونسية القاضي بمنع تقديم الكحول خلال جميع رحلاتها طيلة شهر رمضان الكريم، سابقة هي الأولى من نوعها حيث كانت في السابق تمنع تقديم الكحول خلال الرحلات المتجهة نحو المملكة العربية السعودية ورحلات العمرة والحج فقط. وفي هذا الاطار نزلت امس ناجية الغربي كاتب عام الخطوط الجوية التونسية ضيفة على اللقاء الاعلامي الدوري السابع والسبعين بمقر الوزارة الاولى بالقصبة صحبة فوزي المولهي المدير المركزي للمنتوج بشركة الخطوط الجوية التونسية حيث تطرقا الى عديد المواضيع التي تهم الشركة. أكدت الغربي ان قرار منع تقديم الكحول خلال جميع رحلات الشركة طيلة شهر رمضان الكريم تم اتخاذه من قبل شركة الخطوط التونسية بعد ورود عديد الملاحظات والاقتراحات التي تقدم بها بعض المسافرين, وكذلك نزولا عند رغبة بعض المضيفات اللاتي حبذن عدم توزيع الكحول في الطائرة وهن على صوم وقالت الغربي: «الادارة العامة لم تر مانعا في ذلك واصدرت قرارا نهائيا دون الرجوع او استشارة اي جهة أخرى» وأضافت : «اعتقد ان بقية المسافرين من غير المسلمين سيتفهمون هذه الوضعية وسيحترمون الديانات, هذا وسجلنا ارتياح عديد المسافرين والحرفاء». وبخصوص تعميم هذا القرار ومنع بيع الخمور منعا باتا طيلة اشهر السنة اكدت الغربي ان الامر مازال مبكرا للتكهن بمستقبل بيع الخمور على متن طائراتنا». وشددت الغربي على ان وزير النقل « عبد الكريم الهاروني» لم يكن له دخل في هذا القرار ولقطع الطريق أمام كل التأويلات قالت الغربي : «أعلمنا وزير النقل بالقرار في زيارة قام بها يوم الخميس من الاسبوع الماضي». وأفادت الغربي ان الوزير اعرب عن ارتياحه وسعادته بعد صدور هذا القرار قائلا انه يبارك كل قرار تتخذه شركة الخطوط التونسية وفيه مصلحة للبلاد والعباد مضيفة: «ردة فعله كانت ايجابية». وقدمت الغربي بعض الاحصائيات والمؤشرات الخاصة بسنة 2011 التي تظهر الوضعية الحرجة التي تعيشها الشركة التي قالت عنها الغربي انها تمر بمرحلة انتقالية إذ تراجع عدد المسافرين بنسبة 14 بالمائة وتراجع حجم ساعات الطيران بنسبة 15.3 بالمائة وسجلت مداخيل الاستغلال تراجعا بنسبة 4.8 بالمائة في المقابل حقّقت أعباء الاستغلال نموا طفيفا بنسبة 1.4 بالمائة وارتفعت نسبة التعبئة الى 0.2 بالمائة . و بينت الغربي ان النتائج كانت سلبية لسنة 2011 مما اسفر عن تكبد الشركة لخسائر فادحة ناهزت 100 مليون دينار, أما اسباب ذلك فتعود الى ارتفاع اسعار المحروقات بنسبة 32 بالمائة وارتفاع في أعباء التأمين بنسبة 32.6 بالمائة. أما أعباء الاستهلاكات فقد ارتفعت بنسبة 11.5 بالمائة . أسطول قديم أوضحت الغربي ان اسطول شركة الخطوط الجوية يتكون من 32 طائرة وأنّ معدل عمرها قديم وهو ما جعل الشركة تبرم عقدا مع احدى شركات صنع الطائرات سنة 2008 لاقتناء 16 طائرة لتجديد الاسطول على مدى 10سنوات. وڑأشارت الى ان الشركة اشترت 3 طائرات من طراز A 320 وانها في انتظار جلب 7 طائرات من نفس الطراز و3 من طراز A330 و3 طائرات من طراز A350 . صعوبات كبيرة أبرزت الغربي ان شركة الخطوط التونسية تمر بصعوبات كبيرة منعتها من اقتناء طائرة كان من المنتظر ضمها الى الاسطول هذه السنة , وقالت إنّ أهم الاسباب التي أعاقت اقتناء الطائرة وضعية السوق المالية التونسية ووضعية البنوك التونسية التي شهدت تراجعا كبيرا في حجم السيولة وهو ما جعلها تمتنع عن تمويل شراء هذه الطائرة وعلى راسهم البنك المركزي التونسي. وكشفت الغربي ان المبلغ المراد تسديده للحصول على الطائرة هو 40 مليون دولار. وأفادت الغربي انه بعد امتناع البنوك عن تمويل القسط لجأت الخطوط الجوية الى الشركات الوطنية التي مولت شراء الطائرة وهي (المجمع الكيميائي التونسي والشركة التونسية للانشطة البترولية وفسفاط قفصة) وقد وجهت الغربي الشكر لهذه الشركات. منتصر الاسودي تصوير: شرف الدين