قال علي الجلولي عضو القيادة الوطنية لحزب العمال ل«التونسية» أن خطورة تصريحات العليمي تتمثل في «مواصلة السعي المحموم للأطراف الظلامية لأدلجة الصراع الاجتماعي والسياسي الجاري اليوم في بلادنا»، مضيفا ان «هذه العملية مقصودة ولا هدف من ورائها سوى مغالطة الشعب وتحويل وجهة الصراع من صراع حول خيارات اقتصادية واجتماعية وسياسية متبعة، الى صراع ايديولوجي بين مشاريع فكرية احدها «مؤمن وورع» والآخر «كافر ومشرك وملحد". وقال الجلولي متوجها بالكلام الى الشيخ عادل العليمي «أن الخيارات المتبعة لحكومة «الإيمان» هي نفس خيارات بن علي وهي بصدد تفريخ نفس النتائج، وطبعا نفس ردود الافعال وهي الغضب والاحتجاج والانتفاض، انها ارادة الوقائع العنيدة التي لا علاقة لها بالتكلّس الايديولوجي الذي تجاوزه العصر والذي مازال الشيخ باعتباره كائنا لاتاريخيا، يتبعه". وأضاف الجلولي ان «الهجوم المحموم الذي يشنه العليمي على الجبهة الشعبية ومكوناتها ورموزها وعلى الاتحاد العام التونسي للشغل والحركة النقابية، يأتي في تناغم عجيب مع هجوم وزراء النهضة ونوابها وقادتها، انه هجوم يشرفنا ويؤكد اننا في الطريق الصحيح»، مؤكدا أن «الحكومة تواصل اليوم نفس السياسات التي فقّرت شعبنا وجوعته وقهرته، وتريد أن تجني نتائج معاكسة، تريد من الشعب أن يصفق ويطبل لها، انه لن يفعل والوضع الطبيعي هو ان ينتفض عليها". وقال الجلولي «إن هدف هرولة العليمي هو المشاركة بالوكالة في معركة هي بصدد الاحتدام بين الشعب وجلاديه الجدد، وهو بهذا الصنيع يختار موقعه كطبّال للسلطان وخادم لأولي الامر الذين «لا يجوز الخروج عليهم» أسوة بالإرث الرجعي الذي ينتمي إليه «شيخنا»، ارث ابن تيمية وابن قيم الجوزية ، أما نحن فمع شعبنا البطل أحفاد أبي ذر الغفاري والقرامطة والزنج وصاحب الحمار وعلي بن غذاهم والحامي وحشاد والبوعزيزي...". وختم الجلولي قائلا ان "من يشتمهم الشيخ هم من قاوموا ظلم أولي الأمر منذ عقود، ومن ينتفضون في سليانة وغيرها هم من كانوا في الشوارع في 17ديسمبر/14جانفي 2011، وهم من عرّوا صدورهم في الحوض المنجمي وقبله وبعده، حينها نودّ أن نعرف أين كان الشيخ؟ وماهو المنكر الذي كان ينهى عنه وماهو المعروف الذي كان يعمل من أجله؟".