تمنى الباجي قائد السبسي في كلمة له بمناسبة حلول السنة الإداريّة الجديدة 2013 ان يعم الخير والبركة على جميع التونسيين والتونسيات وان تجتاز بلادنا مرحلة الخطر وتتمكن من الخروج من عنق الزجاجة وتوجه الى قياديي ومناصري حزبه بنداء للعمل والمثابرة لتحقيق الافضل. و انطلق السبسي في كلمته التي نشرت على الصفحة الرئيسية لحركة «نداء تونس» على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» بالحديث عن الاعتداء الذي تعرض له اجتماع حزبه مؤخرا بجزيرة «جربة» واصفا اياه بأنها سابقة خطيرة جدا وغير مسبوقة في تاريخ تونس, مشيرا الى أن حزبه تحصل على التأشيرة القانونية كغيره من الاحزاب وبدأ بتحضير الاجتماع بعد إعلام السلط الجهوية والمحلية والعمومية, إلا أنه تعرض لاعتداء مادي من قبل ما اسماهم ب«متظاهرين بين ظفرين» الذين منعوا دخول المدعوين وقياديي وانصار الحزب الذين انتابتهم حالة من الرعب والذعر بعد الاعتداء على بعضهم وجرح الاخرين مما استوجب نقل عدد منهم الى المستشفى. عملية إرهابية ووصف السبسي الاعتداء على اجتماع حزبه بأنه عملية إرهابية , ولاحظ أن السلط الامنية قصّرت في اداء واجبها بعد ان عجزت عن صد المحتجين ووقف الاعتداء الذي وصفه بالفاحش نظرا لقلة أعداد رجال الأمن مقابل العدد الهائل للمحتجّين, واستطرد قائلا: «لسوء الحظ ان وظيفة الدولة الاساسية هي ضمان سلامة المواطنين وحماية ارواحهم وممتلكاتهم الا انها لم تكن في مستوى مسؤولياتها». وأشار الباجي الى ان - ما يسمى بلجان حماية الثورة – تعودت على مثل هذه الاعتداءات , مذكرا بحادثة مقتل «لطفي نقض» عضو «نداء تونس» في تطاوين قائلا: «نقض وقع سحله وتعمدوا قتله...» وعدّد الباجي سلسلة الاعتداءات التي لحقت بمقرات حزبه وبالاتحاد العام التونسي للشغل من قبل نفس الاشخاص حسب تعبيره , مبرزا ان هذه الانتهاكات هي تعبير واضح عن العنف السياسي الذي نبه الى خطورته باعتباره يقوض الديمقراطية وينهي الانتقال الديمقراطي في تونس . التعبئة العامة ودعا الباجي في كلمته كل القوى الديمقراطية والتقدمية والتي تؤمن بالحرية الى التعبئة العامة لمجابهة خطر العنف السياسي والانحرافات التي انجرت عنه. وأشار الباجي الى ان حرية التعبير والتنظم والاجتماع من اهم الاهداف والمكاسب التي تحققت للشعب التونسي بعد الثورة, الا انها اصبحت مهددة اكثر من اي وقت مضى قائلا: «مكاسب الثورة ومسار الانتقال الديمقراطي أصبحا مهدّدين أيضا». وضع غير مريح يدعو الى التشاؤم و اعتبر الباجي ان الوضع العام الذي تمر به تونس بعد الثورة غير مريح ويدعو الى التشاؤم لا التفاؤل, داعيا الى تجاوز هذه المرحلة والاقلاع نحو الامام, مراهنا على اهمية الدور الذي سيلعبه شباب تونس لتحقيق ما عجز عنه الكبار.واستشهد السبسي بمقولة للزعيم الراحل «الحبيب بورقيبة» التي اكد فيها ان «ما يخرب تونس كان اولادها» الا انه سرعان ما عدل عنها واعتبر ان شباب تونس هم ضمانة لمستقبلها وباستطاعتهم تغيير وضعها الحالي واخراجها من عنق الزجاجة , وحث الجميع على استخلاص العبر واخذ الدروس من الحالة الراهنة وتغييرها نحو الافضل قائلا: «لا تيأسوا, الى الامام والله ولي التوفيق». وأوضح السبسي ان بورقيبة اسس دولة مستقلة ذات سيادة لها مرتكزات , قائمة على اسس حضارية وتقدمية كالتعليم وحقوق المرأة ساهمت في استمرارية الدولة, رغم رحيل بورقيبة وهروب بن علي وهو مكسب جيد, حسب السبسي. أصبحنا نشكل قوة لا بأس بها كما توجه السبسي بتحية اكبار الى عموم الشعب التونسي والى مناضلي ومناضلات تونس وتمنى لهم سنة سعيدة وحثهم على العمل لتقوية اركان حركة « نداء تونس» خدمة لتونس وابنائها وختم قائلا: «أصبحنا نشكل قوة لا بأس بها وننكب على خدمة تونس».