عاشت مدينة هرقلة نهار اليوم حالة من الاحتقان والتململ وذلك بسبب ما سمي من طرف أهاليهم فقدان خمسة شبان من خيرة أبناء المدينة الشاطئية الهادئة حيث وفق إفادة والد أحدهم فقد عبر هؤلاء الشبان الخمسة وهم أحمد بن لطفي عمار طالب سنة أولى إقتصاد وتصرف وإبراهيم بن الحبيب نويرة طالب بالسنة الثانية هندسة وأسامة بن عبد المؤمن عمار تلميذ باكالوريا وهيثم بن عبد العزي مراد ووسام بن سالم كشيش- الحدود التونسية الليبية وذلك في مرحلة أولى قبل التوجه للجهاد في سوريا وفق لإفادة أقاربهم. وقد انتبه الأهالي لغياب أبنائهم منذ ليلة البارحة حيث بعد توجههم مساء السبت إلى مدينة سوسة لم يعودوا إلى بيوتهم قبل أن يرسل اثنان منهم ارساليات قصيرة لعائلاتهم في حدود الخامسة صباحا إلا 10 دقائق – تحصلت التونسية على نسخة من إحدى الارساليات الموجهة لشقيقة أحد الشبان- والتي أعلم من خلالها الشاب أسامة عمار أخته قائلا "يا ه. أني خرجت... أعرف كيفاش توصل الخبر لأمي ومن غير ما تخرجوا الخبر خاطر ممكن نتشد وقريب نوصل توا نكلمكم. رد بالك تخرج الخبر". وقد صرح لنا والده انه قام منذ الساعات الأولى بإبلاغ السلطات الأمنية بسوسة وتونس العاصمة وأعلمهم ان ابنه قد اتجه رفقة بقية أصدقائه إلى الجهاد في سوريا بعد ان وقع تجنيدهم من طرف أشخاص متشددين دينيا يستعملون أحد المساجد بالمدينة للتغرير بالشباب على حد قوله. وقد تبين وفق تصريحات الوالد أن الخمسة شبان قد عبروا فعلا حوالي الساعة السابعة صباحا الحدود التونسية الليبية وفق ما أعلمتهم به السلطات الأمنية. وقد كان محدثنا يتحدث بلوعة وحرقة كبيرين غلى ابنه وعلى بقية رفاقه ووجه من خلال تصريحه أكثر من صيحة استغاثة من أجل ان تتضافر جهود كل من هو قادر على مد يد العون وعلى وجه الخصوص الحكومة من اجل بذل قصارى الجهد لاسترجاع هؤلاء الشباب من المحرقة التي ارسلوا إليها مؤكدا على اتهامه أطرافا يقول أنها جعلت من أحد جوامع المدينة منبرا للتغرير بالشباب تحت غطاء التدين للدفع بهم في أتون حرب لا ناقة ولا جمل لهم ولا لأهاليهم فيها. فهل سيكون نداء الاستغاثة هذا كفيلا بإنقاذ الشبان الخمسة أم أن الوقت أصبح متأخرا من اجل التمكن من فعل شيء ذي جدوى؟ على كل نتمنى للشباب السلامة ولأهاليهم موفور الصبر والجلد "وربي يسمعهم خبر خير" ؟