لئن اقتصرت القنوات التلفزية المحلية على انتاج البرامج الدرامية لشهر رمضان فقط نظرا ل «قلة ذات اليد» كما يروج أصحابها، متناسية ايجابيات الانتاج الدرامي على مدار السنة فإن بعض هذه القنوات خاصة التي برّرت غياب انتاجها للمسلسلات في الموسم الرمضاني الفارط بضيق الوقت مطالبة بالتحضير مبكرا للبرمجة الرمضانية القادمة حتى تضمن مكانتها بين القنوات الأكثر مشاهدة خلال هذا الشهر. أغلب قنواتنا التلفزية تفضل الانتظار حتى آخر وقت لتنطلق في عملية اختيار «السيناريو» وفتح باب «الكاستينغ» أمام الممثلين والتفاوض مع المخرج وتحديد ميزانية المسلسل. وكما هو معروف فإنه ونتيجة لهذا «التهاون» يضطر العديد من المخرجين الى الانطلاق في عملية «المونتاج» مع أن التصوير لم ينته بعد وذلك ربحا للوقت. هذا التسرع من شأنه أن يؤثر أيضا في نوعية الصورة المقدمة اذ تكثر الأخطاء التقنية ويغيب الجانب الابداعي لدى المخرج. وتفاديا لجملة هذه «الثغرات» هل تنطلق القنوات المحلية قريبا في التحضير لانتاجاتها الدرامية للموسم الرمضاني 2013؟ أم سينتظر البعض منها كالعادة الساعات الأخيرة لاختيار مسلسل «يتيم» وسيناريو «ضعيف» يملأ فراغ البرمجة رافعة بذلك شعار «هانا معاكم لا تنسونا»!!!؟ تنطلق الدراما المصرية ونظيرتها السورية باستثناء الموسم الفارط نظرا للظروف الأمنية المتدهورة في سوريا مباشرة بعد انتهاء رمضان في التحضير للموسم الدرامي الذي يليه، علما وأن قطاع الانتاج المصري قام بتأجيل العديد من المسلسلات ليبثها خلال شهر رمضان القادم نظرا لغزارة الانتاجات الدرامية في سنة 2012. ولئن فشلت الدراما المصرية في الارتقاء هذه السنة الى مستواها المعهود خصوصا في ما يتعلق بالحبكة الدرامية فإنها على الأقل نجحت في تنويع القضايا المطروحة فجاء مضمون أغلب المسلسلات مختلفا عكس الأعمال الدرامية المحلية التي تشابهت في العديد من القضايا فتقاربت الرؤية الفنية لبعض الأحداث وهو ما أثر سلبا في جودة المسلسلات التي تابعناها اذ لم توفق أغلب القنوات في اختيار نص محبك يخرجها من دائرة التماهي مع بقية الأعمال بل على العكس سعت بعض القنوات الى امضاء عقود احتكارية مع بعض الأسماء الفنية على غرار قناة «نسمة» وقناة «التونسية» واحتكار الأولى للممثلين فتحي الهداوي وعاطف بن حسين والثانية للأبطال الرئيسيين في مسلسل «مكتوب 3» ونسي أو تناسى المشرفون على القناتين أن جودة السيناريو هي القياس الأول لنجاح أي عمل درامي ثم تأتي بقية «المتمّمات». ولئن كانت برمجة بعض الفضائيات واضحة للعيان من خلال النهايات المفتوحة للمسلسلات وحسم القنوات قرارها بضرورة انتاج أجزاء جديدة لهذه الأعمال الدرامية على غرار «لأجل عيون كاترين» و«دار الوزير» و«مكتوب» فضلا عن بعض المسلسلات الهزلية التي من المنتظر اعادة انتاج أجزاء ثانية منها فإن بعض القنوات لم تظهر أية مؤشرات بخصوص برمجتها الرمضانية المستقبلية ولعل قادم الأيام سيكشف جدية اختيارات بعض القنوات للبرمجة التي ستقدمها والتي من شأنها أن تحسن «صورتها» محليا وعربيا وتساعدها على الظفر بنسب مشاهدة محترمة.