مثلما أكدته موفيولا الأحد الرياضي التي يشرف عليها هذه السنة الحكم الدولي السابق مراد الدعمي كانت أخطاء الحكم سعيد الكردي في مباراة الأولمبي الباجي والترجي الرياضي فادحة ومؤثرة بشكل واضح على نتيجة اللقاء لكن هذا لا يعني أن هزيمة فريق باب سويقة الثقيلة في باجة تعود فقط إلى غلطات الحكم ومستواه في هذا اللقاء بل إن لهفوات الترجيين التكتيكية والجماعية والفردية قسطا كبيرا جدا في هذه العثرة... الهفوات التكتيكية والتحضيرية للمباراة تتعلق بالإطار الفني سواء على مستوى الاختيارات في خصوص التشكيلة الأساسية وبالتالي طريقة اللعب وانتشار اللاعبين على الميدان أو على مستوى التحضير النفسي للمباراة والذي يبقى من مشمولات المدرب دون غيره إذ يبدو أن الترجيين استسهلوا المقابلة وظنوا أن مهمتهم سهلة وأن الفوز سيكون حليفهم وهو ما يفسر غياب التركيز والجدية والانضباط في الآداء ... أما الهفوات الفردية فتتعلق بمردود كل العناصر دون استثناء ومرورهم بجانب الموضوع وهذا ما تجلى من خلال التمريرات الخاطئة والفشل في الثنائيات والغلطات التقديرية وهذا ما دفع الترجي الرياضي ثمنه باهظا هذه المرة على عكس المقابلات السابقة التي سلمت فيها الجرة . الراقد – المولهي – تراوي : الاختيار السيء لفريق يبحث عن الانتصار الترجي الرياضي تحوّل إلى باجة من أجل الانتصار وهذا ما أكده المدرب نبيل معلول خلال الندوة الصحفية التي عقدها قبل هذا اللقاء لكن الاختيارات التكتيكية على مستوى التشكيلة تفيد عكس ذلك لأن التعويل على الثلاثي خالد المولهي ومجدي تراوي وحسين الراقد جنبا إلى جنب منع الفريق من البحث عن هدفه ولعب الهجوم وإرباك المنافس بالضغط العالي فلا أحد من هذا الثلاثي قادر على الاضطلاع بالدور الهجومي الذي كان يقوم به كريم العواضي... ولا أحد من هذا الثلاثي له الصبغة الهجومية التي تسمح له بتمركز متقدم في خط الوسط... ولا أحد من هذا الثلاثي متعود على دخول منطقة الجزاء خلال العمليات الهجومية المنظمة... الاختيار إذن مخالف تماما لهدف الترجي الرياضي من هذه المباراة وكان على نبيل معلول الاكتفاء بثنائي وتشريك لاعب ذي صبغة هجومية من البداية لإحداث التوازن المفقود بين الدفاع والهجوم بسبب التشكيلة والانتشار المتأخر لعناصر خط الوسط... لقد خلنا الترجي الرياضي بهذه التركيبة يخوض مباراة كأس رابطة الأبطال الإفريقية خارج تونس يريد فيها العودة بأخف الأضرار ويبحث خلالها عن التعادل ويفكر فيها في الجانب الدفاعي قبل كل شيء. الترجي نزل إلى الميدان منتصرا قبل الأوان إضافة إلى الناحية التكتيكية التي لم تضمن نجاح الفريق في هذا اللقاء لم يكن التحضير النفسي في المستوى المطلوب فلاعبو الأحمر والأصفر وعلى عكس عناصر الأولمبي الباجي نزلوا إلى الميدان مطمئنين عن الفوز وضامنين نتيجة المباراة ومستسهلين المهمة والمنافس فغابت الجدية والعزيمة والروح وكلها عناصر يوفرها فقط الإعداد النفسي للمقابلة وهو عامل غاب عن استعدادات الأحمر والأصفر لهذه المواجهة على الرغم من تصريحات نبيل معلول التي أكدت على صعوبة المهمة والمباراة مما كان يفرض جدية أكبر وانضباطا أفضل وبالتالي دخولا موفقا ومركزا لللقاء... المقابلات التي سبقت لقاء باجة وسلسلة الانتصارات «غلّطت» الترجيين وكانت السبب الأساسي في هذه العثرة التي خسر بسببها الفريق ثلاث نقاط هامة في الترتيب وهنا تفرض عقلية اللاعبين نفسها وتكون محل موضوع ساخن لأن الاستفادة من العثرات السابقة لم تحصل وهذا هو الغريب بالنسبة لعناصر الترجي الرياضي. الفشل في المباراة « المنعرج» التي كانت ستقرّبه من اللقب إذن يمكن القول إن الترجي الرياضي لم يحسن التعامل مع تحوّله أول أمس إلى باجة وفشل في واحدة من أهم مقابلاته في هذه المرحلة النهائية من الموسم ... فشل في المباراة المنعرج التي كان الفوز فيها سيفتح له أبواب التتويج بالبطولة على مصراعيها ... الفشل كان ذريعا وشاملا لكل النواحي والجوانب وفي مقدمتها عدم استيعاب الدروس من مقابلات سابقة مليئة بالهفوات وبالتالي الاستنتاجات التي تستوجب الإصلاح والتغيير على الرغم من الانتصارات والنتائج الإيجابية التي حجبت من سوء حظ الترجيين النقائص والسلبيات وغطت العيوب والغلطات فكان المآل الذي لا مفر منه في باجة ... فما كل مرة تسلم الجرة. أين الزواغي الذي انتدبه الترجي الرياضي لتعزيز الدفاع... وهل سيجهز بعد فوات الآوان؟ مشاكل الترجي الرياضي الدفاعية واضحة للعيان منذ أول لقاء رسمي في هذه الصائفة وذلك في نيجيريا ضد