مثلما فاجأنا مسلسل «مكتوب3» بمظاهر «البذخ» والبهرج والعلاقات المشبوهة واللباس غير المحتشم فاجأنا أيضا برؤية فنية واضحة للمخرج سامي الفهري تجلت في تأطيره الجيد للممثلين.. حركات مدروسة.. ديكور موظف.. تقنيات عالية الجودة.. حوار متماسك وصورة تغنينا عن ألف كلمة. من حلقة الى أخرى يعيش حوالي 5 ملايين مشاهد تونس مع معاناة عائلة «ناجي» ودخوله السجن بسبب «شهوة» و «نزوة» زوجة «يوسف بالشيخ»وتلعب دورها الممثلة نجلاء بن عبد الله. بعد هذه الحادثة تدخل «شاكرة» زوجة «ناجي» التي تؤدي دورها الممثلة مريم بن شعبان وابنته بالتبني «فاطمة» وتلعب دورها خديجة الفهري ابنة المخرج سامي الفهري التي اثبتت موهبة كموهبة أبيها وكما يقول المثل «ولد الوز يطلع عوام» في صراع مع «الحياة اليومية» ومتطلباتها دون منزل ، دون سلطة ودون «أكتاف» ولا عمل. تصارع الأم وابنتها قسوة «الكراي» و «العطار» و«البحث» و«التنقل» ويحدوهما الأمل بتحسن الاوضاع وعودة الأمور الى نصابها حالما تظهر براءة «ناجي». في حلقة اول امس الاحد فوجئنا بموت «فاطمة» اثر حادث مرور أثناء زيارتها لوالدها في السجن، حادث قصف «زهرة» عمرها وترك امها التي طالما اكدت لها بأنها صديقتها قبل ان تكون ابنتها في حالة من الحزن والهستيريا، حالة تفاعل معها المشاهد حد البكاء مشهد لا يمكن ان يمحى من ذاكرة أم فقدت فلذة كبدها على حين غرة والسبب «شهوة» امرأة أنانية ارادت انقاذ سمعتها بالدوس على كل ماهو طاهر وبريء.. هذا المشهد نقله الفهري بكل أمانة.. لم يحاول التحريف او الاسقاط. كل الكلمات مدروسة، تعابير وجه «شاكرة» وردّة فعلها اثناء خروج تابوت «كبدي» كما نادتها اقشعرت لها الأبدان، فتفجرت موهبة الفهري الذي طالما أبدع في اعماله التنشيطية لكن امضاء نجاح الحلقة العاشرة من «مكتوب» كان بامضاء «الفهريين» سامي وخديجة وزادت تألقهما دقة أداء مريم بن شعبان التي أدت فأبدعت فأقنعت.