كنّا قد أشرنا في وقت سابق إلى الاجتماع الخاص الذي جمع بين رئيس الترجي الرياضي التونسي حمدي المدّب ورئيس النادي الإفريقي سليم الرياحي والذي على عكس ما يعتقده البعض كان ودّيا إلى درجة كبيرة في ظلّ سعي الرجلين إلى تهدئة الأجواء بين جماهير الناديين وتجاوز رزمة الخلافات العالقة بين الاسمين خاصة بعد التنافس الكبير الذي سجّلناه خلال الميركاتو الحالي والصفقات الكبيرة التي أبرمها الفريقان بأرقام قياسية... الجلسة كانت صلحيّة بالأساس والمدّب والرياحي سعيا منذ البداية إلى تهدئة الأجواء وبادرا إلى تفعيل الخطوات العملية لإعادة الأمور إلى نصابها بين كبيري العاصمة... الجلسة بدأت بالأحضان وانتهت بقرارات جريئة وغير مسبوقة حيث تقرّر أن يقع برمجة لقاء وديّ سيكون الأوّل من نوعه بين الفريقين وسترصد عائداته لفائدة الجمعيات الخيرية, «الدربي» الودّي سيكون مجرّد دفعة أولى على الحساب على أن تتواصل هذه المصافحات الودية بنسق دوري نهاية كلّ موسم... كما اتفق سليم الرياحي وحمدي المدب على إمضاء وثيقة خاصة تنظّم طبيعة العلاقات بين الناديين وهي عبارة عن ميثاق شرف من نوع خاص يلتزم به المسؤولون واللاعبون في كلا الفريقين لتدعيم الروح الرياضية وتنقية الأجواء بين جماهير الفريقين. الجلسة التاريخية إن صحّ القول بين حمدي المدّب وسليم الرياحي جاءت بعد تدخّل بعض العقلاء و أطراف مؤثرة في الفريقين نادت ولازالت بإصلاح ما أفسدته الكرة وبإعادة المياه إلى مجاريها بين الجارين وهو ما كان فعلا والأكيد أن هذه البادرة الطيبة ستنعكس بالإيجاب على علاقة الجماهير وستساهم في تهدئة الخواطر وتلطيف الأجواء في وقت نحن فيه إلى أمسّ الحاجة إلى تحكيم لغة العقل وتهدئة النفوس وتقديم المصلحة الوطنية على كلّ المصالح الضيقة سواء كانت سياسية أو رياضية...