كشفت المندوبية الجهوية للثقافة بولاية سوسة خلال الأسبوع الفارط عن البرنامج المفصل لمجمل التظاهرات الثقافية المزمع تنظيمها خلال السنة الثقافية 2012 /2013. حيث بلغ مجمل التظاهرات المبرمجة 79 مقسمة بين 30 مهرجانا تنقسم بدورها إلى 15 مهرجانا صيفيا و15 أخرى تنظم خارج هذا الحيز الزمني، بينما تنظم بقية التظاهرات وعددها 49 من قبل دور الثقافة الموزعة على كافة معتمديات الولاية الست عشرة. أما نوعيا فإن هذه التظاهرات تنقسم إلى تسعة أنواع انطلاقا من الأنشطة الفكرية والأدبية وعددها عشرة أغلبها ملتقيات نوعية في الأدب والشعر ثم تأتي معارض الفنون التشكيلية وعددها أربعة معارض أبرزها الملتقى الوطني لفن الكاريكاتور بحمام سوسة. وتحتل الأنشطة المخصصة للأطفال مركزا رياديا بثلاث عشرة تظاهرة ينتظم معظمها خلال العطل المدرسية وأبرزها مهرجان ربيع الطفل بسوسة. وتأتي هذه المهرجانات الموجهة للطفل في المرتبة الثانية من حيث الكثافة خلف التظاهرات التي تعنى بالسينما والتي يبلغ عددها خمسة عشر يتصدرها المهرجان الدولي لسينما الشباب والطفولة. وبالتوازي مع السينما تأتي المهرجانات بمختلف أنواعها متساوية في الترتيب مع التظاهرات السينمائية، حيث حافظ شهر رمضان على الريادة من خلال انتظام تظاهرة ليالي رمضان في أكثر من معتمدية بينما يظل المهرجان الدولي للزيتونة بالقلعة الكبرى ابرز تظاهرة شتوية في حين أن المهرجانات الصيفية تكاد تكون غائبة ماعدا البعض منها على غرار مهرجان مساكن الصيفي. التظاهرات المسرحية تأتي في المرتبة الرابعة من خلال 11 مهرجانا او نشاطا ويتقدمها الملتقى العربي لمسرح الطفل بحمام سوسة ويبقى النصيب الأقل لكل من التظاهرات التي تعنى بالتراث والتظاهرات الكرنفالية والفرجوية باربعة أنشطة بالنسبة للأولى وثلاثة بالنسبة للثانية. وفي قراءة بسيطة وسريعة نلاحظ العديد من النقاط الايجابية من حيث تنوع الانشطة على مستوى توزيعها الجغرافي على مختلف المعتمديات التابعة للولاية وكذلك على مستوى تنوع الفئات المستهدفة بهذه الأنشطة حيث لم يقع تقريبا استثناء أيّة فئة. غير انه لابد من الإشارة إلى النقاط السلبية التي أصبحت تميز الحياة الثقافية بسوسة وأبرزها تلاشي تظاهرات كان من المفروض أن تحلق في فلك العالمية. وهنا نكتفي بالإشارة إلى مهرجان سوسة الدولي الذي يواصل انحداره الصاروخي المدوي وسط صمت رهيب وغير مفهوم حيث ومنذ سنوات خلت وقع التقليص في ميزانية هذا المهرجان بصفة لافتة مما جعل منه تظاهرة أقل من ثانوية رغم أنه المهرجان الصيفي الأقدم في الجمهورية وان وقع التلويح في عهد المخلوع بجزرة المسرح الجديد والكبير بسوسة وهو الأقرب على ما يبدو على الأقل وفق المعطيات الظاهرة وإن كانت، فرضا، هناك جدية في هذا التمشي فذلك لا يبرر مواصلة تهميش هذا المهرجان الذي أصبحت نشاطاته غير قادرة على ملء مسرح سيدي الظاهر، فأية مشروعية حيال هذا الوضع للاستثمار في مسرح أثري يتسع لعشرات الآلاف من البشر؟ وإلى متى يظل القطاع السياحي سابحا في كوكب معزول عن الأنشطة الثقافية وبالخصوص هذا المهرجان؟ أما التظاهرة الثانية التي أمعنت السياسة في انتهاكها واستغلالها واستثمار شعبيتها فهي بدون شك «كرنفال أوسو» الذي يبدو أنه لا يمكن ان يعيش خارج جبة الانتهاك السياسي مما حوله على ما يبدو إلى «كرنفال بن علي» وليس أدل على ذلك من احتجابه منذ فرار المخلوع فهل سنفاجئ به ينتظم في جدة؟ فهذه التظاهرة التي كان من المفروض ان تكون حدثا وطنيا ذات بعد عالمي نظرا لكونها تنتظم في أهم قطب سياحي تشكو اليوم من التغييب وتحولت إلى مجرد تظاهرة تبرمج ولا تنجز ربما في انتظار أن يبادر طرف سياسي إلى توظيفها من جديد!