بالرغم من أنه مرّ على الحادثة أكثر من ستة أشهر فإن تداعياتها مازالت قائمة الى حدّ الآن. فالمتضررة أصبحت تعيش بالمهدئات حسب ما أكده لنا والدها السيد صالح الزاوي الذي أصرّ على سرد تفاصيل قصة ابنته حتى لا يتكرر الخطأ مرة ثانية وحتى لا يحرم تلميذ آخر من اجتياز امتحان الباكالوريا. تفاصيل الحكاية كما رواها والد ربيعة الزاوي البالغة من العمر 38 سنة والتي ترشحت بصفة فردية لامتحان الباكالوريا جوان 2012 في اختصاص الاقتصاد تقول إنها قامت بالإجراءات اللازمة للتسجيل وتحصلت على استدعاء لاجتياز الامتحان التطبيقي لمادة الإعلامية واجتازت الامتحان المذكور بعد أن حصلت على إذن من مؤجرها. وعلى امتداد الفترة الفاصلة بين التسجيل واجتياز الامتحانات كانت ربيعة تعمل باجتهاد لتحصل على نتيجة مشرفة فهي التي أرادت أن تلتحق بقطار النجاح قبل فوات الأوان فدرست الفلسفة والرياضيات والاقتصاد لدى أساتذة خصوصيين بمبالغ ناهزت الألفي دينار. وانتظرت ربيعة يوم 6 جوان بفارغ الصبر حتى تجتاز الامتحانات لكنها لم تتلق الاستدعاء الذي سيمكنها من الجلوس على طاولة الامتحان مثل سائر زملائها... ولما تأخر وصول الوثيقة سارع والدها الى المندوبية الجهوية للتربية بتونس (1) ليستفسر عن السبب فأعلمه المسؤولون هناك أن الوثيقة المعنية تم إرسالها عن طريق البريد وأنها حتما ستصل وانتظرت العائلة حتى يوم 5 جوان لكن لا أثر للاستدعاء، ففقدت ربيعة الأمل وذهبت كعادتها الى عملها يوم 6 جوان وكان من المفترض أن تكون على طاولة الامتحان. هاتفها والدها في اليوم المذكور وقال لها إن عونين إداريين على متن سيارة قد جلبا لها الاستدعاء. وهو ما يعني أن الوثيقة المذكورة لم تغادر المندوبية الجهوية للتربية ولكن سوء التنظيم بتلك الإدارة كما جاء على لسان والد ربيعة هو الذي لخبط الأمور وعطل خروج الوثيقة في آجالها وجعل ابنته تحرم من اجتياز الامتحان. وقد تقدم الولي بتظلم لدى مركز الضبط بوزارة التربية بتاريخ 7 جوان 2012 لكنه الى يوم الناس هذا لم يتلق أي ردّ. السيد صالح الزاوي قال بكل لوعة وأسى: «وزارة التربية تتعامل مع الأشخاص بلا مبالاة وهي وزارة تعاني من سوء التنظيم وهو ما حرم ابنتي من اجتياز الباكالوريا».