عقد أمس حزب «الوطنيين الديمقراطيين الموحّد» ندوة صحفية بأحد نزل العاصمة بحضور شكري بلعيد الأمين العام للحزب ومحمد جمّور نائب هذا الأخير في الأمانة العامة وتمحورت الندوة حول الملف التنظيمي لحزب الوطنيين الديمقراطيين وموقف الحزب من المشهد السياسي الحالي. وبيّن شكري بلعيد أن عملية توحيد القوى السياسية والتحاق عديد الكفاءات الوطنية بالحزب مازالت متواصلة وبنّاءة مشيرا إلى التحاق حزب العمل (التيار الشعبي) رسميا بحزب «الوطنيين الديمقراطيين الموحّد» بعد نقاشات موسّعة مضيفا أنّ الأسابيع القادمة ستشهد عقد مؤتمرات جهوية بجميع ولايات البلاد. وقال شكري بلعيد أنّ حزبه يتعرّض إلى هجمة ممنهجة من طرف حكومة «الترويكا» وأحزابها وإعلامها وعبْر شبكات التواصل الاجتماعي وأكد أن العديد من أعضاء الحزب تلقّوا تهديدات بالتصفية والقتل وأنه شخصيا يتعرّض للتهديد. وأضاف قائلا: «إنّ أطرافا حكومية تعدّ لتتبعات قضائية ضدّه وضدّ أعضاء الحزب وهي نفسها متورّطة في التهديدات التي يتلقاها «مضيفا إنّ لديه إثباتات وتسجيلات لأطراف حكومية تريد استهدافه، وشدّد بلعيد على أن أسباب استهداف حزبه هي فضحه لمخططات «الترويكا» و«النهضة». وتحدّث عمّا أسماه ب«التفويت في أراض حكومية لفائدة قطر» منتقدا قرار العمل ب«الحرية الخامسة» الذي اعتبره ضربا للقرار الوطني وتدميرا ممنهجا لشركة الخطوط التونسية و«تبريكها» وتحطيم المؤسسات العمومية حسب قوله إضافة إلى إبرام صفقة «شال» الخطيرة مشدّدا على ما قامت به «الترويكا» من صفقات وصفها ب«تحت الحيط»كمصادرة أملاك الرئيس السابق وعائلته والتي قال إنها من المفروض أن تكون رافعة حقيقية لمنوال التنمية وازدهار تونس وجزءا من الثروة الوطنية ملاحظا أنّ ما حدث هو التفريط في هذه الثروة لمصلحة «الترويكا» لا الشعب وأنّ هذا ممنوع سياسيا وقانونيا حسب رأيه. ولم ينس الأمين العام لحزب «الوطنيين الديمقراطيين» الإشارة إلى تدهور الوضع الاجتماعي من تنامي عدد المعطلين عن العمل وتزايد الفقر وغلاء الأسعار إضافة إلى استخدام الحل الأمني لقمع الاحتجاجات الشعبية في الجهات. كما أشار إلى ما وصفه ب«ظاهرة العنف السلفي» وتساءل: «لماذا تجتاح البلاد موجات عنف ممنهج ودعوات للقتل العلني وصلت إلى حد الاغتيال السياسي كلما لاحظت الحكومة تململا شعبيا ومطالبة بتحقيق أهداف الثورة؟؟» مضيفا: »علاش الناس هذي تغيب وتحضر بمجرّد الضغط على زرّ»؟؟ كما اتهم شكري بلعيد «النهضة» بالتستّر على الفساد والفاسدين مؤكدا أنها تضمّ تحت جناحها السواد الأعظم من الفاسدين مشدّدا على التزام حزب «الوطنيين الديمقراطيين» بفضح وكشف مخططات وملفات حركة «النهضة» قائلا «النهضة» وين تتلفّت باش تلقانا». في سياق آخر شدّد الأمين العام لحزب «الوطنيين الديمقراطيين» على أنّ مبادرة الاتحاد مازالت قائمة وأكّد أنها الحلّ الأمثل لإخراج البلاد من أزمتها لأنها مبادرة توافقية وتطرح القضايا الحقيقية والفعلية للشعب التونسي. أما عن الدستور الجديد فقال شكري بلعيد إنّه «فضيحة» وليس دستورا للسيادة الوطنية ولا لحقوق الإنسان والحريات ولا يشمل سوى شعارات هُلامية وهمية وفضفاضة لتكريس دكتاتورية جديدة. وختم بلعيد بتأكيده على أنّ الجبهة الشعبية التي انضمّ إليها حزبه تدعو دائما إلى الحوار مع الجميع مُضيفا أنّ الجبهة في اجتماعها أول أمس اتخذت مجموعة من القرارات الهامة سيُعلن عنها قريبا مفنّدا في هذا الصدد شائعات توتّر العلاقة بين حزبه و«حركة الشعب» القومية الوحدوية. أما محمد جمّور نائب الأمانة العامة لحزب «الوطنيين الديمقراطيين» فأوضح أن استهداف الأمين العام للحزب والحملات التشويهية لشخصه ليست جديدة مُضيفا أنّ المحامي الشريف الجبالي مهندس عملية التشويه تقف وراءه أطراف من الحكومة وأنّ هذا الأخير يطمح لنيل صك الغفران من الحزب الحاكم للتغطية على فساده بتشويه المناضلين وقال جمّور إنّ حملة هذا الأخير على رئيس الحزب فشلت وحمّل الحكومة مسؤوليتها الكاملة في حال تعرّض الأمين العام إلى أيّ أذى مؤكدا أنه وقع عرض حماية خاصة لشكري بلعيد ولكنه رفضها. مواكبة: سنيا البرينصي